الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطة روسيا للسيطرة على أسعار النفط.. دور العرب يبرز بعد زيارة لافروف للخليج

 سيرغي لافروف في
سيرغي لافروف في الرياض

وافق الاتحاد الأوروبي على حظر معظم واردات الخام والمنتجات النفطية الروسية في أحدث جولة من العقوبات بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

حظر معظم واردات الخام والمنتجات النفطية الروسية

الاتحاد الأوروبي وحظر النفط الروسي 

وسينفذ الحظر المفروض على واردات النفط الخام المنقولة بحرا على مراحل على مدى ستة أشهر وبالنسبة للمنتجات المكررة المنقولة بحرا على مدى ثمانية أشهر، وتستثني العقوبات عمليات التسليم عبر خطوط الأنابيب التي تزود المصافي في شرق أوروبا وشرق ألمانيا.

ومع ذلك، قالت ألمانيا وبولندا إنهما ستتوقفان طوعا عن شراء النفط الخام عبر خطوط الأنابيب بحلول نهاية عام 2022، وهذا يعني أنه في المجمل سيتم إيقاف حوالي 90% من واردات النفط الروسية إلى التكتل.

وبالفعل علق العديد من المشترين الأوروبيين طواعية مشترياتهم من النفط الروسي أو أعلنوا عن خطط للتخلص التدريجي منه.

وكانت أوروبا وجهت ما يقرب من نصف صادرات روسيا من الخام والمنتجات البترولية قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

واستورد الاتحاد الأوروبي 2.2 مليون برميل يوميا من الخام في 2021، بما في ذلك 0.7 مليون برميل يوميا عبر خط أنابيب.

كما استورد التكتل 1.2 مليون برميل يوميا من المنتجات النفطية المكررة من روسيا، بما في ذلك 0.5 مليون برميل يوميا من الديزل.

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن ألمانيا وبولندا وهولندا كانت أكبر دول اشترت النفط الخام الروسي من الاتحاد الأوروبي في 2021.

وتقع ألمانيا وبولندا على الفرع الشمالي من خط أنابيب دروجبا، وهو طريق العبور الرئيسي لصادرات النفط الروسية إلى أوروبا.

وكانت هولندا، مركز تجارة الوقود في أوروبا، أكبر مستورد في الاتحاد الأوروبي للمنتجات المكررة من روسيا.

تعتمد دول الاتحاد الأوروبي القريبة من روسيا جغرافيا، أو الدول الحبيسة التي تملك بدائل محدودة، بشكل كبير على واردات النفط الروسية.

كان اعتماد دول الاتحاد الأوروبي على الوقود الروسي مدعوما بشركات روسية، مثل روسنفت ولوك أويل، والتي تسيطر على مصافي التكرير في بعضها.

وتعتمد الدول الواقعة على الطريق الجنوبي لخط أنابيب دروجبا، الذي يعبر أوكرانيا، بشكل خاص على الخام الروسي وشكل النفط الروسي أكثر من 90%، من واردات سلوفاكيا من النفط الخام في 2021.

وبالنسبة للدول التي تستورد عن طريق البحر، شكل النفط الروسي أكثر من 80%، من الواردات في فنلندا وليتوانيا، لكن البلدين قالا إنهما توقفا عن شراء النفط الخام من روسيا.

لافروف يبحث في الرياض أزمة أوكرانيا

وحول تأثير قرار الاتحاد الأوروبي وحظر النفط الروسي، وصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الأول، الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث التقى نظيره فيصل بن سرحان، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.

لافروف في الرياض 

حل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ضيفا بالمملكة العربية السعودية قادما إليها من البحرين.

ومن المرتقب أن يلتقي بوزراء خارجية السعودية والإمارات وعُمان والكويت وقطر والبحرين في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض.

وتأتي زيارة المسئول الروسي عقب مواقف عدد من الدول الخليجية بشأن الأزمة الأوكرانية اتسمت بالحياد، رغم ضغوط واشنطن لزيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار التي ارتفعت إلى ما فوق مائة دولار للبرميل منذ فبراير الماضي على وقع الحرب في أوكرانيا.

والتقى لافروف خلال زيارته أيضا، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، حيث ناقشا "التحديات الإقليمية والدولية الرئيسية"، وأكدا "أهمية التنسيق والتشاور بما يخدم الجهود والمساعي الدولية لإحلال السلم والاستقرار والتنمية في العالم"، بحسب بيان للمنظمة.

وقدم الوزير الروسي إلى الرياض بعد زيارة إلى البحرين، حيث صرح بأن الدول الغربية "تسببت بالكثير من المشاكل المصطنعة عبر إغلاق موانئها أمام السفن الروسية وتعطيل السلاسل اللوجستية والمالية"، وأضاف: "عليهم التفكير جديا بما هو أهم بالنسبة إليهم: القيام بحملة علاقات عامة مرتبطة بمشكلة أمن الغذاء أو اتّخاذ خطوات ملموسة لحل المشكلة".

من جهة أخرى، دعا لافروف أوكرانيا إلى نزع الألغام من مياهها الإقليمية للسماح بعبور السفن بشكل آمن عبر البحر الأسود وبحر آزوف وأفاد: "إذا تم حل مشكلة نزع الألغام.. ستضمن قوات البحرية الروسية مرور هذه السفن من دون عراقيل إلى المتوسط ومن ثم إلى وجهاتها".

وتنتج روسيا وأوكرانيا قرابة 30% من موارد القمح العالمية، وأدى الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الغربية إلى تعطل عمليات تصدير القمح وغيره من المواد الأساسية من البلدين، ما أثار القلق حيال خطر الجوع في العالم.

لافروف يبحث في الرياض أزمة أوكرانيا

أهمية الزيارة وارتفاع الأسعار 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عادل عامر، مدير عام مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، إن زيارة وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف إلى الرياض واجتماعه مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، ستتناول عدة ملفات، من بينها حرب أوكرانيا والطاقة، وكذلك العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات.

وأوضح عامر، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الملف الخاص بالنفط كان أحد الملفات الرئيسية التي تطرقا إليها، خاصة في ظل الضغوط الغربية والأمريكية لزيادة ضخ البترول لأسباب سياسة لا علاقة لها بسوق الطاقة، بل تتعلق بالمواجهة بين الغرب وروسيا في حرب أوكرانيا.

وتابع: “وبالتالي وبكل تأكيد سوف تزداد الأسعار العالمية في سوق النفط والغاز لتعويض اقتصاد بعض الدول عما أحدثته الحرب الروسية الأوكرانية، وسوف يكون بديلا لمواجهة القرارات الاقتصادية التي اتخذتها أمريكا وتابعيها من الدول المختلفة لإحداث توازن اقتصادي عالمي تقوده روسيا الآن”.

وأكد أن “الهدف من الزيارة هو التعاون الخليجي والعربي مع روسيا اقتصاديا، خاصة في سوق النفط وتوحيد الأسعار فيما بينهم لتكوين تكتل لمواجهة أوروبا وأمريكا فيما اتخذته من قرارات”.

واختتم قائلاً: “وعلى الرغم من ذلك اللقاء مهم من وجهة نظر الأطراف جميعها، لأن لافروف ينتهز الفرصة لشرح آخر تطورات الأزمة، وكذلك وجهة نظر بلاده لسبل إنهاء الحرب وطلباتها لسحب قواتها”.

الدكتور عادل عامر، مدير عام مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية