الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.. عندما تدفع عمرك ثمنا لنقل الحقيقة|بروفايل

استشهاد الصحفية شيرين
استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال

تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على استهداف وقتل كل من يحاول نقل الحقيقة، خاصة الصحفيين والمراسلين الإعلاميين المنتشرين داخل الأراضي الفلسطينية، والذين يعملون ليلا نهارا على توثيق جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين.

 قوات الاحتلال الإسرائيلي

مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة 

وشهدت الفترة الأخيرة حالة كبيرة من التصعيد بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي شهد قيام المقاومة الفلسطينية بشن مجموعة من الضربات الاستباقية ضد المحتلين الإسرائيليين وداخل المدن المحتلة، خاصة تل أبيب.

عملية التصعيد ورد الصاع صاعين من قبل المقاومة الفلسطينية جعلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تفقد عقلها وتقوم بعملية من التصفية الجسدية والقتل المتعمد والاستهداف للفلسطينيين وغير الفلسطينيين، خاصة الصحفيين والمراسلين الإعلاميين المتواجدين لنقل الحقيقة، ومنهم المراسلة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

وتعرف شيرين أبو عاقلة التي تم قتلها بدم بارد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تغطيتها لعملية اقتحام مخيم جنين للاجئين، بأنها من أهم وأقدم المراسلين الفلسطينيين العاملين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصاحبة تاريخ مهني امتد إلى أكثر من 25 عاما من عملها كمراسلة لشبكة الجزيرة العربية.

وقوبل خبر استهداف ومقتل المراسلة والإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بموجة من الغضب الشديد داخل الشارع العربي وعلى منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وتحولت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء لتقديم الواجب في استشهاد الصحفية الفلسطينية.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح الفلسطينية، إن جنود الاحتلال الإسرائيلي اغتالوا فجرا الصحفية المقدسية الشجاعة شيرين أبو عاقلة، التي ارتقت بعد استهدافها برصاص قناصة الاحتلال أثناء تغطيتها للعدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على جنين. 

الدكتور أيمن الرقب

نموذج متميز للمرأة الفلسطينية

وأوضح الرقب، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الصحفية شيرين أبو عاقلة استشهدت بعد مسيرة مهنية حافلة بالعطاء، وحضور مميز على الشاشة، وكشفت على مدى سنوات طويلة جرائم المحتلين بحق شعبنا في كل محافظات الوطن. 

وتابع: “كانت أبو عاقلة على الدوام نموذجا متميزا للمرأة الفلسطينية التي سجلت نجاحات في كل الميادين، وشاركت ببطولة في نقل الصورة الحقيقية للمجتمع الفلسطيني ومعاناته الدائمة بسبب الاحتلال”.

وأكد أنه “يرى أن هذه الجريمة تحتاج تحركا دوليا لوضع حد لجرائم الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني، ويرى ضرورة تدخل المحكمة الجنائية الدولية والاتحاد الدولي للصحفيين وجميع المؤسسات الحقوقية في العالم، وذلك لسرعة التحقيق في جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة”.

واختتم: “يجب تقديم مرتكبي هذه الجرمية إلى المحكمة بأسرع وقت، وردع الاحتلال عن استباحة الدم الفلسطيني في كل مكان”.

من جانبه، قال الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، إن ما فعلته إسرائيل اليوم بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة هدفه "قتل الحقيقة".

الدكتور ماهر صافي

السيرة الذاتية لـ شيرين أبو عاقلة

وأوضح صافي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تريد أن تخفي كل ما يدور داخل مناطق الاقتحام في جنين وغيرها من المدن الفلسطينية التي تتعرض لاقتحامات مستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وتابع: "ليست هذه الجريمة الأولى التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الكلمة والحقيقة والصحافة في فلسطين".

ونستعرض لكم أبرز المعلومات عن الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي تم استهدافها وقتلها اليوم:

  • شيرين نصري أبو عاقلة، صحفية ولدت في القدس عام 1971 وهي مراسلة صحفية فلسطينية تعمل مع شبكة الجزيرة الإعلامية، وتنحدر من عائلة مسيحية مشهورة في بيت لحم.
  • درست شيرين أبو عاقلة في البداية الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.
  • عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في مواقع عدة مثل وكالة "أونروا"، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة "مونت كارلو"، ولاحقا انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية.
شيرين نصري أبو عاقلة

سنوات عمل شيرين أبو عاقلة 

وفيما يلي نرصد أهم المعلومات عن الصحفية شيرين أبو عاقلة:

  • الاسم الكامل: شيرين نصري أبو عاقلة.
  • مكان الولادة: مدينة القدس فلسطين.
  • تاريخ الولادة: خلال عام 1971.
  • تاريخ الوفاة: 11 مايو 2011.
  • مكان الوفاة: مخيم جنين.
  • العمر: 50 إلى 51 عاما.
  • مكان الإقامة: مدينة رام الله في فلسطين.
  • الجنسية: فلسطينية.
  • العرق: عربية.
  • الديانة: مسيحية.
  • المهنة: صحفية وإعلامية ومراسلة إعلامية.
  • سنوات النشاط: منذ 1990 وحتى وفاتها في 2022.
  • المدرسة الأم: جامعة اليرموك في الأردن.
  • اللغات: اللغة العربية واللغة الإنجليزية واللغة العبرية.

مكان العمل: قناة الجزيرة، ومونت كارلو الدولية، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، وصوت فلسطين.

وكانت من أبرز التقارير التي قدمتها شيرين أبو عاقلة لقناة الجزيرة هي:

  • نقل ملكية عقارات فلسطينية لليهود في القدس.
  • أطفال فلسطينيون وتجارب مع الاحتلال الصهيوني.
  • قوات خاصة للاحتلال تقتحم المسجد الأقصى.
  • نشاط المنظمات الصهيوني في القدس المحتلة.
  • ارتفاع وتيرة هدم منازل الفلسطينيين في القدس.
  • فرنسا تعيد فتح قبور السلاطين التابعة لها في القدس.

وكانت شيرين أبو عاقلة من أبرز وجوه الصحفيين على الساحة الفلسطينية، وذلك حتى لحظة استشهادها في فلسطين مخيم جنين برصاص الاحتلال الصهيوني.

شيرين أبو عاقلة

مخيم جنين معقل لمناهضة الاحتلال

وجدير بالذكر أن مخيم جنين هو مخيم لاجئين أُقيم عام 1953، ليستوعب الفلسطينيين المهجرين من حيفا وجبال الكرمل، وذلك غرب مدينة جنين وفوق قطع من الأرض استأجرتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

بمرور الوقت، أصبح المخيم، الذي تبلغ مساحته راهناً 0.42 كيلومتر مربع (نحو 473 دونماً)، ثاني أكبر مخيمات الضفة الغربية من حيث عدد السكان بعد مخيم بلاطة، ويسكنه نحو 16 ألف لاجئ، بحسب الأونروا، فيما تشير تقديرات أخرى إلى أن عدد سكانه نحو 27 ألفاً.

منذ تأسيسه، ظل المخيم لاعبا رئيسيا في المعارك ضد الاحتلال الإسرائيلي بالضفة، وهو الأمر الذي نبع من تاريخ مدينة جنين في مناهضة الاحتلال حتى قبل سنوات طويلة من إنشاء المخيم، بدايةً من الثورة الفلسطينية الكبرى (ثورة عز الدين القسام) عام 1936 التي انطلقت من قرى جنين، حيث احتضنها أهلها وآمنوا بها، و"معركة جنين" الشهيرة التي خاضها الجيش العراقي دفاعاً عن أرض فلسطين عام 1948، وغيرهما.

وفي سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، ترسخت مكانة المخيم كمعقل لمناهضة الاحتلال والاشتباك المتكرر مع الجيش الإسرائيلي.

وهو ما أدى إلى انتهاج إسرائيل سياسة شديدة العنف والقمع ضده، وقد تجلت هذا السياسة في "مجزرة جنين" عام 2002 التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بمحاصرة المخيم واقتحامه وتنفيذ عملية عسكرية شاملة أسفرت عن سقوط 52 من أبناء المخيم، ومقتل 23 جنديا إسرائيليا.

تبقى هذه المجزرة من أبرز الأحداث في تاريخ المخيم، إذ لا تزال تلقي بظلالها على حياة سكانه، بل تعتبر الأونروا عدم القدرة على إصلاح الأضرار الكبيرة الناجمة عنها من "المشكلات الرئيسية" لسكان المخيم إلى الآن.

مخيم جنين