الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرؤية حق

نيفين منصور
نيفين منصور

سنوات من العذاب يقضيها بعض الرجال وبعض النساء بعد قرار الانفصال بصورة رسمية .. نزاعات متعددة وخلافات علي القوائم والنفقات وعند ومكابرة من البعض الآخر .. وأطفال يتمزقون بعضهم أصيب بحالات نفسية غير مستقرة .. والبعض الآخر مشتت بين الأب والأم و تحكمات كل منهما .. والنتيجة بيوت ظاهرها الحياة وفي باطنها الموت.

وتتعالي الدعوات والانشقاقات والجروبات المختلفة كل يدافع عن حقه ، وفي النهاية ساحات القضاء تئن بما فيها من قضايا وحالات لأسر مفككة ، وأطفال لا تعرف معنى دفء الأسرة والمودة والرحمة.

الأسباب متعددة والحياة شديدة الصعوبة وتكلفة الزواج باهظة ورغما عن ذلك كلمة طلاق شديدة السهولة علي لسان البعض .. يعقبها الخراب مهما ظن البعض أن هناك بعض المكاسب المادية أو النفسية .. إلا فقط لمن اضطر إليه في حالة استحالة العشرة بعد محاولات من الإصلاح.

قانون الأحوال الشخصية معاناة أخرى في حد ذاته ويحتاج لتعديل يقضي علي سنوات من العذاب يعيشها عدد كبير من الناس داخل أروقة المحاكم.. ليس فقط للمسلمين وإنما لكل المصريين.. فمعاناة بعض الإخوة المسيحيين بسبب الخلافات الأسرية لا يمكن إغفالها وتحتاج هي الأخرى لإعادة النظر والتدقيق حفاظا علي الأسرة المصرية والسلامة النفسية للمجتمع المصري.

في الآونة الأخيرة تعالت الدعوات لرغبات التعديل .. ووُضِعت العديد من المقترحات لضمان حق المرأة والطفل .. ولكن نحتاج دعوات أخري لضمان حق الأب وعائلته في حياة نفسية سليمة .. وفي حقهم في رؤية أولادهم إن وجدوا .. لا ننكر أن البعض يرفض دفع النفقة وكافة التزاماته تجاه المطلقة والأطفال ولكن البعض الآخر ملتزم وكل ما يحتاجه هو التعامل بشكل طبيعي مع أولاده وهذا حقه الشرعي ،، حتي ولو كان لا يقبل الاستمرار في علاقة زواج مع الأم أو حتي لو كانت الأم هي التي طلبت الطلاق ..

ليس من العدل أن تُربَط علاقة الأب بأولاده بعلاقة  الأب بأم أولاده .. وفقا لشرع المولي عز وجل تلك العلاقة ترتبط بالأخلاق الحميدة في حالة الاستمرار أو الانفصال ،، يقول المولي عز وجل في كتابه الكريم (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ ) فالمعروف والإحسان أوامر ربانية تحمي الأسرة في كل الحالات وتحافظ علي الاستقرار النفسي للأولاد ،،

الرؤية حق ويجب أن يؤخذ هذا الحق في الاعتبار عند تعديل القانون .. ويتم مراعاته بشكل عادل مع دراسة كل الحالات ،، من يستحق أن يحصل علي قرار اصطحاب الطفل ومن لا يصلح وفقا لحالة ووضع كل أب من حيث سلامة المكان وكفاءة الأب النفسية وابتعاده عن المخدرات وغيرها من الموبقات التي قد تضر الطفل .

نحتاج إلي إعادة النظر في أساليب تنشئة أجيال المستقبل ،، لدينا العديد من النفوس المحطمة التي لا تعرف معنى الأسرة ومعنى أهمية كل من الأب والأم في حياة أولادهم ونتجرد من الأنانية النابعة من العند والتي يدفع ثمنها أجيال وأجيال.