الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نفرتيتي.. جميلة الجميلات

صدى البلد

كم كنتِ محظوظة يا جميلة الوجه والعظيمة فى القصر يا من لُقبتى بسيدة الأرضين ومرضية المعبود والجميلة بالريشتين. وقد ذكرتى باسم الوريثة اربعتت وعظيمة المديح يا جميلة، وقد أتت وحلوة الحب يا سيدة الشمال والجنوب وسيدة السعادة التى يحبها الملك حتى تلقبى بكل هذه الألقاب التى تدل على العظمة والمحبة والجمال الملكة نفرتيتى إحدى أقوى نساء مصر القديمة و أكثرهن جمالاً، فأنتِ حقا محظوظة فى كل العصور في الحياة وبعد الممات.

أتت للدنيا عام ١٣٧٠ قبل الميلاد، ويعتقد أن الملكة نفرتيتى ابنة" آي " قائد الجيش ومرضعتها كانت زوجة الوزير" آي "الذي يحتمل أن يكون أخا للملكة "تيي" ، وكان يطلق عليه في كثير من الأحيان «أبو الإله» وهذا يوحي بأنه ربما كان أباه بحكم زواجه من أمه، وهناك مراجع تشير إلى أن صورة أخت نفرتيتي" موت نوتجمت" قد زُين بها قبر "آي" .

وقد حظيت بحب وإخلاص الملك أمنحوتب الرابع  " أخناتون "، وعبر الملك عن حبه لها بعبارة كلها حب فقال ( الحب يملأ قلبى للملكة وأطفالها ، أمنح آيا أتون عمراً طويلاً للملكة نڤرتيتى ).

وعبرت الملكة نڤرتيتى له عن حبها عندما قالت ( امنح ابنك الذى يحبك الحياة والحقيقة، سيد الأرضين أخناتون).

تزوجت الملكة نڤرتيتى من الملك أخناتون في أواخر العام الأول من اعتلائه لعرش البلاد وأنجبت ستة بنات . هى ام الملكة" مريت نيت" زوجة " سمنخ كارع " وأم الملكة "عنخ اس بان بآتون " زوجة الملك "توت عنخ آمون " .

وتعتبر الملكة نڤرتيتى من أهم الشخصيات المصرية القديمة  فى تل العمارنة .

وكانت الزراع الأيمن للمالك أخناتون فهى رفيقته فى نشر ديانة التوحيد بالاضافة إلى مساندتها له فى كافة الأمور السياسية والدينية والاجتماعية وكانت تقدم له العون والمشورة ، حيث شاركت الملكة نفرتيتى زوجها فى عبادة الديانة الجديدة وهى عبادة آتون قوة قرص الشمس وكانت هى و زجوزها الوسيط بين الشعب وآتون  .

فهى أول من أمن بالأله الجديد الأله آتون والدليل على إيمانها الكامل بالدِّين الجديد لزوجها قامت بتغير اسمها "نفرنفراتون نفرتيتى " وذلك ليتناسب أسمها مع عقيدتها الجديدة ويعنى هذا ألأسم( آتون يشرق ، لان الجميلة قد أتت ) .

وقد اشتهرت بجمالها وجاذبيتها الشديدة حيث صنعت نفرتيتى نوعاً خاصاً من المكياج لنفسها من خلال استخدام نبات "جالينا "  وقد لعبت أوصافها دوراً هاماً فى الحياة السياسية والدينية فى تلك الفترة التاريخية حيث صورت على اللوحات والجدران مثلما صور زوجها الملك أخناتون . 

وبعد وفاة زوجها تولت نفرتيتى الحكم لفترة قصيرة وبعد أن أصبحت حماة للملك " توت عنخ آمون " قامت بمساندته فى أعتلاء عرش مصر .

بعد فترة من الزمن توفيت إحدى بنات نفرتيتي وهي "ميكيت أتون " وحزنت عليها حزناً شديداً وبعد ذلك انقرض ذكر الملكة من الحقبة التاريخية تلك ويقال أنّها توفّيت حزناً على ابنتها، وبعد وفاة هذه الملكة تمّ التشهير بها ومحو كل التاريخ المتعلّق بها من قبل رجال الدين في المعابد والمتعاطفين معهم من سياسيي مصر القديمة لأنهم كانوا على عداء معها ومع زوجها أخناتون في طريقة عبادة الآلهة .

وعلى الرغم من عملية التشوية الكبيرة التى تعرضت لها أثرها إلا ان هناك عدة تماثيل ولوحات مازلت باقية للملكة نفرتيتى حتى الأن ومن أشهر هذه  التماثيل تمثال الوجه النصفي لوجه نفرتيتى الذى عثر عليه عالم المصريات الألمانى " لودفيك بورشاردت " عام ١٩١٢ وقام بتهريبه إلى إلمانيا فى متحف برلين . وبقى التمثال النصفى فى المانيا وخلال اضطرابات القرن العشرين قال هتلر ( لن أتنازل أبداً عن رأس الملكة ) وقتها اخفى التمثال فى منجم ملح حماية له من قنابل الحلفاء والآن فهو معروض فى متحف برلين الجديد ويأتى له خمسمئة ألف زائر فى السنة .

وكتب أحد علماء الاثار الألماني الذى كشف النقاب عن التمثال فى مذكراته (إنها عمل فنى مصرى حي لا يمكن وصفه بالكلمات).

تفوقت نفرتيتى على باقى ملكات مصر القديمة بعدد صورها المنقوشة بجانب صور زوجها على جدران المقابر والمعابد كالنقوش التى تجعلها تترأس عبادة آتون او تقود عربة حربية وتسحق بنفسها أحد الأعداء .

وعلى الرغم من أن عهد نفرتيتى دام ١٢ عاماً فقط، إلا أنها كانت واحدة من أقوى  وأجمل الملكات اللواتى حكمن مصر على الإطلاق .


-