الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نقص حاد في ألبان الأطفال بالولايات المتحدة الأمريكية|ما تريد معرفته عن الأزمة

أرشيفية - ألبان
أرشيفية - ألبان

ضربت أزمة نقص ألبان الأطفال الولايات المتحدة الأمريكية وأودت بحياة رضيعين، وقادت الكونجرس لفتح تحقيق عاجل، فبعد 4 أشهر من الحرب الأوكرانية، تسببت الأزمة الاقتصادية العالمية في نقص حاد لعدة سلع من بينها ألبان الأطفال.

أسباب أزمة ألبان الأطفال 

وتزامن تراجع المعروض من  ألبان الأطفال مع إغلاق مصنع تابع لمجموعة "أبوت نيوتريشن" في ميشيجان وسحب منتجات للشركة بسبب الكشف عن ألبان فاسدة تحتوي منتجاتها على بكتيريا نادرة تسبب التهابات مميتة، والاشتباه في تسبّبها في وفاة طفلين رضيعين.

وأثارت هذه المشكلة قلق ملايين الآباء والأمهات في سائر أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت هذه الأزمة مصدر صداع سياسي لإدارة الرئيس جو بايدن التي أخذ عليها منتقدوها تأخرها في التحرك لحل المشكلة.

ومع مصادرة منتجات الشركة "أبوت نيوتريشن" من الأسواق تفاقمت أزمة نقص المعروض، وفى الكونجرس، تولت لجنة الرقابة بمجلس النواب التحقيق في الأزمة، وخاطبت اللجنة 4 شركات محلية تسيطر على 90 % من إنتاج ألبان الأطفال في البلاد.

وكشفت التحقيقات عن اضطراب في حركة الإنتاج لعدة أشهر سببها نقص العمالة وأزمة سلاسل التوريد، لكن الوضع ساء بشكل كبير في فبرايرالماضي، مما حول أزمة ألبان الأطفال لورقة ضغط سياسي وشن أعضاء الكونجرس الجمهوريين انتقادات لإدارة بايدن.

ووصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأزمة بـ"العار الوطني"، قائلا‏: "يرسل الديمقراطيون 40 مليار ‏دولار أخرى إلى أوكرانيا، ومع ذلك فإن الأسر والآباء أمريكا يكافحون حتى لإطعام أطفالهم".‏ 

وأضاف: "من غير المعقول أنه في ‏عام 2022 لن تتمكن العائلات الأمريكية من الحصول على لبن لأطفالهم".

ومنذ انطلاق الحرب الأوكرانية وفرض عقوبات أمريكية على روسيا، ارتفعت الأسعار في دولاً عدة بينها الولايات المتحدة، وسجل مؤشر أسعار المستهلك في أمريكا، ارتفاعا 0.8% في فبراير وفي مارس قفز لـ 1.2%، أما الارتفاع الإجمالي للأسعار في أمريكا على مدار عام فسجل 8.5%.

وتوسل الآباء القلقون في الولايات المتحدة الامريكية إلى إدارة الغذاء والدواء (FDA) لإعادة فتح أكبر مصنع لحليب الأطفال في البلاد بعد أن تسبب النقص على مستوى البلاد في إصابة أطفالهم بالجوع والمرض.

وتواصلت العائلات من جميع أنحاء أمريكا مع موقع ديلي ميل، موضحين بالتفصيل نضالاتهم ونداءاتهم للحصول على المساعدة؛ لأن أرفف المتاجر التي تهدف إلى الاحتفاظ بصيغة الحليب لا تزال قاحلة، ويبيع الباعة المتلاعبون في الأسعار بالمزاد على المنتجات عبر الإنترنت بأسعار زهيدة.

الألبان ودق ناقوس الخطر

وفي غضون ذلك، أطلق الجمهوريون ناقوس الخطر يوم الخميس، بعد اكتشافهم أن حليب الأطفال يتم إرساله إلى المرافق الحدودية بينما تواجه الأمهات الأمريكيات رفوفًا فارغة وسط نقص هائل.

ويضغط المشرعون في الكابيتول هيل أيضًا من أجل اتخاذ إجراء ووصفوا الوضع بأنه 'ينذر بالخطر بشكل متزايد'. حددت لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب جلسات استماع لمعالجة النقص ، لكن تلك التي لا تبدأ لمدة أسبوعين.

وفي غضون ذلك، أعلنت شركة "أبوت نيوتريشن" يوم الأربعاء، أنه يمكن تشغيل مصنع ميشيجان الخاص بها مرة أخرى في غضون أسبوعين ، بمجرد الحصول على الضوء الأخضر من إدارة الغذاء والدواء.

ومع ذلك، سيستغرق الأمر من ستة إلى ثمانية أسابيع إضافية قبل أن تبدأ الشركة المصنعة في تسليم المنتج إلى أرفف المتاجر.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن قرر إنشاء جسر جوي واللجوء إلى قانون يعود إلى حقبة الحرب الباردة، في محاولة منه لحل أزمة نقص حليب الأطفال التي تعانيها الولايات المتحدة.

وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان: "إن وزارة الدفاع ستستخدم عقودها مع شركات طيران تجارية، كما فعلت خلال الأشهر الأولى من جائحة (كوفيد)، لنقل منتجات من مصانع في الخارج بما يتفق مع معايير السلامة الأمريكية".

وأضافت أن "هذا الجسر الجوي الذي أطلق عليه اسم (عملية طيران حليب الأطفال) سيتيح تسريع استيراد حليب الأطفال وتوزيعه، وسيقدم دعما لمصنعي هذا المنتج الأساسي الذين يواصلون زيادة إنتاجهم".

وأوضح البيت الأبيض في بيانه، أن بايدن قرر أيضا الاستعانة بـ"قانون الإنتاج الدفاعي" الذي أقر في حقبة الحرب الباردة، مشيرا إلى أن الإدارة ستطلب بموجب هذا القانون من منتجي المكونات اللازمة لإنتاج حليب الأطفال إيلاء الأولوية في تسليم الطلبيات إلى الشركات المصنعة لهذه المادة.

ولفت البيان إلى أن "الطلب من الشركات ترتيب أولوياتها وتخصيص مواردها لإنتاج المكونات الرئيسة لحليب الأطفال سيسهل زيادة الإنتاج ويسرع سلاسل التوريد".

اللجوء للحلفاء لحل الأزمة

وقال روبرت كاليف من الوكالة الأمريكية للغذاء والدواء "FDA": "نعلم أن مستهلكين كثيرين لم يتمكنوا من الحصول على حليب الأطفال الرضع والأغذية الطبية اللازمة التي اعتادوا على استخدامها"، مضيفا: "نبذل قصارى جهدنا لتوفير المنتج المناسب في المكان والزمان المناسبين".

وأبدت مجموعة "أبوت" أسفها الشديد إزاء الوضع، وقالت "منذ سحب المنتجات، نبذل جهودا من أجل زيادة التموين خصوصا من خلال إحضار كميات من حليب سيميلاك بالطائرة من مصنعنا في كوتهيل الأيرلندية، ومن خلال إنتاج كميات أكبر من سيميلاك السائل ومن أليمنتوم".

وأعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن أولى الرحلات الجوية، التي ستنقل حليب الأطفال من أوروبا إلى أميركا، ستصل نهاية الأسبوع الجاري.

وكشف بيان للبيت الأبيض صادر الجمعة، أن حليب الأطفال القادم من أوروبا سيصل إلى ولاية إنديانا الأميركية على متن طائرات عسكرية، نهاية هذا الأسبوع.

وأضاف: "132 منصة نقالة تضم حليب نستله هيلث ساينس -ألفامينو- ستغادر قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا وتصل بالتحديد إلى مدينة إنديانابوليس نهاية الأسبوع الجاري".

وتابع: "ومن المتوقع وصول 114 منصة نقالة أخرى من حليب غيربر غود ستارت -إكستانسيف" في الأيام المقبلة".

وإجمالا، ستصل هذا الأسبوع نحو 1.5 مليون علبة حليب إلى الأراضي الأميركية.