الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفاة والدته حزنا عليه.. كيف حرمت "قبلة" توفيق الدقن من البطولة المطلقة؟

صدى البلد

"يا آه يا آه.. أحلى من الشرف مفيش، صلاة النبي أحسن، يا آه يا دانس" وغيرها الكثير من إفيهات الراحل العظيم توفيق الدقن الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، 3 مايو 1923، وتوفى عام 1988، عن عمر يناهز الـ65 عاما، بعد صراعه مع مرض الفشل الكلوي.


توفيق الدقن.. فنان موهوب بالفطرة، برع في أداء أدوار الشر بحرفية عالية، وإتقان شديد، قدم العديد من الأعمال التي تعد من علامات السينما المصرية، رغم حصره في أدوار الشر، لكنه صنع لنفسه شكلا آخر تميز به، وهو صنع الإفيهات التي ميزته عن غيره.

من لاعب في الزمالك إلى شرير السينما

ولد توفيق الدقن، ببركة السبع بالمنوفية، ولعب في صغره كرة القدم بنادي الزمالك، ثم عمل موظف بالسكة الحديد، وكاتب مخالفات بنيابة المنيا.

وغير الراحل مسار حياته ليصبح واحدًا من أشهر فناني السينما في فترة السيتينيات والسبعينيات، ضمن الدفعة الثانية للمعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل مع إسماعيل ياسين وعبد المنعم مدبولي.

وفاة والدته لاعتقادها أنه لص

توفيت والدة الدقن التي جاءت للعلاج في القاهرة، بعد أن اعتقدت أنه بالفعل شرير ولص وسكير، حيث وصفه أحد المهووسين بشخصياته السينمائية باللص أثناء سيرهم بسيارته في شارع عماد الدين.

ولم تسمح الظروف بأن يشرح لها أن هذا مجرد تمثيل، فقد كانت تجلس بجواره وماتت قهراً بعد أن اعتقدت أن ابنها الوحيد بهذه المواصفات.

رشدي أباظة دمر سيارته الامريكاني

عُرف كل من شريري السينما المصرية، رشدي أباظة وتوفيق الدقن، بالصداقة، فكان رشدي دائم التردد على منزل صديقه الدقن بمنطقة العباسية، وذات يوم جاء أباظة لزيارته كالمعتاد في عام 1959، كان توفيق الدقن يستعد لاستقبال العيد وكان دائمًا ما يشتري لأبنائه الملابس الجديدة، لكن في هذا الوقت كان يمر بضائقة مالية، وشاهد أباظة سيارة الدقن «الأمريكاني» وأعجب بها كثيرًا واستأذنه أن يأخذ جولة، وبالفعل رحب الدقن وركب بجواره وقام أباظة بالقيادة.

لكن على ما يبدو أن دنجوان السينما المصرية كان حديث العهد بقيادة السيارات الأمريكاني، فاصطدم بكل الأكشاك التي كانت موجودة في شارع العباسية وتحطمت السيارة.

وعلى غير المتوقع لم يغضب الفنان الخجول من صديقه وتناول الموقف بسخريته المعهودة بل قام أيضًا بدفع تعويضات لأصحاب الأكشاك المتضررة، ثم باع سيارته واشترى أخرى بقيت معه حتى وفاته.

حرمانه من البطولة المطلقة بسبب قبلة

كان توفيق الدقن قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح نجماً مطلقاً، وذلك بعد أن اختاره المخرج عز الدين ذو الفقار لتجسيد دور البطولة في فيلم «الرجل الثاني»، إلا أن صباح رفضت الوقوف أمام توفيق الدقن، معللة أنها لا تستطيع تقبيل الدقن في أحد المشاهد، وطلبت أن يكون البطل أمامها رشدي أباظة، الذي كانت تربطها به قصة حب في ذلك الوقت، فأطيح بتوفيق الدقن وجسد أباظة الدور، حيث توجه الدقن فى اليوم التالى للتصوير متحمسَا، لكنه فوجىء بأن المخرج يعرض دورا آخر عليه؛ ما أصابه بصدمة شديدة، ورفض الدور الجديد وعاد إلى منزله حزينا، وكان الدور سبباً في أن يصبح رشدي أباظة أحد أهم نجوم السينما بعدها.

وجلس توفيق الدقن فى منزله بعد هذه الأزمة فترة كبيرة، ودخل فى حالة اكتئاب شديدة، وأصيب بمرض «السكر» بسبب الحزن والقهر الذى كان يشعر بهما، وعلم رشدي بحقيقة الأمر قبل التصوير وذهب إلى الدقن وأصر على التنازل عن الفيلم، إلا أن الأخير رفض ذلك بشدة وتمنى له النجاح، فما كان من رشدي إلا إخراج العربون من جيبه وأعطاه لتوفيق الدقن، الذي رفض بشدة، فما كان من رشدي إلا القسم بانتهاء الصداقة بينهما إن لم يأخذ العربون.