الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المعنى الحقيقي للتعلم ومقدار المعرفة.. خبراء يوضحون أسباب تراجع مجاميع طلاب الثانوية العامة.. ويؤكدون: المنظومة الجديدة اعتمدت على منهج ومنطق مختلف عن مورثنا التعليمي

طلاب
طلاب

لا ينتهي القلق الذي ينتاب طلاب الثانوية العامة وأهلهم بمجرد انتهاء الامتحانات وظهور النتيجة، بل يمتد معهم لحين الاطمئنان إلى مستقبلهم الجامعي، الذي يحدده منظومة تنسيق القبول بالجامعات، التي يقضون فيها بضع سنوات، ترسم بعدها معالم حياتهم المهنية.

ويترقب مئات الآلاف من أولياء الأمور والطلاب نتيجة الثانوية العامة 2022، وسط قلق وتوتر، إعلان أوائل الثانوية العامة 2022. 

وفي هذا السياق أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن منظومة التعليم الجديدة اعتمدت منذ بدايتها على منهج ومنطق مختلف عن مورثنا التعليمي، من حيث الاعتماد على المعنى الحقيقي للتعلم ورؤية مقدار المعرفة والثقافة التي يحصل عليها الطالب من كل منهج وسنة دراسية.

وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أنه خلال الخمسة عشر أعوام الماضية فيما عدا السنة الماضية كانت مجاميع الطلاب مبالغ فيها وتتجاوز الـ ١٠٠%، بل كان من الممكن ان يحصل طالب علي مجموع ٩٨ %  علمي ولا يلتحق بالكلية التي يرغب دخولها، والتي كانت حلم حياتة لانه يوجد عشرات الالاف من الطلاب الحاصلين على مجاميع أعلى منه، وبالتالي كانت لهم الاولوية في الالتحاق بالكليات الأكثر تميزا أنه بما يسمي كليات القمة.

وأشار الخبير التربوي، إلى أن تراجع مجاميع طلاب الثانوية العامة العام الماضي قضى على المصطلح الذى ساد خلال السنوات الماضية والمعروف بـ "كليات القمة"، موضحًا أنه خلال التجربة العام الماضي لأول مرة لن نسمع بعد نتيجة الثانوية العامة عن مصطلح كليات القمة، وستكون القمة فقط للكليات المعلوماتية والتخصصات الجديدة وكليات الذكاء الاصطناعى، لافتًا إلى أن ذلك في صالح طلاب الثانوية العامة، وسيؤثر ذلك على معدلات التنسيق ودرجات القبول في الكليات.

وأعلن الخبير التربوي، أن من المنظور التربوي الحصول مثلا على ٩٠ % لا يعني أنه دليل علي كفاءة الطلاب وجودة التعليم، لان هذا يعني ان أسئلة الامتحانات كانت سهلة جدا ولا تميز بين الطلاب المتميزين والضعاف ومتوسطي المستوى وتم وضعهم جميعًا في نفس شريحة المجاميع المرتفعة.

وتابع: وجميعنا نلمس ذلك في الجامعة من ضعف مستويات الطلاب رغم حصولهم علي مجاميع مرتفعة في الثانوية العامة وهذا يدل أن هذة المجاميع كانت مجاميع وهمية وزائفة.

وقال الدكتور تامر شوقي، إن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، يسعى إلى خلق مناخ تعليمي يتواكب مع التطور التكنولوجي والتحول الرقمي الذي يشهده العالم، وأنه لا بد أن يكون التعليم معتمدًا على تطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أكثر من اعتماده على الحفظ والورق، إلى الفهم والإدراك، مؤكدًا في الوقت ذاته أن النظام يهدف إلى وقف الدروس الخصوصية التي تستنزف أموال الأسر المصرية.

وأضاف أن المعايير العالمية لنتائج الطلاب التي يمكن قبولها تربويا.. كالآتي:

  • أن تأتي الامتحانات مميزة بين مستويات الطلاب المختلفة فلا يحصل الطالب الضعيف على نفس  مجموع الطالب المتميز او المتوسط.
  • أن يحصل أغلبية الطلاب علي مجاميع متوسطة مثلا من ٦٠ الي ٧٠ % وتحصل أعداد قليلة من الطلاب علي مجاميع اعلي قليلا مثلا من ٧٠ الي ٨٠ %  وتحصل أعداد اقل من الطلاب علي المجاميع الاعلي فوق ٩٠ % وهذا ما يسمي بالتوزيع الاعتدالي.

ومن جانبة أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن أولياء الامور اعتادوا طوال السنوات العديدة الماضية، على أن المرور ببوابة الدخول لكليات القمة يتطلب الحصول على الدرجات النهائية أو ينقص عنها قليلًا، وأحيانًا يتجاوزها بعد إضافة مادة المستوى الرفيع. 

وتابع الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": وكان سيناريو متكرر كل سنة دراسية دون جديد، ولكن طرأت عليه بعض التغيرات العام الماضي، يمكن أن نسميها تبعات أزمة فيروس كورونا، ممزوجة بسياسة التطوير في نظام الثانوية العامة، التي قاد شعلتها وتبناها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم. 

وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن منظومة التعليم الجديدة اعتمدت منذ بدايتها على منهج ومنطق مختلف عن مورثنا التعليمي، من حيث الاعتماد على المعنى الحقيقي للتعلم ورؤية مقدار المعرفة والثقافة التي يحصل عليها الطالب من كل منهج وسنة دراسية".

وتابع: "الأمر يختلف تماما عما توارثناه وكان لابد من تغييره، وهو مقدار الدرجات للحصول على الشهادات، ومن بينها كليات القمة، إلى جانب أن الوزارة والمنظومة التعليمية سعت جاهدة لتغيير كل المعاني والمصطلحات الخاطئة عند أولياء الأمور قبل الطلاب، خلال الفترة الأخيرة".

وأوضح الخبير التربوي، أنه كان لابد من تغيير شكل التقييم أو ما يسمى بأسئلة الامتحانات للنجاح، لتقييم مقدار المعرفة التي حصل عليها الطالب ، والذي يختلف تماما عن تقييم ما تم حفظه وتلقينه لطالب آخر، ومع اختلاف تلك الأسئلة اختلف التقييم وتغير مستوى الدرجات كما رأينا.

وأشار أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس ، إلى أن طلاب الثانوية العامة تعلموا بشكل جيد، والأجيال القادمة ستكون أفضل بسبب زوال رهبة النظام الجديد، والطلاب سيدركون أهمية هذه الفكرة التعليمية فيما بعد.

ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن مجاميع طلاب الثانوية العامة بمنظومة التعليم الجديد غيرت من مفاهيم التعليم والتعلم في مصر، مؤكدا أن الامتحانات ميزت بين المتفوق والضعيف، وأن وزارة التربية التعليم وفرت بدائل حقيقية للطلاب للتعود على الأنظمة الحديثة عبر الشاشات ومنصات مواقع التواصل لتطوير الفهم وعدم الاعتماد على الحفظ فقط.

وأعلن استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن من المتوقع ان تأتي النتائج هذا العام غير مختلفة عن التوزيع السابق وأن غالبية الطلاب سيحصلون علي مجاميع متوسطة كما شاهدنا العام الماضي.

وطالب الدكتور محمد فتح الله، اولاء الامور بعدم مقارنة مجموع ابنك هذا العام بمجموع أخيه الحاصل علي الثانوية منذ ثلال سنوات او اكثر، موضحا ولكي تكون المقانة معتدلة قارن بينه وبين مجاميع زملائه في نفس العام.

واعتبر استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن النتائج هذا العام ستعبر عن المستويات التعليمية الحقيقية للطلاب، خاصة مع انخفاض نسبة تحقيق الطلاب لمجاميع تتجاوز 90%، بنسبة تصل إلى 14%، وبالتالي فإن من حصل على الدرجات العليا يعتبر طالبا متميزا بالفعل.

ولفت الدكتور محمد فتح الله، إلى أن متحفظ امتحانات العام الحالي، بحسب شهادات الكثيرين، لانها لم تراع الكثير من الضوابط الفنية من حيث تدرج الأسئلة على مستويات الطالب الضعيف والمتوسط والمتفوق، وبالتالي سينعكس مردود ذلك على النتائج والتعليم كلياً، معتبرا أنه كان من الضرورة إعداد الطلبة على تقبل النظام الحديث للامتحانات.

وشدد الخبير التربوي، علي ضرورة أن تراعي وزارة التربية والتعليم توفير بدائل إلكترونية ومدرسية تغني الطلاب عن الدروس وتحفزهم على الذهاب للمدارس، وتنمية قدراتهم وتدربهم على أشكال الامتحانات الجديدة.