الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتقان العمل واجب شرعى فى رمضان

عبد المعطي احمد
عبد المعطي احمد

جاء شهر رمضان المبارك ليفتح لنا بابا واسعا من أبواب المغفرة والرحمة,وليغسل قلوبنا من الذنوب,ويطهر نفوسنا بالعبادة والطاعة,فشهر رمضان فرصة كبيرة تتكرر كل عام فلنغتنمها لنقترب من الله بالعبادة والطاعة وحسن العمل,فالإسلام يحث المسلم على أن يعمل,وأن يتقن عمله,فالعمل عبادة,وما أجمل أن يكتمل صيامنا بعبادة العمل فنتقنه, ونحسن أداءه دون أعذار بالصوم والعطش والجوع,فإذا أردنا أن نحسن صيامنا فلنتقن عملنا حتى يحبنا الله ورسوله.

ورغم عظمة هذا الشهر الجليل,وأنه فرصة للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة إلا أن بعض المسلمين حولوا هذا الشهر إلى شهر كسل وتراخ بما يسهرونه من الليل,وينامونه من النهار,ولو أنهم صاموا حق الصيام وتحروا الوصول إلى مقاصد الصيام العظيمة لتحقق للأمة فى هذا الشهر من الكفاية الإنتاجية مايكفيها باقى السنة,فالعمل عبادة لا تقل فى ثوابها عن الصيام,بل تزينه وتزيد من ثوابه.

وما نلاحظه فى هذه الأيام من المباركة من تكاسل بعض الموظفين أو العمال عن أداء عملهم بحجة الصيام وتعطيل مصالح المواطنين هو أمر مؤسف,وتصرف لا يمت للدين بصلة,فأعظم أعمال المسلمين قد تمت فى شهر رمضان, فغزوة بدر التى كانت فاتحة خير على المسلمين نصر الله فيها جنده على المشركين رغم قلة عدد المسلمين عن الكفار,إلا أن الله نصرهم وعزهم,هذه المعركة التى كانت فى العام الثانى من الهجرة فى شهر رمضان المبارك. 

كما أن فتح مكة أتمه الله على المسلمين فى العام الثامن من الهجرة كان فى شهر رمضان,وكان أبرز أعمال المسلمين ومعاركهم وانتصاراتهم حدثت فى رمضان كفتح الأندلس وبعض مدن الشام,وأيضا فى التاريخ الحديث,فقد انتصر المصريون على اسرائيل فى رمضان,واستردت مصر كامل أراضيها بفضل جنودها البواسل الذين خاضوا المعركة وهم صائمون,ليضربوا مثلا بأن الصوم يحث على إتقان العمل,ولايعرقله أبدا أو يعيقه كما نرى للأسف من البعض فى الوقت الحالى.

وأتمنى أن يعى كل مسلم درس الصوم,وأن ينتهزه فرصة لتصحيح مسار حياته,وأن يستعيد نشاطه,وأن يراعى ضميره فى كل عمل يؤديه,ويعلم أن الله يحب إذا عمل أحدنا عملا أن يتقنه,فأعمالنا هذه يراها الله ورسوله,ويراقبها ويحاسبنا على إتقاننا أو تقصيرنا فيه.

خواطر

• بمناسبة شهر رمضان حاولت تجميع أشهر الفتاوى الصادرة من دار الإفتاء حول الصوم فى رمضان ورخصة الإفطار به للأعمال الشاقة. وقد أصدرت دار الإفتاء بيانا بجواز الإفطار فى نهار رمضان لأصحاب المهن الشاقة كالمزارعين والحمالين والبنائين والذين يبذلون مجهودا شاقا خاصة إذا جاء رمضان فى فصل الصيف بشرط أن يكون هذا العمل هو مصدر رزقه الوحيد.

ومن المقرر شرعا أن من شروط وجوب الصيام القدرة عليه,والقدرة نوعان حسية وشرعية,فالقدرة الشرعية تعنى الخلو من الموانع الشرعية للصيام,وهى الحيض والنفاس,أما القدرة الحسية فهى طاقة المكلف للصيام بدنيا بألا يكون مريضا يشق معه الصيام مشقة شديدة,أو كبير السن بدرجة تجعله فى منزلة المريض العاجز عن الصوم,أو يكون مسافرا,فإن السفر مظنة المشقة كما قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم:"السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه"رواه الشيخان.

ومن القدرة الحسية أيضا ألا يكون المكلف يعمل عملا شاقا لا يستطيع التخلى عنه فى نهار رمضان لحاجته أو لحاجة من يعول,فإن كان المكلف لايتسنى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان,أو جعله فى لياليه فإن الصيام لايجب عليه فى أ يام رمضان التى يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق فى نهاره من حيث كونه محتاجا إليه فى القيام بنفقة نفسه أو نفقة من عليه نفقتهم كعمل البنائين والحمالين وأمثالهم وخاصة من يعملون فى الحر الشديد أو لساعات طويلة.

 وعن صوم الطلبة فى نهار رمضان أصدرت دار الإفتاء فتوى بأنه لا يجوزللطلبة المكلفين بالصيام الإفطار فى رمضان بحجة أنهم يدرسون ويطلبون العلم أو الامتحانات إلا عند الضرورة القصوى,وتحقيق الأعذارالتى تبيح الفطر والضرورة تقدر بقدرها,فإن كان لدى الطالب عذر يبيح الفطر أو كانت هناك ضرورة تجبره على الدراسة فى حد ذاتها .

• علمتنى الحياة أن الراحة ليست أن تتحدث مع من يسمعك,ولكن الراحة أن تتحدث مع من يفهمك,وعلمتنى الحياة أيضا أنه عندما تدرك قيمتك تكف عن إهدار نفسك فى كل مكان,ومع كل أحد وفى أى شىء.