الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفاصيل المبادرة العربية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية.. 4 شروط لنجاحها

وزراء الخارجية العرب
وزراء الخارجية العرب مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي

يجرى عدد من وزراء الخارجية العرب، جولة إلى روسيا وبولندا، في إطار مجموعة عمل عربية للوساطة بين الأطراف المتنازعة في الأزمة الروسية الأوكرانية، وضمت المجموعة، وزراء كل من مصر، والسودان، والجزائر، والعراق، والأردن، وتم تشكيلها، خلال انعقاد مجلس وزراء جامعة الدول العربية، في دورته الـ 157 في 9 مارس الماضي، عندما أقر تشكيل مجموعة اتصال وزارية لتولي متابعة وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بالأزمة الأوكرانية، والمساهمة في إيجاد حل دبلوماسي .

والتقى وزراء الخارجية العرب، مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، أمس، ومن المقرر أن يجمعهم لقاء آخر مع وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا، اليوم الثلاثاء، في العاصمة البولندية وارسو، وذلك لاستكشاف السبل الممكنة لـ الوساطة العربية لحل الأزمة العالقة بين موسكو وكييف، وبحث تداعيات النزاع على المنطقة العربية.

لقاء وزراء الخارجية العرب مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي

الدبلوماسية وسبل حل الأزمة

وشدد سامح شكري، وزير الخارجية المصري، على ضرورة اللجوء إلى الحلول السلمية لأزمة أوكرانيا، مؤكدا استعداد مجموعة الاتصال العربية للقيام بجهود وساطة لدعم مسار التفاوض بين روسيا وأوكرانيا، والتي تهدف إلى التوصل لإيقاف عاجل للعمليات العسكرية ومناقشة عدد من إجراءات بناء الثقة.

وأضاف شكري، خلال المؤتمر الصحفي، الذي جمع الوفد العربي مع وزير الخارجية الروسي، أن الاجتماع بحث مع لافروف سبل إنهاء القتال، كما أن المجموعة العربية ستتوجه إلى بولندا للقاء وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في إطار الجهود العربية لاحتواء الأزمة، موضحا أن التحركات العربية تأتي، من إدراك خطورة الأزمة في أوكرانيا وتبعاتها السلبية على مختلف الأصعدة الاقتصادية كـ أمن الطاقة والغذاء العالميين.

أمن الدول العربية ومواطنيها

وأكد أن الدول العربية عرضت الوساطة في حل الأزمة الروسية الأوكرانية، بجانب تسهيل خروج الجاليات العربية بمناطق الصراع وضمان عدم تأثير النزاع في الدول الأخرى، مشددا على ضرورة ضمان عدم تأثير النزاع في أوكرانيا في سائر الدول، وأن التحرك العربي لحل الأزمة يأتي في ضوء خطورة الوضع، وخطورة الأزمة الأوكرانية على السلم والأمن الدوليين.

لقاء وزراء الخارجية العرب مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي

من جانبه، قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الموقف العربي يؤكد دعم جهود حل أزمة أوكرانيا عبر الحوار والدبلوماسية، لأن الأزمة أثرت في أسواق الغذاء والنفط في العالم، كما أثر ارتفاع الأسعار في الخطط الاقتصادية والتنموية للحكومات والشعوب العربية.

التأثيرات السلبية للأزمة الأوكرانية 

وأضاف أبو الغيط أن أزمة روسيا وأوكرانيا لها آثار سلبية كثيرة ومتعددة على العديد من الدول العربية، لأنها تستورد القمح والغلال والحبوب بكميات كبيرة للغاية من دول الاتحاد الروسي، بجانب أن الأزمة أدت أيضا إلى ارتفاع أسعار الوقود والبترول، بشكل مؤثر في كل جهود التنمية في العديد من الدول العربية.

في هذا الصدد، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، وخبير العلاقات الدولية، أن المبادرة العربية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، تأتي في توقيت له دلالاته، حيث تحرك الدول العربية مع بعضها، ولكن ليس المهم هو اجتماع وزراء الخارجية العرب مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، و ديميتري كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، ولكن المشكلة الأكبر تكمن في أن المبادرة العربية، لا تزال تستكشف المواقف المختلفة للأطراف المعنية، وتحتاج إلى شروط للبناء عليها ونقلها إلى مرحلة أخرى.

لقاء وزراء الخارجية العرب مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي

شروط نجاح المبادرة العربية

وأضاف فهمي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هناك أطراف إقليمية ودولية تقدمت بوساطة مباشرة، مثل تركيا، وأذربيجان، ورومانيا، ولكن هذه الوساطات تبقى في إطارها، موضحا أن المبادرة العربية تحتاج إلى شروط حتى تنجح، حيث تحتاج إلى التماسك، وقوة الدفع الدولية لها، والآليات الواضحة، وجولات تنسيقية بين الأطراف المعنية.

ولفت إلى أن الدول المشاركة في المبادرة تلقى قبول الجامعة العربية ودعمها، بما يؤكد دورها الاقليمي والدولي، ولكن حتى تنجح الوساطة لابد من استيفاء الشروط، لأنها لا تزال في مراحلها الأولى، وتحتاج إلى جهد كبير للبناء عليها.