EN 
تحتفل المرأة المصرية بيومها، الذي يوافق 16 مارس من كل عام، وذلك تخليدا لذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار البريطانى وشجاعتها ومشاركتها في ثورة 1919.
والمرأة نصف المجتمع، بل في الحقيقة هي المجتمع كله، فهي الطبيبة، والمعلمة، والمربية، ومصنع الرجال، والسياسية والاجتماعية، وهي الأخت الحانية، والابنة المطيعة، والزوجة التي تسطر قصص العظام من الرجال.
واليوم تمكنت المرأة من تولي العديد من الأدوار المهمة في كافة مجالات الحياة، فهي المربية التي تزرع في أبنائها القيم الأخلاقية الطيبة، وهي الداعمة بما توفره للصغار والكبار من نصح، ورفع للهمم، ومؤازرة في حل مشاكلهم، وهي من تدعم الزوج وتقدم له المشورة، وتساعده في اتخاذ القرار.
كما تمكنت المرأة من المشاركة في ميدان التنمية الاقتصادية، بما شغلته من مناصب قيادية وإدارية فاعلة، وصولا إلى المناصب السياسية التي جعلت منها خير مساند للرجل في صنع القرار واتخاذه.
وأسهمت المرأة في بناء المجتمع وتطويره بشكل فعال على مدار التاريخ وما زالت، مما يعني ضرورة احترامها وتكريمها حق التكريم، وضمان حقوقها في المجتمع بما يحقق استقرارها المادي والنفسي ويحميها، ويحقق لها مطالبها ويرعاها، فالحضارات لا تبني ولا تزدهر إلى بأيدي النساء.
يوم المرأة المصرية
وتم اختيار يوم السادس 16 مارس لكي يكون يوما للمرأة المصرية والذي يحمل ذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال، ولا سيما استشهاد "السيدة حميدة خليل" أول شهيدة مصرية من أجل الوطن.
وقد تظاهرت في هذا اليوم أكثر من 300 سيدة بقيادة هدى شعراوي رافعين أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددين بالاحتلال البريطاني والاستعمار.
وأيضا في يوم 16 مارس 1919، سقطت مجموعة من الشهيدات المصريات هن: نعيمة عبد الحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح.
وفي 16 مارس عام 1923، دعت هدى شعراوي لتأسيس أول اتحاد نسائي في مصر، وكان على رأس مطالبه رفع مستوى المرأة لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية للرجل من ناحية القوانين وضرورة حصول المصريات على حق التعليم العام الثانوي والجامعي، وإصلاح القوانين فيما يتعلق بالزواج.
وفي عام 1928، دخلت أول مجموعة من الفتيات إلى جامعة القاهرة، وأيضا في يوم 16 مارس من عام 1956، حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشيح وهو أحد المطالب التي ناضلت المرأة المصرية من أجلها وهي التي تحققت بفعل دستور 1956 .
وقد استمرت المرأة المصرية في المشاركة في مختلف أوجه الحياة سواء سياسيا أو اجتماعيا، وفي الوقت الحالي أصبحت المرأة المصرية عضوا برلمانيا ولها الحق أيضا في التصويت ومنهن من اختير ليشغل مناصب رفيعة كوزراء وقضاه وسفراء.
لذلك، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، تكليفات للحكومة لإحراز تقدما في مسيرة دعم وتمكين المرأة.
وهناك نماذج لسيدات مصريات ناجحات في مقدمتهن:
السفيرة نبيلة مكرم
مسيرة ناجحة من العمل حفرت خطواتها السفيرة "نبيلة مكرم"، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، حيث بدأت منذ عملها في السلك الدبلوماسي، الذى امتازت فيه لتستكمل مسيرتها وزيرة لواحدة من أهم الوزارات في مصر فنرى شعلة من النشاط والعمل الدؤوب المستمر، فهي تؤمن بأن الأجيال الجديدة يجب أن تعرف بلدها وترتبط به.
وتسعى من خلال منصبها إلى تأكيد هذا المفهوم لكي لا ينسى المصريون بالخارج بلدهم فتتحدث مع كل شريحة عمرية من صغار السن، الشباب، العلماء والخبراء لتحقيق هذا الهدف.
الراحلة أنيسة حسونة
وأيضا لا ننسى الراحلة أنيسة حسونة محاربة السرطان، التي كانت من ضمن أقوى 100 امرأة عربية، ففي عام 2014 اختارتها مجلة "أرابيان بيزني" الدولية ضمن أقوى 100 امرأة عربية، في مجال المجتمع والثقافة، لتاريخها المهني والإنساني، قبل أن يدفعها القدر لاختبار صعب، ظلت تقاوم لاجتيازه منذ العام 2016 حتى وافتها المنية قبل أيام.
وظلت أنيسة حسونة البرلمانية، والمدير التنفيذي السابق لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض القلب، لسنوات واحدة من أشهر محاربات مرض السرطان، حيث تم اعتبارها قدوة لكافة المتمسكين بالأمل رغم الألم الذي لم يغادر أجسادهم، وهو ما جعلها تحظى باهتمام إعلامي كبير، حتى أعلن عن وفاتها قبل أيام.
أوليفيا عادل جرجس
هذا وبجانب، أوليفيا عادل جرجس ابنة العشرين عاما، والتي كان تفوقها وراء نجاحها وهي طالبة بالفرقة الأولى بكلية الصيدلة، حيث حصلت على منحة دراسية بالجامعة البريطانية مقابل تفوقها، وشغفها اللذان فاقا طموحاتها إلى أن وقفت على أرض صلبة أمام الرئيس السيسي، لكى يتم تكريمها لحصولها على الفضية في جينيس أوليمبياد بأمريكا.
ولإنجازاتها في البحث العلمي، حيث كان مشروعها قائما على أعمال العلاج والانتهاء من فيروس سي بتطوير مواد طبيعية عن طريق استخدام برامج الكمبيوتر التي غزت العالم ومصر وتقنيات النانو تكنولوجي، لكي نقضى على الفيروس في الكبد وللقضاء على الجيل الرابع تحديدا لفيروس سي الموجود في مصر بشكل واسع ما يشكل خطرا على مجتمعنا.
وأيضا تكرمت أوليفيا عادل جرجس كعلامة في المجلس القومي للمرأة وتكرمت من الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب مؤخرا.
الوزيرة رانيا المشاط
ومن النساء الناجحات في عملهن الدكتورة "رانيا المشاط"، وزيرة التعاون الدولي، التي تؤكد دائما على قصص نجاح سيدات مصر، وأن وجودهن في المناصب والعمل دائما ما يكون مؤثر وملهم لغيرهن، فضلا عن أنها تمثل دافعا قويا نحو تمكين المرأة سواء على المستويين الاقتصادي أو الاجتماعي.
فوصولها للوزارة ونجاحها فيها كان سببه الحديث مع العديد من القيادات النسائية وتبادل الخبرات والممارسات والتجارب.
