الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وثائق أوبر.. من هو ترافيس كالانيك الوسيم الذي أزعج أهم قادة العالم؟

ترافيس كالانيك
ترافيس كالانيك

ضجة عالمية كبيرة تسببت فيها ما عرف بـ "وثائق أوبر"، وهو مشروع استقصائي عابر للحدود يقوده الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ).

وثائق مسربة لشركة أوبر

فقد كشفت تسريبات لعشرات الآلاف من الوثائق أن عملاق خدمة النقل الأميركية "أوبر"، خرقت القوانين وخدعت الشرطة و"استغلت" العنف ضد السائقين لصالحها وضغطت سرا على قادة حكومات وسياسيين أثناء توسعها حول العالم، من بينهم جو بايدن وأولاف شولتس وإيمانويل ماكرون.

وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الأحد، إنها حصلت على نحو 124 ألف وثيقة تعرف باسم "وثائق أوبر"، تغطي الفترة بين عامي 2013 إلى 2017، تشمل أكثر من (83) ألف رسالة بريد إلكتروني و(iMessages) ورسائل (واتساب)، من بينها اتصالات بين مؤسسها المشارك، ترافيس كالانيك، وفريقه من المديرين التنفيذيين الكبار.

وفضحت السجلات المسربة الطرق التي استخدمتها الشركة لتصبح من أهم شركات وادي السليكون، وفرض نفسها للعمل في المدن حول العالم، حتى لو كان ذلك على حساب القوانين وأنظمة سيارات الأجرة.

وتظهر البيانات كيف حاولت الشركة "حشد الدعم من خلال مغازلة رؤساء الوزراء والرؤساء والمليارديرات وأوليجارشيين وبارونات الإعلام"، بحسب الجارديان.

وأقرت "أوبر" بارتكاب "أخطاء وعثرات"، لكنها قالت إنها "تغيرت منذ عام 2017 تحت قيادة رئيسها التنفيذي الحالي، دارا خسروشاهي".

وأضاف البيان: "لم ولن نقدم أعذارا لسلوك سابق لا يتماشى بوضوح مع قيمنا الحالية، بدلا من ذلك، نطلب من الجمهور أن يحكم علينا من خلال ما فعلناه خلال السنوات الخمس الماضية وما سنفعله في السنوات المقبلة".

الإيراني دارا خسروشاهي

وبالإشارة، كان على الأميركي الإيراني دارا خسروشاهي، حين تولى الرئاسة التنفيذية للشركة في النصف الثاني من العام 2017، تغيير الصورة السيئة عن "أوبر"، حيث يشار إليها على أنها واحدة من أكثر الشركات إثارة للجدل في الولايات المتحدة.

ونشأ خسروشاهي 53 عاما في طهران، ضمن واحدة من أغنى العائلات الإيرانية، وفرت عائلته عام 1979 بعد الإطاحة بالشاه، وفق صحيفة "فايننشال تايمز".

وبعد دراسة الهندسة الكهربائية الحيوية في جامعة براون، توجه خسرو شاهي إلى وول ستريت، حيث حصل على وظيفة كمحلل في شركة Allen & Company عام 1991، وفي وقت لاحق، وتحت إشراف قطب الإعلام باري ديلر، أصبح خسروشاهي الرئيس التنفيذي لموقع السفر أكسبيديا، حيث تضاعفت قيمته أربع مرات على مدار 12 عاماً، وهي فترة قال فيها إنه مستعد لتكرارها في "أوبر".

وقام خسروشاهي في "أوبر" في التخلص من أجزاء كبيرة من أعمال الشركة: بيع قسم السيارات الذاتية القيادة، وسحب أعمالها الغذائية في البلدان التي لم تحقق أرباحاً، وتسريح 7 آلاف موظف خلال الوباء.

وتشير التسريبات إلى أن المديرين التنفيذيين في "أوبر" لم يكونوا "على جهل" بشأن انتهاك الشركة للقانون، وفي إحدى المراسلات، يمزح مدير تنفيذي قائلا إنهم أصبحوا "قراصنة" ويقول آخر: "نحن غير قانونيين فقط".

وكشفت الوثائق مراسلات بين ترافيس كالانيك المدير التنفيذي السابق لشركة أوبر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عندما كان الأخير وزيرا للاقتصاد، حيث قالت الجارديان، إن ماكرون ساعد الشركة على تشكيل لوبي في فرنسا، حتى أنه أخبر الشركة أنه توسط في "صفقة" سرية مع خصومه في الحكومة الفرنسية.

تعاملات مسؤولي أوبر

وتشير الوثائق إلى ازدراء مسؤولي الشركة للمسؤولين الذين عارضوا توسعها، مثل أولاف شولتس، عندما كان عمدة لهامبورج قبل أن يصبح مستشارا لألمانيا، فعندما أصر على ضرورة دفع حد أدنى للأجور للسائقين، وصفه مسؤول تنفيذي في "أوبر" بأنه "ممثل كوميدي حقيقي".

وعندما تأخر نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن حضور اجتماع مع مسؤولي الشركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أرسل ترافيس كالانيك رسالة نصية إلى زميل له جاء فيها: "كل دقيقة يتأخر فيها، ستقل فترة اجتماعه معي دقيقة".

وبالإضافة إلى لقاء بايدن في دافوس، التقى المسؤولون التنفيذيون في "أوبر" وجها لوجه مع ماكرون، ورئيس الوزراء الأيرلندي، إندا كيني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، بنيامين نتانياهو، وجورج أوزبورن، مستشار المملكة المتحدة في ذلك الوقت.

وتشير الوثائق إلى أن "أوبر" كانت "بارعة" في إيجاد طرق غير رسمية للوصول إلى من هم في السلطة، أو ممارسة نفوذها من خلال الأصدقاء أو الوسطاء، حيث تمكنت من الحصول على دعم الشخصيات النافذة في أماكن مثل روسيا وإيطاليا وألمانيا من خلال تقديم حصص مالية ثمينة لهم في الشركة الناشئة وتحويلهم إلى "مستثمرين استراتيجيين".

وعندما كانت "أوبر" تواجه معارضة من قبل الحكومات، فإنها كانت تستغلها لصالحها، فعندما تعرض سائقو الشركة للعنف في أمستردام في مارس 2015، سعى موظفو "أوبر" إلى تشجيع الضحايا على تقديم بلاغات في الشرطة، وتحويل الأزمة لصالحهم للفوز بتنازلات من الحكومة الهولندية.

مداهمات لـ مكاتب أوبر

وعندما كانت تداهم السلطات مكاتب الشركة، طورت "أوبر" أساليب متطورة لمنع المضي قدما في الإجراءات القانونية من خلال ما يعرف باسم "مفتاح القفل"، فعندما كانت تتم مداهمة مكتب الشركة، يرسل المسؤولون التنفيذيون تعليمات إلى موظفي تكنولوجيا المعلومات بقطع الوصول إلى أنظمة البيانات الرئيسية للشركة، مما يمنع السلطات من جمع الأدلة.

وقد تم استخدام هذه الأسلوب 12 مرة على الأقل خلال مداهمات في فرنسا وهولندا وبلجيكا والهند وهنغاريا ورومانيا.

وقال ديفون سبورجن المتحدث باسم المسؤول السابق المثير للجدل ترافيس كالانيك، قال في بيان أرسله إلى الاتّحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيّين، إن "كالانيك لم يقترح أبدا أن تستغل أوبر العنف على حساب سلامة السائقين".

وقد اتهم كالانيك بتشجيع ممارسات إدارية عنيفة ومشكوك فيها، واضطر إلى التخلي عن دور المدير العام للمجموعة في يونيو 2017.

عندما أعلن استقالته من مجلس الإدارة في نهاية 2019، قال إنه "فخور بكل ما أنجزته أوبر"، ونفى المتحدّث باسمه الأحد، كل الاتّهامات التي وردت في الصحف، بما في ذلك الاتهامات بعرقلة العدالة.

وقالت جيل هازلبيكر، نائبة الرئيس المكلفة الشؤون العامّة في "أوبر"، في بيان نشر عبر الإنترنت، "لم نبرر ولا نبحث عن أعذار لسلوكيّات سابقة لا تتوافق مع قيَمنا الحالية"، مضيفة: "نطلب من الجمهور أن يحكم علينا بناءً على ما فعلناه في السنوات الخمس الماضية وما سنفعله في السنوات المقبلة".

معلومات عن شركة أوبر

  • انطلقت فكرة تأسيس شركة أوبر العالمية من صعوبة تأمين تكسي أجرة في باريس.
  • المدينة الثانية التي انطلقت فيها خدمة أوبر هي مدينة شيكاغو، وذلك في عام 2012.
  • افتتح جارت كامب وترافيس كالانيك الشركة باسم أوبر كاب في مدينة سان فرانسيسكو عام 2009.
  • كانت أوبر في البداية تعمل بنطاق نقل الركاب فقط
  • حاولت العديد من الشركات نسخ نموذج عمل شركة أوبر.
  • أطلقت أوبر خدمة توصيل الطعام في عام العام 2014 عبر تطبيقها.
  • تعرضت شركة أوبر لمنافسة شرسة من قبل شركة "ديدي" عند إطلاق خدمتها في الصين.
  • الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها الشركة في العام 2019. حتم عليها تسريح 400 موظف.
  • أعلنت إمكانية تقديمها لخدمات التكاسي من خلال طائرات الهليوكوبتر في العام 2020.
  • استحوذت شركة أوبر على شركة كريم، وهي شركة عربية أنشِئت في دبي، وتعمل بنفس مجال عمل أوبر.
  • أدت الإجراءات الاحترازية خلال موجة كورونا لخسارة كبيرة لأوبر تعادل 5.8 مليار دولار.
  • سرحت ما يعادل 14% من قوتها العاملة، وتخفيض 3000 وظيفة، وإغلاقها 45 مكتبا.

سيرة ترافيس كالانيك

  • ولد ترافيس كالانيك في 6 أغسطس 1976 في لوس أنجلوس، كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • كان محبًا لأجهزة الكومبيوتر منذ صغره، مما دفعه لتعلم لغات البرمجة وإتقان كتابتها.
  • درس ترافيس هندسة الحاسب، ولكنه ترك الدراسة قبل التخرج وانطلق ليبدأ مشاريعه.
  • أسس شركتين لم ينجح فيهما قبل أن ينطلق بمشروعه الأهم وهو شركة "Uber".
  • كانت تُقدر ثروة ترافيس كالانيك الحالية بحوالي 6.3 مليار دولار.
  • لم ينهي ترافيس دراسته الجامعية.
  • انضم إلى قائمة Forbes لأغنى 400 شخصية في عام 2014.
  • ترك ترافيس كالانيك جامعته في العام 1998 ليتعاون مع زميلين وأطلقوا مشروعهم Scour, Inc.
  • تعرضت الشركة لدعاوى وصدر حكم بإعلان إفلاسها نتيجة ذلك عام 2000 وبيعت كل أصولها.
  • خطرت لترافيس وزميله في العام 2008، فكرة تطبيق Uber وهم متواجدين في باريس.
  • في عام 2009 ومن سان فرانسيسكو تم إطلاق شركة Uber.

-