الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسلسل الاختيار الحلقة الأولى| «السيسي وزيرًا» لماذا وافق على المنصب خلفًا لطنطاوي وسر مكالمة العصار

ياسر جلال في دور
ياسر جلال في دور الرئيس السيسي

كواليس الغرف المغلقة، والمعلومات المحجوبة التي خفيت عن أعين المصريين، في وقت ماجت فيه الأنباء وباتت التحليلات الاستقطابية المتحيزة هي ما يحدد بوصلة الرأي العام.. لكن مسلسل الاختيار 3 تحت عنوان "القرار" بصبغة درامية بديعة تتداخل مع معلومات حقيقية من ماضٍ قريب، استطاع أن يوثق الحدث كما يجب أن يكون.

يحكي مسلسل الاختيار تفاصيل أهم الساعات في تاريخ مصر، عندما انتقلت السلطة إلى الإخوان لتقع مسؤولية البلاد في يد الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي يتبع مكتب الإرشاد المُسير الرئيسي لجماعة الإخوان، والمتحكم في القرارات الجمهورية.

لم يهدأ الإخوان بالوصول إلى السلطة، لكن عقيتهم ساقتهم لمزيد من السيطرة الإنفرادية بكل المفاصل، بوازع انتقامي تارة وسلطوي تارة، الأمر الذي كشفه المسلسل تفصيلًا من خلال شخصية خيرت الشاطر العقل المفكر للجماعة، والذي قام بدوره الفنان خالد صالح.

خيرت الشاطر، أراد أن يغير - بلا صفة - ضباط الأمن الوطني في تصرف غريب على رجل لا ينتمي لصف رجال الدولة او المسؤولين عن ذلك.

وهو نفسه ايضًا الذي فكّر وخطط ودبر للإطاحة بالمشير محمد حسين طنطاوي بالترتيب لحادثة رفح الذي راح ضحيتها 17 شهيدًا.

على الجانب الآخر يمكث محمد مرسي في قوقعته بقصر الرئاسة ينتظر ما ستسفر عليه اجتماعات مكتب الإرشاد، ثم يوقع على الأوراق والقرارات الرئاسية دون أن يعرف مضمونها - بحسب ما كشف السرد وأوضحت أحداث التوثيق من خلال المسلسل -.

وما بين ذلك وذاك، لا يمل كل من ضابط الأمن الوطني ( كريم عبد العزيز ) وضابط المخابرات ( أحمد عز ) وضابط المخابرات الحربية ( أحمد السقا ) العمل والتفكير ومواصلة البحث من أجل كشف الحقائق، دون التسليم بالقدر المحتوم الذي بات يحكم الواقع وألقى بمصر في براثن الجماعة.

وبينما تموج الغرف المغلقة بالمكر والتدابير، كان اللواء عبد الفتاح السيسي ( ياسر جلال ) يقطع إفطاره الأسري في أول أيام رمضان، اتصالًا عاجلا ليخبره بالخب  المشؤوم باستشهاد 17 من ضباط وجنود الجيش المصري في رفح.

 كانت المؤسسة العسكرية أبعد ما يكون عن الانغماس في هذا الواقع وأحصن كثيرًا من أن يخترقها الإخوان، لكنهم خططوا للغطاحة بالمشير طنطاوي، بينما لم يكن الرجل ليستسلم لنلك النهاية، بل إن الاختيار كان مدروسًا ومتفقًا عليه.

اللواء عبد الفتاح السيسي، رئيس المخابرات الحربية،  الضابط المتدين، وأبنائه كذلك، وزوجته المحجبة، كانت هذه الأسباب والعبارات التي تناقلها الإخوان من أجل ترشيحه وزيرًا للدفاع، وبالفعل تم استدعائه وقبل الوصول وحلف اليمين جاءه اتصالًا من اللواء محمد العصارـ ليخبره بصوت واثق ونبرة تعرف ماذا تريد "لو عرضوا عليك وزارة الدفاع وافق وفرًا".. ومن هنا كانت البداية..

الحلقة الاول من مسلسل الاختيار استطاعت أن تطفوا فوق كل الأحاديث الدرامية وتخلق رأيًا عامًا جديدًا في مصر، يعيد إلى الأذهان أصعب 96 ساعة عاشتها مصر ما بين الخيانة والوفاء، وما بين الاختيار والقرار للوصول إلى اللحظة التي أُعلن السيسي فيها وزيرًا للدفاع، وسط تمويه للجميع بأن الرجل هو وزير دفاع الإخوان.. وهو ما لم تثبت حقيقته فيما بعد..