الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسباب لجوء الطلاب للدروس الخصوصية.. خبراء: إعادة الثقة بين المدارس والأسر من خلال كفاءة المنظومة التعليمية و136 مليار جنيه معدل الانفاق عليها

الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية

الدروس الخصوصية أصبحت مرض في المجتمع تسعي وزارة التربية والتعليم للحد منها، في ظل سعي الوزارة لتطوير المنظومة التعليمية بدأت من المناهج وصولا للمعلم،وهناك أسباب كثيرة أخري تؤدي إلى لجوء الطلاب إلى الدروس الخصوصية، التي أصبحت اليوم أمرا طبيعيا تلجأ إليه معظم الأسر المصرية  مع اقتراب مارثوان الامتحانات لذلك تواصل صدي البلد مع خبراء التعليم للكشف عن أسباب حلول للحد من هذه الظاهرة.

أكد الدكتور محمد فتح الله الخبير بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الدروس الخصوصية، تستحوذ على نصيب كبير من نفقات الأسرة المصرية، حيث كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن أن أنفاق المصريين على الدروس الخصوصية بلغ 136 مليار جنيه، ومع التطورات التي شهدها نظام التعليم المصري خلال السنوات الماضية توفرت العديد من البدائل المجانية والتي تجعل من السهل الاستغناء عن الدروس الخصوصية، وتوفير تكليفاتها بما يساعد الأسر المصرية على مواجهة تداعيات أزمة التضخم العالمية.

وأوضح الخبير بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن تطوير نظام التعليم في مصر لم يقتصر على النهوض بجودته فقط ولكن امتد إلى توفير المنصات التعليمية المجانية من أجل مساعدة الأسرة المصرية في توفير النفقات الخاصة بالدروس الخصوصية.

وأوضح الدكتور محمد فتح الله، أن ظاهرة الدروس الخصوصية  تتنافى مع مبدأ تكافؤ الفرص  وتسلب مجانية التعليم؛ مؤكدا توفير كافة الإمكانيات لتنشيط المجموعات المدرسية بشكل دقيق مع تقيل نسبة الطلاب في المجموعة المدرسة.

وأشار الخبير التربوي إلى أهمية دور المعلم من حيث توعية الطلاب وتوجيههم للطرق السليمة للاستذكار والبعد عن الأساليب غير التربوية التي تنفر الطالب من المدرس أو مادته إضافة إلى  الإعداد الجيد للدروس مع مراعاة الفروق الفردية وتلمس حاجات الطلاب.

وأوضح “فتح الله” أن مسؤولية علاج مشكلة الدروس الخصوصية  الطالب والمعلم والمدرسة والاسرة والإعلام لذلك نحث الجميع للتكافل والنظر الي المصلحة العامة لتخريج جيل قادر متعلم بشكل جيد.

وتابع الخبير التربوي أنه من الضروري متابعة وزارة التربية والتعليم  نسب حضور الطلاب بجميع المدارس والمراحل التعليمية.

ولفت الخبير بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أسباب لجوء الطلاب  للدروس الخصوصية ومن بينها، ضعف الطالب في بعض المواد، وكثرة غيابه، وعدم انتظامه في حضور الحصص الدراسية، وإلغاء معظم المدارس ومنها الخاصة بشكل رئيسي، للكتاب المدرسي، والاستعاضة عنه بمواقع إلكترونية، والاهتمام بالأنشطة على حساب المادة العلمية، إضافة إلى ضعف مستوى بعض المعلمين، وانشغال الكثير منهم بالأعباء الإدارية ، واضطرارهم إلى تشجيع الطلبة على تلقي دروس خصوصية؛ لتحقيق دخل إضافي، يساعدهم على مواجهة أعباء الحياة المعيشية لهم ولأسرهم.

وتابع: يأتي على رأس الخيارات البديلة مجموعات التقوية التي فعلتها وزارة التربية والتعليم في مختلف المدراس المصرية حيث أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تعليمات، لجميع المدارس شددت خلالها على ضرورة تفعيل مجموعات التقوية المدرسية في جميع مدارس الجمهورية خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الحالي 2021 / 2022، بمراحل التعليم المختلفة.

ومن جانبة أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أن الدروس الخصوصية سوق غير رسمية ضخمة، وسرطان حقيقي ينهش أجساد أولياء الأمور والحركة التعليمية، واصفا الدروس الخصوصية بأنها شبح مخيف يهدد اقتصاد الأسرة.

وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن الظروف الطارئة على المجتمع في السنوات العديدة الماضية أدت لوجود الدروس الخصوصية وهى مسألة معقدة جدا؛ لأنها مرتبطة بكثافة الفصل، ورواتب المعلمين، والمناهج، والإدارة المدرسية، وجميع هذه العوامل متشابكة تؤدي إلى زيادة الطلب على الدروس الخصوصية.

وتابع أستاذ المناهج، أن الدروس الخصوصية تلتهم الجزء الأكبر من دخل المواطن، وتساهم فى تدهور العملية التعليمية ككل، وأن محاربتها أمر مهم جدًا لضبط العملية التعليمية.

وأضاف الخبير التربوي، أن السبب الرئيسى فى انهيار العملية التعليمية داخل مختلف مدارس التعليم قبل الجامعى هو انتشار آفة الدروس الخصوصية، لذلك تحرص الدولة المصرية علي تجريم مثل هذه المراكز وعدم السماح بها كما أن هناك عدداً من المحافظين كانوا يقومون بانفسهم بشن حملات داخل محافظاتهم واتخاذ قرارات بغلقها ومحاسبة القائمين عليها.

وأشار "شحاتة"، إلى أن هناك إجراءات بالغلق ولكن تحتاج إلى المزيد، لتحقيق إصلاح حقيقي في التعليم ويكون لدينا جودة تعليم تقدم للطلاب، وهذا بدأ بالفعل في مصر، ويتطلب على الجانب الآخر مساعدة من المنزل لهذه الإجراءات، ويجب أن يكون هناك حالة من التفاهم ما بين الطرفين، وأن تستمع المنظومة إلى أولياء الأمور ولا يكون هناك شجارا بينهما"، مشيرا إلى أهمية ترك المساحة أمام الأبناء من قبل الأسرة، لاختيار الكلية المناسبة لهم، وعدم التدخل في هذا الأمر.

وتابع “لابد من أن يشعر المواطن بالتطوير في العملية التعليمية، وأن يستوعب الطالب من التعليم المدرسي ففي هذه الحالة لن يلجأ الطالب للدروس الخصوصية”.

أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، أن طلاب المدارس في مصر محظوظين بمصادر التعلم التي وفرتها الوزارة لجميع الطلاب بشكل مجاني ، لتكون بديلا مجانيا ومضمونا عن الدروس الخصوصية.

وقال أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، أن هناك عددا من المنصات التعليمية التي توفر للطلاب مصادر تعلم اضافية إلى جانب كتاب المدرسة التقليدي ، وهو الامر الذي لم يحظ به طلاب المدارس في العهود الماضية.

ولفت الخبير التربوي، أن القنوات التعليمية ستكون مدرسة كاملة بنفس مواعيد المدرسة الفعلية ولكنها من المنزل ، وهذا بدءا من الصف الرابع الابتدائي وحتى المرحلة الثانوية ، مؤكدا إن القناة التعليمية التي أنشأتها الوزارة شهدت إقبالًا كثيفًا.

وصرح أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن تنوع مصادر التعليم للطلاب هذا العام مثل القنوات التعليمية، و المنصات الإلكترونية والكتب التفاعلية، يتيح شرح المواد للطالب بأكثر من أسلوب لتعميق فهمه للمواد الدراسية الأساسية.

وأوضح الخبير التربوي، أن القنوات التعليمية إفادة كبيرة للطلاب وأولياء الأمور لأنها تساعد الأب والأم على فهم الدروس مع الطالب وبالتالي يسهل المذاكرة معه ، مؤكدًا أن القنوات التعليمية أثبتت نجاحها منذ القدم وليس الآن فقط ، كما أنها حل فعال للقضاء على الدروس الخصوصية وبدون أي تكاليف .

وأشار الدكتور حسن شحاتة، إلى أن العام الدراسي مازال في بدايته، ولا يجب أن نتسرع في الحكم على القنوات التعليمية أو التعليم عن بعد مؤكدًا أن مشاهدة الطالب للبرامج التعليمية أفضل من مشاهدة " التيك توك".

ومن جانب اخر تعد الدروس الخصوصية سوقا غير رسمية ضخمة، وسرطانا حقيقيا ينهش فى أجساد أولياء الأمور والحركة التعليمية، بل تفشت هذه الظاهرة لتصبح شبحا مخيفا يهدد اقتصاد الأسرة المصرية من أجل ذهاب الأبناء إلى السناتر، لعدم وجود بديل حقيقى لهذه الظاهرة.

وأكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن ثقافة المجتمع تسببت في أزمة عدم ثقة بين المدرسة والبيت ودخلت سناتر الدروس الخصوصية التي تعد عرضا لمرض عدم القدرة على التواصل بين المدرسة والمنزل، مطالبة بالعمل على إعادة الثقة بين المدارس والأسر في كفاءة المنظومة التعليمية.

وأوضحت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن أزمة فيروس كورونا وما تم خلال الفترة الأخيرة من تعامل وزارة التربية والتعليم مع الأزمة سواء من خلال التوسع فى التعليم عن بُعد، والأساليب التكنولوجية الحديثة وغلق مراكز الدروس الخصوصية يؤكد أن هناك قدرة كبيرة على القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية بشكل نهائى، والاعتماد على الوسائل الحديثة فى الحصول على المعلومات وتنمية القدرات، بالإضافة لطريقة وضع الامتحانات سيكون لها دور كبير فى القضاء على هذه الظاهرة التي تثقل كاهل المواطنين.

وقالت الخبيرة التربوية، إن البدائل التى طُرحت واعتماد الطلاب على أنفسهم أكبر دليل على القضاء نهائيا على ظاهرة الدروس الخصوصية، بالإضافة لتعديل طريقة وضع الأسئلة التى تعتمد على الفهم وليس إجابات نموذجية تعتمد على الفهم، متابعا: "حتى طريقة الامتحان عن طريق الكتاب المفتوح، حتى وإن كان هناك بعض الملاحظات سيتم تدارك هذه الملاحظات فى المستقبل، ولكن خوض التجربة فى حد ذاته يؤكد أن هناك جدية فى التعامل مع هذه الظاهرة".

وتابعت: "الكتب الخارجية ومراكز الدروس الخصوصية شهدت تطويرا في العملية التعليمية في الوقت الذي لا توجد ثقة بين المدرسة وأولياء الأمور في كفاءة المنظومة التعليمية الرسمية"، موضحا أن المدرسين الخصوصيين طوروا أنفسهم ويفكرون دائما في التطوير وإبداء الرأي، مشيرة إلى أن المحافظين هم المسئولون عن تنظيم وتقنين مراكز الدروس الخصوصية.

وأضافت "خضر" أن المنصات الإلكترونية والقنوات التعليمية لها دور كبير وبمثابة بدائل كبيرة جدا، وهذا ليس تخيلا ولكن الوزارة نجحت فى هذا الأمر، متمنيًا أن يكون هناك وعى خلال الفترة المقبلة، لأولياء الأمور، وأن هناك بدائل كثيرة أفضل من الدروس الخصوصية، خاصة أن هناك نسبة كبيرة تكون بمثابة ضغط من أولياء الأمور على الطلاب.

ولفتت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أنه بمجرد الدخول على هذه المنصة الجديدة سيجد الطالب أنه ملزم باختيار المرحلة الدراسية، مشيرة إلى أن المتاح الآن على المنصة فصول على الهواء من أفضل الأساتذة في وزارة التربية والتعليم لطلاب الصفوف الثالث الإعدادي والأول والثاني والثالث الثانوي.

وأوضحت الدكتورة سامية خضر، أن الطالب سوف يجد هذه الفصول على الهواء على مدار الأسبوع، مؤكدة أن الفصل الواحد يحتمل دخول 10 آلاف طالب معا في وقت واحد، وهو ما يتيح مصدرا جديدا للتعلم عن بعد.

ونوهت الخبيرة التربوية، إلى أنه لكي يتم القضاء على سناتر الدروس الخصوصية لا بد أن يشعر المواطن بالتطوير في العملية التعليمية وأن يستوعب الطالب من التعليم المدرسي، ففي هذه الحالة لن يلجأ الطالب للدروس الخصوصية.