الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم يسير نحو مجاعة..

3 أسباب وراء أزمة الغذاء العالمية وبوتين يفرض شروطه للإفراج عن القمح

أزمة الغذاء العالمية
أزمة الغذاء العالمية

يهدد استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بـ خطر أزمة غذائية قد تؤدي إلى مجاعة تضرب العديد من دول العالم، وذلك لأن دولتي النزاع تنتجان أكثر من ثلثي صادرات العالم من الحبوب، واستمرار الحرب، يحجر هذه الكميات الكبيرة ويؤدي إلى قلة المعروض عالميا، وزيادة الأسعار في حين لا تقدر دول على الشراء نتيجة الأزمة الاقتصادية الناتجة عن التداعيات الممتدة لأزمة كورونا، إلى جانب الحرب والتضخم العالمي.

أسوأ أزمة غذاء تضرب العالم

في ظل هذا التهديد، عقدت منظمة الأمم المتحدة، اجتماعا حول الأمن الغذائي، الأسبوع الماضي، وحذر أنطونيو جوتيريش الأمين عام المنظمة، من تداعيات الحرب في أوكرانيا، والتي زادت من معاناة الدول بشأن الغذاء، مشيرا إلى أن الوضع العالمي، يضع كثير من البلاد على حافة الكارثة، خاصة لأن ثلث صادرات القمح حول العالم تأتي من روسيا وأوكرانيا.

أزمة الغذاء العالمية

أمريكا وروسيا تتبادلان الاتهامات

وتبادلت الولايات المتحدة وروسيا، خلال الاجتماع، الاتهامات، بالمسئولية عن التدهور المتفاقم للأمن الغذائي العالمي، وطالبت واشنطن موسكو، بالسماح بتصدير محاصيل الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البحر الأسود، حيث طلب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من روسيا خلال كلمته قائلا: "توقفوا عن إعاقة عمل موانئ البحر الأسود! اسمحوا بحرية التنقل للسفن والقطارات والشاحنات التي تنقل الأغذية من أوكرانيا".

وتابع: "توقفوا عن تعليق تصدير المواد الغذائية والأسمدة إلى البلدان التي توجّه انتقادات لحربكم العدوانية"، ليرد عليه السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبينزيا، منددا بوجود نية غربية لتحميل روسيا مسؤولية مشاكل العالم كافة، رافضا كل الاتهامات الغربية لبلاده.

وأكد أن أزمة الغذاء العالمية تعود منذ زمن وأسبابها الجذرية تتأتى من دوامة التضخم جراء تزايد التكاليف والصعوبات اللوجستية وعمليات المضاربة في الأسواق الغربية، مشيرا إلى أن أوكرانيا هي التي تعوق عمل موانئها عبر الألغام التي تنشرها على طول سواحل البحر الأسود وعبر عدم وجود نية لدى كييف للتعاون مع مالكي سفن لتمكين عشرات السفن الأجنبية من العمل.

نقص المعروض من القمح

بوتين يفرض شروطه على العالم

وفي اتصال جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، أمس، أكد بوتين، أن موسكو مستعدّة لتقديم مساهمة كبيرة، لتفادي أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق، بشرط أن يرفع الغرب العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وشدد بوتين، على أن روسيا الاتحادية جاهزة لتقديم مساهمة كبيرة لتخطي أزمة الغذاء من خلال تصدير الحبوب والأسمدة، شرط رفع القيود الغربية ذات الدوافع السياسية، مشيرا إلى أن التحديات الاقتصادية المتزايدة في الغرب ومنها التضخم الذي لم ير منذ 40 عاما وارتفاع معدلات البطالة واضطراب سلاسل الإمداد وتفاقم الأزمة العالمية في مجالات حساسة مثل الغذاء.

وتابع: "هذه ليست مزحة. هذا أمر خطير سيكون له أثر على نظام كامل من العلاقات الاقتصادية والسياسية".

وفي ظل التراشق بين القوى العالمية حول مسؤولية أزمة الغذاء، والتحذيرات المستمرة منها، اتخذت مجموعة من الدول قرارا، بحظر صادرات الحبوب، وكانت الهند وهي واحدة من أكبر مصدري القمح حول العالم، قد قررت حظر صادرات القمح، وذلك لضمان توافر الغذاء محليا، بعد أن ارتفع تضخم الغذاء العالمي إلى مستويات قياسية في أعقاب الحرب.

أزمة الغذاء العالمية

أسباب أزمة الغذاء العالمية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري، إن سبب أزمة الغذاء العالمية، يعود إلى 3 أسباب، أولها، هو ارتفاع تكلفة الحصول على الطاقة، وهي واحدة من أهم مدخلات الإنتاج بشكل كبير على أسعار السلع العالمية، أما الأمر الثاني، هو ارتفاع معدلات التضخم بشكل عام وأثر ذلك على السلع الغذائية ، ورفع تكلفة الحصول عليها.

وأضاف الإدريسي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن السبب الثالث في الأزمة الغذائية العالمية، هو أن معظم الدول أصبحت تعاني، بشكل واضح من تدني مؤشرات الأمن الغذائي، وهو مرتبط بارتفاع تكلفة استيراد السلع الغذائية، موضحا أن الوضع يختلف من دولة لأخرى، لكن المؤشرات بشكل عام تؤكد أن العالم كله يتأثر بالسلب نتيجة ارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير، واستمرار الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.

وأكد أن حظر الدول تصدير القمح والحبوب، سوف يؤثر على انخفاض حجم المعروض، في ظل زيادة الطلب بما يرفع أسعار الحبوب عالميا، خاصة في ظل استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهما دولتان يسيطران على كمية كبيرة من صادرات الحبوب عالميا.