EN
لوهلة تجذبك رائحة شهية تنبعث من محل صغير في إحدى ضواحي عابدين الشعبية، وتتعجب من كونها وجبة إفطار صباحية عبارة عن ساندوتش مكرونة بالصلصة بالعيش البلدي المتعارف عليه، تصنع بأيادي الخير والبركة.
«الحاجة فاتن» ستينية قضت عمرها في مساعدة والدها في محل المكرونة الذي عرفه الكبير والصغير بالمنطقة منذ أمد بعيد عبر الأجيال، فتوارثت المهنة أباً عن جد بكل حب وتخلت عن وظائف متعددة من أجل بيع ساندوتش المكرونة.
وقالت «فاتن» إنها تبدأ يومها منذ ساعات الصباح الأولى بعد صلاة الفجر، وتشتري أجود أنواع الخضراوات لتقدم للزبائن وجبة نظيفة مثلما تصنعها في ببيتها، تحرص على الجودة والنظافة كأسرار لنجاحها.
وتابعت «فاتن» أن أصل ساندوتش المكرونة يرجع إلي أهل المحلة ولكنها معروفة في منطقة "عابدين" بين الناس خاصةً على الفطار، وتعرف زبائنها صغار وكبار وتحرص على تقديم الأكل لكل سائل حتى لو لم يمتلك المال.
وأكملت أنها لم تواجه أي عوائق أو عقبات من خلال تعاملها في الشارع كسيدة تعمل وتكافح من أجل لقمة العيش الحلال، الجميع يعتبرها أخت له لم تر منهم يوماً السوء بل على العكس تماماً يساندوها.
وتحلم «فاتن» بأن ترزق بزيارة بيت الله الحرام، وتكمل حياتها في خير وبركة رفقة ابنها الوحيد وأحفادها الاثنين الذين يدعموها ويشجعوها دوماً ولم يتخلوا عن مساندتها في أوقات التعب والحاجة.
