الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حتشبسوت درة الأميرات

هند عصام
هند عصام

كم تمنيت أن أعيش عصر الفراعنة كى أكون ملكة متوجة وأعتلى عرش مصر مثل ملكات العالم القديم، وكثيراً ما روداتنى فى أحلامى لعدة سنوات، فكثيراً ما كنت أحلم بأجددنا الفراعنة، فانتبانى خوف كبير جعلني أتخلى عن تلك الأمنية، ومع كثرة الأحلام قررت أن أتخلص من تلك المخاوف التى تفقدنى الشغف تجاه حضارتنا العظيمة، وقتها انتابني  الفضول فى معرفة الكثير عن أسرار أعظم حضارة فى العالم، ولا أعرف من أين أبدأ.

 وبعد حيرة كبيرة استغرقت عدة سنوات قررت (ladies First ) الملكات أولا وبدون ترتيب حتشبسوت وهى من أشهر الملكات اللاتي خلد التاريخ اسمهن فى أذهان الكثير على مر العصور وحتى يومنا هذا هى الملكة حتشبسوت ملكة مصرية فرعونية قديمة عرفت باسم " غنمت آمون حتشبسوت " ويعنى " خليلة آمون درة الأميرات" أو " خليلة آمون المفضلة على السيدات".

 ولدت الملكة حتشبسوت عام ١٥٠٨ قبل الميلاد وهى الابنة الكبرى للملكة أحمس والملك تحتمس الأول وترتيبها الخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة، تعلمت الملكة حتشبسوت فكانت تجيد القراءة والكتابة بجانب دراستها لعلوم السلوك والأخلاق الصحيحة بالإضافة إلى الفلسفة ، والحساب ، وقواعد الإنشاء ، واللغة ، والطقوس الدينية الصحيحة ، وكانت تجتهد أيضا فى تعلم الحكم المأثورة عن الحكماء المصريين القدماء .

وكانت تشارك والدها الحكم وذلك باعتبارها الوريثة الشرعية له وبعد وفاة والدها كانت فى سن العشرين و كان عليها تحمل المسؤلية فتزوجت من أخيها الغير شقيق " تحتمس الثانى"، وكان من زوجة غير رئيسية من أجل بقاء السلالة الحاكمة، وكانت تقوم بالدور التقليدى للملكة والزوجة الرئيسيّة رزقت حتشبسوت منه بابن وبنتين شاء القدر، وتوفى الابن وهو طفل وبقيت البنتان وهما "نفرورع ، ومريت رع حتشبسوت " ورزق زوجها بطفل  " تحتمس الثالث " من امرأة تدعى " إيرة" وهى إحدى محظيات البلاط الملكى.

واستطاعت بعد وفاته أن تحكم الملكة حتشبسوت مصر لأكثر من 20 عاما، وتقوم بدور فرعون مصر بنجاح، فكانت هي الوصية على ابن زوجها تحتمس الثالث، وقامت حتشبسوت ببناء المعابد والنصب، مما أدى إلى ازدهار مصر في ذلك الوقت، حيث كرست الملكة حتشبسوت كل قواها وموارد مصر فى تلك الفترة حتى تنشأ الطرق والمعابد والمنازل وكانت ترعى الحرفيين 
و قامت على تحسين أحوال البلاد الداخلية وإبقاء مصر بعيدة عن الحروب ، وأعظم أعمالها ضريح أنشئ لزوجها في وادي الملوك .

ومن أشهر معابدها المعبد الجنائزي المسمى " دجسرو " فى الدير البحرى والدى قد صمم لها من قبل المهندس " سنموت "، وقد منحته ثمانون لقبا وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها، وقد أشار المؤرخين خلال تتبع تاريخها وطريقة عيشها إلى وجود علاقة بين حتشبسوت ومهندسها وخادمها الخاص سنموت، وأستدل على هذا من تمديد سنموت ممر يصل قبرها بقبره.

وكانت تظهر الملكة حتشبسوت بلحية مستعارة فقد أخذت تلبس ملابس تشبه ملابس من سبقها من الفراعنة الرجال في الاحتفالات الرسمية ، كما ظهرت في بعض تماثيلها بذقن مستعارة كما هو المألوف في تماثيل الفراعنة. وإن كان هذا لم يقلل من كون حتشبسوت كانت تمتلك كل صفات الأنثى الجميلة ، فقد كانت ذات بشرة خمرية لطيفة ، وأنف معقوف قليلاً ووجه مستدير .

وكانت  الملكة حتشبسوت تعد من الجميلات فهى أول من ارتدت القفازات وطرزتها بالأحجار الكريمة، وذلك لوجود عيب خلقي بأصابعها، وكشف ذلك بعد رؤية موميائها، على عكس أغلب تماثيلها التي صنعت لها وكانت يداها تبدوان طبيعيتين لأنها كانت تأمر النحاتون بذلك .

وعانت الملكة حتشبسوت بمرض السكرى والسرطان وكان ذلك الذى قد تسبب فى وفاتها 
و توفت حتشبسوت في 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف ، والذي يوافق (14 يناير 1457 قبل الميلاد) خلال العام  بعد 22 عام من فترة حكمها ، كما جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت.

وكانت حتشبسوت ملكة من القليلات التى أقنعت  العالم القديم وعلى مر العصور بأن المرأة يمكنها أن تحكم مثل الرجال بل أفضل وأعظم بكثير مما فعله بعض الملوك الرجال .


-