الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة تغير المناخ

عبد المعطى أحمد
عبد المعطى أحمد

حين تصل درجات الحرارة فى كندا إلى 47 درجة مئوية يكون العالم كله مقبلا على كارثة,وحين تغرق الفيضانات دولا أوروبية فى شمال العالم من ألمانيا وبلجيكا إلى هولندا وسويسرا إلى حد اختفاء قرى بأكملها،يكون العالم مقبلا على كارثة,وحين تظل الحرائق – ولسنوات متتالية – تلتهم مئات الكيلومترات من الغابات فى الولايات المتحدة الأمريكية ويصاب غرب أمريكا بجفاف شديد ودرجات حرارة لم يشهدها من قبل يكون العالم مقبلا على كارثة.

 

هذا كله ناهيك عن التصحر الجارى فى جنوب الكرة الأرضية,وكل تلك الأزمات التى تسبب معاناة بشرية هائلة ويروح ضحيتها آلاف الأرواح اليوم هى نفسها من صنع البشر،فكارثة تغير المناخ التى يحذر منها العلماء منذ عقود قد تحققت,ودرجة حرارة الأرض ارتفعت بالفعل عما كانت عليه عند بداية عصر التصنيع بمقدار درجة ونصف الدرجة,والأحداث التى شهدها عام 2019 مجرد مؤشرات على ما سوف يأتى, فالفيضان المدمر فى شمال أوروبا والذى لم يعرف حتى الآن العدد الحقيقى لضحاياه وصفه رئيس وزراء بلجيكا بأنه"الأكثر كارثية" فى تاريخ بلاده كله,وقد أدت الفيضانات لتهدم مبان,وانهارت جسور,وصارت المدن وكأن حربا قد دمرت الأرض وماعليها,فارتفاع درجة حرارة الأرض يؤدى لزيادة تبخر المياه,فتنهمر الأمطار بغزارة غير مسبوقة،مما يؤدى لفيضان الأنهار,وارتفاع درجة الأرض مسؤول عن تبخر مصادر المياه,وتلك الموجات من الحرائق التى يصعب محاصرتها.

 

وجنوب العالم مثل شماله صار يعانى من ارتفاع غير مسبوق فى درجات الحرارة,ورغم أن العلماء يحذرون السياسيين فى الدول الصناعية الكبرى منذ عقود فإن تلك الدول المسؤولة عن الانبعاثات والاحتباس الحرارى لم تأخذ الأمر بالجدية المطلوبة، فاقتربت الأرض من مرحلة الخطر التى تجعلها غير صالحة لمعيشة الإنسان كما يقول العلماء،غير أن الأخطر  من هذا كله هو أن دول العالم لم تتجاهل فقط تحذيرات العلماء، وإنما هى المسؤولة أيضا عن فشل أولئك العلماء فى التنبؤ بدقة بما يحدث.

 

ولأن التغير المناخى لم يعد مجرد ظاهرة يحذر منها العلماء,وإنما حقيقة واقعة تزداد تفاقما يوما بعد الآخر,وإلى أن تفيق حكومات العالم صار المطلوب من الانسان فى كل مكان تجنب تحويل الأرض لكوكب لايصلح لبقائه على قيد الحياة,فلابد فورا من الاقتصاد فى استخدام كل قطرة مياه وكل مصدر للطاقة، والامتناع تماما عن قطع شجرة واحدة وهو أضعف الإيمان.

 

*خواطر

*مغالاة المستشفيات الخاصة فى العلاج أصبحت فوق طاقة البشر ولا تراعى أحوال الناس,فليس مطلوبا أن يبيع الإنسان كل شىء حتى يجد سريرا فى مستشفى خاص،وليس مطلوبا أن ننتهز الفرص ونفرض على الناس أعباء مالية ضخمة ويكفيهم مايعانون من ظروف المرض.اننى أتوجه إلى أصحاب المستشفيات الخاصة والأطباء الكبار الذين يعملون فيها أن يراعوا ظروف الناس,ولايعقل أن يحصل مستشفى على نصف مليون جنيه من مريض عجز أن يشخص حالته!.إننى أعلم حجم الأعباء على مستشفيات وزارة الصحة,ولهذا أطلب وقفة من المستشفيات الخاصة تراعى فيها عدم المبالغة فى تكاليف العلاج,ولاأدرى هل يمكن لنقابة الأطباء أن تمنع مثل هذه المبالغات؟,فلا أحد يتصور حالة مريض تسوء كل لحظة أمام أسرته ومطلوب منها مئات الآلاف من الجنيهات!هناك حالات عن أرقام لا تصدق.يا أصحاب المستشفيات الخاصة نقدر جهدكم وأعمالكم,ولكن رفقا بأبناء الشعب الغلبان, ولا أدرى هل هناك ضوابط تحكم تكاليف العلاج فى المستشفيات الخاصة أم أن الأمور متروكة للعرض والطلب؟

 

*كشفت إحدى الدراسات حول الأسواق المصرية عن أن حجم الاستهلاك المصرى من المقرمشات كالشيبسى وغيرها خمسة مليارات جنيه سنويا,ولايوجد حصر دقيق لعدد ونوعية الشركات المنتجة لها,وأن الأكثر ضررا هو عرض سلع معبأة فى عبوات بلاستيكية تحت أشعة الشمس,لأن ذلك يقلل فترة الصلاحية المكتوبة حتى على العبوة,حيث أن الأشعة فوق البنفسجية تسرع فى تحلل المواد الكيميائية البلاستيكية وتحولها إلى مواد سامة.وفى إحدى الدراسات البريطانية ثبت أن شرب المياه المعبأة فى زجاجات بلاستيكية ومتروكة فى أشعة الشمس تؤدى إلى الإصابة بسرطان الثدى.كما أن مكسبات الطعم والرائحة فى جميع المنتجات هى أحد أسباب أمراض الجهاز الهضمى وارتجاع المرىء,لذا نرجو أن تكون هناك رقابة دائمة على طرق التخزين وعرض أى منتجات غذائية مغلفة حفاظا على الصحة العامة.

 

*علمتنى الحياة أن لاتكثر من الشكوى فيأتيك الهم,لكن أكثر من "الحمد لله" تأتيك السعادة.