الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صفات عباد الرحمن وفضل مقام العبودية .. خصهم الله في القرآن

مقام العبودية
مقام العبودية

صفات عباد الرحمن وفضل مقام العبودية .. مقام العبودية مقام عظيم، فهو مقام الأنبياء والأولياء والأصفياء، يقول الحق سبحانه وتعالى : "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ" (ص: 45 – 47)، ويقول سبحانه في شأن سيدنا زكريا (عليه السلام) : "ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا"(مريم: 2)، ويقول الحق سبحانه في شأن الخضر (عليه السلام) : "فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا" (الكهف: 65) . 

فضل مقام العبودية 


ولما كان مقام العبودية أشرف المقامات اختار نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يكون عبدًا رسولا لا ملكًا رسولا، وكان تشريفه (صلى الله عليه وسلم) بهذا المقام في أعظم رحلة في تاريخ البشرية رحلة الإسراء والمعراج حيث يقول رب العزة في كتابه العزيز: " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "(الإسراء: 1).

ويقول سبحانه : " ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى* فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى"(النجم: 10)، وفي إضافة العبودية إلى ضمير العظمة تشريف وتكريم للحبيب (صلى الله عليه وسلم) فهو عبد الله ورسوله، واقتصر هنا على مقام العبودية لأنه أشرف مقامات العبد بين يدي ربه، وفقا لما نشره الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على صفحته.
 

وعباد الرحمن هم من يحققون صفات العبودية لله عز وجل تعبدًا، وخلقًا، وسلوكًا، وقد خصهم الله عز وجل بالذكر في كتابه العزيز أكثر من مرة، ومن ذلك قوله تعالى : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا *إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) (الفرقان:63، 67).

فجعل الحق سبحانه أول صفة من صفات عباده المخلصين: التواضع والحلم وضبط النفس، فهم لا يقابلون السيئة بالسيئة فضلًا عن كونهم لا يبدأون بالسيئة أصلاً، بل يقابلون السيئة بالحسنة، ويعفون ويصفحون، حيث يقول الحق سبحانه:" وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " (فصلت:34، 35).


ومن صفاتهم : الإخبات لله (عز وجل) وابتغاء رضاه، فهم يبيتون لربهم سجداً وقيامًا، شكراً لنعمه ووفاءً بحقه، رغبًا ورهبًا، ثم تأتي صفة الوسطية في الإنفاق لتكون أنموذجًا للوسطية في الحياة كلها .
ومن أخص صفات عباد الرحمن: البعد عن الولوغ في الدماء، أو سفكها، أو ترويع الآمنين، أو ارتكاب الموبقات، حيث يقول الحق سبحانه: " وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) (الفرقان:68-70).


إن عباد الرحمن في كفالة الله وضمانه، حيث يقول سبحانه وتعالى: " أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" (الزمر: 36)، ويقول تعالى : " فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ"(الزمر: 17-18).