الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس يعلن عن خطوة جديدة لمكافحة التغير المناخي..ما هو الميثان ومبادرته الدولية؟

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، الجمعة، عبر الفيديو كونفرانس، في قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ، وذلك تحت رعاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات وسكرتير عام الأمم المتحدة.

مبادرة التعهد العالمي للميثان

وأعلن الرئيس السيسي، انضمام مصر لمبادرة "التعهد العالمي للميثان" في المسار المعني بالبترول والغاز، والذي تسعى مصر من خلاله إلى تعزيز جهودها لخفض انبعاثات قطاع البترول والغاز الطبيعي من غاز الميثان، استنادا إلى الخبرات والتمويل الذي توفره المبادرة بالتعاون مع الشركاء الدوليين في هذا القطاع.

في هذ التقرير، نستعرض أبرز المعلومات عن مبادرة التعهد العالمي للميثان، وأضرار هذا الغاز واستخداماته.

تعتبر مبادرة "التعهد العالمي للميثان" من أبرز المعاهدات التي تستهدف تقليل انبعاثات غاز الميثان، لما له من خطورة على زيادة معدلات الاحتباس الحراري، بما يزيد من وتيرة التغيرات المناخية ومستوى التلوث البيئي، ويسبب أضرار بالغة لموارد الدول، لا سيما النامية منها.

وفي نوفمبر 2021، بعد مؤتمر المناخ المنعقد في جلاسكو، أطلقت الولايات المتحدة مبادرة "التعهد العالمي للميثان"، بسبب تزايد انبعاثات غاز الميثان على المستوى العالمي، وما يشكله ذلك من خطورة على كوكب الأرض، لتصبح تلك المبادرة بمثابة منصة تتخذ الدول المعنية من خلالها خطوات لتقليل انبعاثات الميثان.

أهداف مبادرة التعهد الدولي للميثان

تهدف المبادرة إلى الحفاظ على معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، وهو أحد أهداف مؤتمر باريس بشأن المناخ 2015، وتحدث الرئيس السيسي عن ضرورة تحقيقه، لما يسببه ارتفاع درجات الحرارة من خطورة على الحياة، إذ يترتب عليه ارتفاع مستوى سطح البحر مما يهدد المدن التي تطل على السواحل، بخلاف الأضرار التي يسببها لطبقة الأوزون، نتيجة زيادة معدلات الاحتباس الحراري.

كما تلتزم الدول المنضمة إلى التعهد العالمي بشأن الميثان، بالحد من انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30% على الأقل من مستويات 2020 بحلول عام 2030، كي تتم السيطرة على خطورته والمحافظة على درجة حرارة الأرض عند مستويات آمنة.

الدول الموقعة على المبادرة

وقع على مبادرة "التعهد العالمي للميثان" أكثر من 100 دولة، تمثل 70٪ من الاقتصاد العالمي، وما يقرب من نصف انبعاثات غاز الميثان المسبب له الإنسان، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وإندونيسيا وباكستان والأرجنتين والمكسيك ونيجيريا والعراق وفيتنام وكندا.

ومن الدول العربية قبل إعلان مصر انضمامها للمبادرة، وقعت كل من السعودية، والإمارات، والكويت، وجيبوتي، والعراق، والأردن، والمغرب، وليبيا، وتونس.

ما هو غاز الميثان؟

يعتبر غاز الميثان العنصر الرئيسي للغاز الطبيعي، حيث يحتوي على 50-90% من الميثان، والوقود الأحفوري أيضاً، والميثان غاز غير مرئي، عديم الرائحة، قابل للاحتراق، يتواجد بكميات ضئيلة في الغلاف الجوي.

جزيء الميثان

ويتكون جزيء الميثان من ذرة كربون واحدة مرتبطة بأربع ذرات من الهيدروجين (CH4)، الأمر الذي يجعل الميثان أبسط عضو في عائلة كيميائية تُعرَف باسم الهيدروكربونات، وتشمل كلاً من: الإيثان (C2H6)، والبروبان (C3H8)، والبوتان (C4H10).

مصادر غاز الميثان

  • يعد الميثان عنصرا من الغازات القابلة للاشتعال، وينتج في الطبيعة عن طريق التحلل البكتيري اللاهوائي للمادة النباتية تحت الماء، لذا يُطلَق عليه أحياناً “غاز المستنقعات”.
  • تعتبر الأراضي الرطبة المصدر الرئيسيّ الطبيعيّ للميثان، كما تشمل مصادره الطبيعية الأخرى غازات البراكين، وفتحات قاع المحيطات، ورواسب هيدرات الميثان التي تحدث على طول الحواف القارية وتحت الجليد في القطب المتجمد الجنوبي والقطب الشمالي.
  • كما يشار إلى أن العمليات الهضمية التي يقوم بها النمل الأبيض تعمل على إطلاق غاز الميثان أيضاً.
  • وتشكل الثروة الحيوانية، مثل: الأغنام، والماعز، والجمال، والماشية، والجاموس، 15 في المئة من انبعاثات غاز الميثان سنوياً، فعن طريق أكلها للعشب يصبح لديها ميزات فريدة من نوعها، وذلك بسبب وجود البكتيريا في معدتها التي تساعد على تكسّر المواد الغذائية وتوليد الميثان كمنتج ثانويّ.
  • عمليّة الهضم: ينتُج عن طريق البكتيريا خلال عمليّة الهضم؛ حيث يصدر كمُنتجٍ ثانويٍ، كما يُنتج عبر الإنسان خلال هذه العمليّة أيضًا.
  • الغاز الطبيعي: يُعدّ الغاز الطبيعيّ هو المصدر الرئيس لإنتاج الميثان؛ حيث يُمكن إنتاجه من خلال حقول الغاز أو النّفط المرتبطان ببعضهما البعض، ويُمكن حصاد الميثان عند استخراج النّفط، كما ينتُج الغاز أيضًا من عمليّة تكسير البترول ولكن ليس بنفس الكميّة المُنتجة عبر الغاز الطبيعيّ.
  •  المصادر الحيوية: تنتج العديد من الأماكن الغاز عن طريق المصادر الحيوية.
غاز الميثان

استخدامات غاز الميثان

غاز الميثان له استخدامات عديدة منها:

  • الطبخ: الميثان مادة هيدروكربونية أخف من الهواء، فهو ينتج طاقة أكبر لكل وحدة وزن مقارنة بالنفط والفحم، ويعد غاز الميثان مفضلا أثناء عملية الطهي لأنه لا يحمل أي رائحة ولا يترك أية أوساخ على الأواني.
  • كما أن له استخدامات منزلية مثل : تدفئة المنازل وعملية تسخين المياه ومجففات الملابس وغيرها.
  • الإضاءة: يستخدم غاز الميثان لتوليد الكهرباء للمنازل والمكاتب وغيرها، وذلك عن طريق عملية تسمى التوليد الموزع.
  • إنتاج المركبات الأخرى: يستخدم غاز الميثان في تحضير الميثانول والذي يعد مكونا رئيسيا للكحول، كما يستخدم في التحضير الاصطناعي للهيدروجين، وحمض الهيدروكلوريك الذي يعد أحد أكثر الأحماض شيوعًا، يتم تحضيره أيضًا باستخدام غاز الميثان.
  • تشغيل الآلات الصناعية: يعد الميثان (كشكل من أشكال الغاز الطبيعي) مهما جدًا للعديد من الصناعات، مثل تشغيل التوربينات والمحركات في المصانع، ويستخدم غاز الميثان الناتج عن عملية الاحتراق لمختلف الصناعات في عملية تجفيف منتجات الشركات وإزالة الرطوبة منها.
  • إنتاج الكربون الأسود: يمكن حرق الميثان ولكن بشكل غير كامل، فيكون الناتج عبارة عن رواسب كربونية غير عادية تسمى الكربون الأسود، والتي تستخدم في تقوية المطاط المستخدم في صناعة إطارات السيارات، ويستخدم الكربون الأسود أيضًا في صناعة الدهانات وأحبار الطباعة.
  • الأسمدة: عملية دمج الهيدروجين مع غاز الميثان ينتج عنها الأمونيا، وهو مكون أساسي في عملية تحضير الأسمدة.
  • وقود للصواريخ: تُترجم الحالة الغازية لوقود الميثان عند الاحتراق إلى رواسب كربونية أقل، مما يجعلها مثالية لوقود الصواريخ ولا يترك أي بقايا خلفه.

مخاطر غاز الميثان

رغم المنافع الكثيرة لغاز الميثان إلا أن طبيعته كونه ليس له لون أو رائحة، تجعل التعرض له مقلقا لأن الشخص قد لا يدرك أنه تعرض للغاز إلا عند الوصول لنقطة تسمم غاز الميثان، وله العديد من المخاطر التي ينبغي التعامل معها، منها:

  • الانفجار: يمكن أن يصبح غاز الميثان من المتفجّرات عند خلطه مع مواد كيميائية أخرى، فيمكن أن يكون مميتاً إذا اشتعل عند وصوله إلى مستويات وتراكيز عالية، وقد يتسبّب الميثان الطبيعيّ، خاصةً تحت الأرض، في انفجارات حادة تسبب آثاراً مدمّرة لأنشطة التعدين أو التنقيب عن النفط.
  • الاختناق: قد يؤدي غاز الميثان إلى اختناق بسيط رغم أنه غير سام، إذ يمكن أن يحل محل الأكسجين، وهو ما يحتاجه الجسم للتنفس، ولا توجد هناك معايير تحكم كمية الميثان المسموح بها في الهواء في المنزل أو في مكان العمل، ولكن الحد الأدنى من محتوى الأكسجين في أي مكان يحتاج فيه الناس إلى التنفّس هو 18%.
  • التسمم بأول أكسيد الكربون: إنّ حرق الغاز الطبيعيّ دون تهوية مناسبة يمكن أن ينتج أول أكسيد الكربون، وهو غاز مميت يصعب اكتشافه، علماً بأنّ المستويات المنخفضة نسبياً من أول أكسيد الكربون يمكن أن تسبب الدوخة والغثيان في غضون 20 دقيقة، ممّا يؤدي إلى الموت في غضون ساعتين، والمستويات الأعلى منه تؤدي للموت في غضون ثلاث دقائق، وتقدّر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أنّ التسمم بأول أكسيد الكربون يقتل 500 شخص كلّ عام.
  • التعرض لغاز الميثان وخصوصًا لفترات طويلة إلى يؤدي مشاكل صحية عديدة، فهو بمثابة خانق يقوم بحرم جسمك من الأكسجين الذي يحتاجه، ويتسبب في: الإغماء أو الضعف والانهيار، ضيق أو سرعة في التنفس وسرعة في ضربات القلب، نوبات دوار، فقدان ذاكرة وانفعالات غير طبيعية، ضعف الرؤية خاصة في المناطق ذات الإضاءة المنخفضة، تشنجات، الموت.
تأثير الميثان على البيئة

تأثير غاز الميثان على البيئة

  • غاز الميثان هو أحد الغازات الدفيئة التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، بحيث تقوم الغازات الدفيئة بخلق طبقة عازلة في الغلاف الجوي، وتسمح هذه الطبقة بدخول الحرارة إلى الغلاف الجوي للأرض، لكنه يعكس الأشعة إلى داخل كوكب الأرض بدل تركها تخرج، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل كبير.
  • ويعد غاز الميثان هو ثاني أكثر الغازات الدفيئة انتشارًا بعد ثاني أكسيد الكربون، بحيث ما يقرب من 80% من الغازات الدفيئة تأتي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، 10% من غاز الميثان، و10% المتبقية من مصادر أخرى مختلفة.
  • ويسهم الميثان وحده بنسبة تقترب من 20% من الاحتباس الحراريّ الذي يحصل نتيجةً لغازات الدفيئة؛ أي أنّه يحتل المركز الثاني في هذه الظّاهرة بعد غاز ثاني أُكسيد الكربون، وتُشير وكالة حماية البيئة إلى تضاعف كمية الميثان في الغلاف الجويّ منذ بدء الثورة الصناعيّة؛ حيث ازدادت من 722 جزءا في المليار في عام 1750م إلى 1834 جزءا في المليون لعام 2015م، ولكن يبدو أنّ الكميات المُنبعثة من الدّول المتقدّمة قد استقرّت في الوقت الحالي.
  • يُعد غاز الميثان من غازات الدفيئة والقوية جدًا، وذلك بسبب الروابط الكيميائيّة التي تُوجد داخل الجزيء والتي تجعله أكثر كفاءة في امتصاص الحرارة مقارنةً بغاز ثاني أُكسيد الكربون، حيث يمتص الحرارة بقوّة أكبر من هذا الغاز بمقدار أكبر من 86 مرة، إلّا أن عمر غاز الميثان القصير يجعله أقل خطورةً، حيث إنّه لا يستمر في الغلاف الجويّ إلّا لفترة زمنيّة تتراوح ما بين 10 أعوام إلى 12 عاما قبل أن يتأكسد ويتحول إلى ماء وثاني أُكسيد الكربون، أما غاز ثاني أُكسيد الكربون فيُعتبر الأكثر خطورةً بسبب بقائه لعدّة قرون.