خطأ استراتيجي أم خداع.. غلطة تجبر الصين على إنهاء الأزمة وتكشف لأمريكا خططها العسكرية

مازالت أصداء الأزمة الأمريكية الصينية حول تايوان مستمرة مع تصاعد التوتر بين الصين وتايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، حيث واصلت الصين استعراض قواتها في إشارة على قدرتها على غزو تايوان في وقت قصير، لكن حشد الصين من السفن والطائرات والصواريخ والمناورات العسكرية الصينية بالقرب من تايوان أعطى الولايات المتحدة لمحة لم يسبق لها مثيل عن الكيفية، التي قد تشن بها بكين حملة عسكرية ضد الجزيرة، وفقاً لتقرير موقع بوليتكو الأميركي.

في المقابل تتعلم الصين أيضًا الكثير من الدروس التي يمكن أن تثبت في النهاية أنها أكثر أهمية في كيفية تخطيطها لأي ضربة مستقبلية ضد تايوان التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، وعلى الرغم من كل القوة العسكرية للصين إلا أن الجيش الصيني لديه خبرة محدودة في العالم الواقعي خارج التدريبات العسكرية المحلية عالية الدقة، حيث لم يطلق رصاصة واحدة منذ الحرب مع فيتنام والتي انتهت في الثمانينيات.

زيارة بيلوسي لتايوان سببت التوتر

في هذا الصدد، يرى الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمحلل السياسى وعضو مجلس الشيوخ، إن زيارة نانسى بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي، جاء رد فعل  الجانب الصينى عليها بشكل غاضب مما أدى  إلى بعض التوتر في العلاقات الصينية الإمريكية، ولكن سيعود الوضع في أقرب وقت لأن العلاقات الصينية الأمريكية عميقة من الناحية التجارية والتعاملات.

الصين تنفذ تدريبات محاكاة لاستعادة تايوان

الصين: سياستنا تجاه تايوان عادلة وقانونية

وأضاف سعيد، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الصين على قدر كبير من الدراية في إدارة السياسة الخارجية ورفع القدرات الداخلية لها، و مايحدث  هو جزء من استعراض العضلات والحصار الجزئى لتايوان، مؤكدا أن بكين تتعامل مع الأمور بقدر من الحكمة والصبر، ولن تطيح بكم الاعتماد الموثوق بينهما ولكن الولايات المتحدة الأمريكية  وستكون صريحة معها بأن ما حدث خطأ كبير منها.

وأشار إلى أمريكا، تدعم تايوان بشكل دائم لأنها بلد شبه نووي، وروسيا تحاول أن تشعل النيران في هذا الأمر والصين تظهر غضبها أيضا وتترك الولايات المتحدة الأمريكية  تخمن ماذا سوف تفعل؟.

دلالات زيارة بيلوسي لتايوان

من جانبه، قال الدكتور ماك شرقاوي المحلل السياسي المتخصص في الشأن الأمريكي، إن زيارة بيلوسي لتايوان تظهر أن أمريكا لن تسمح للصين باقتحام تايوان عسكريا، وأن أمريكا تعمل على وقف سيطرة الصين على بحر الصين بالكامل.

وأوضح شرقاوي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن واشنطن تدعم تايوان بالسلاح بقيمة 640 مليون دولار سنويا وهي دولة لها علم وجيش ورئيسة ولا يجوز معاملتها كما فعلت.

راندي شريفر، الذي شغل منصب كبير مسؤولي السياسة الآسيوية في البنتاجون في إدارة دونالد ترمب، أكد أن التدريبات الصينية السابقة كانت مثل قيادة سيارة جديدة كثيراً بدلاً من إخراجها على الطريق السريع، مضيفاً أن "التقسيم المنسق للجزيرة هو نوع التمرين الذي سيكون أكثر قابلية للتطبيق في حال حدوث ضربة حقيقية".

رد الفعل الصيني على زيارة بيلوسي

ومن جهة أخرى رفضت وزارة الخارجية التايوانية، السبت الماضي، وصف وزير الخارجية الصينية وانج يي، زيارة رئيسة الكونجرس الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، بأنها "تصرف ينتهك سيادة الصين"، مُلقية باللوم على بكين في تصعيد التوترات الإقليمية.

وذكرت الخارجية التايوانية في بيان صحفي نقلته وكالة الأنباء التايوانية الرسمية "سي إن إيه" باللغة الإنجليزية، أن بكين استغلت رحلة بيلوسي إلى تايبيه كحجة لإطلاق مناورات عسكرية خطيرة في المياه القريبة من تايوان.

وأضاف البيان أن حكومة تايوان رحبت بزيارات عدة مسئولين حكوميين ومُشرعين من دول أخرى خلال السنوات الماضية، بما فيهم 7 سناتورات و6 نواب من الكونجرس الأمريكي في وقت سابق من العام الجاري.

ووصف البيان التدريبات العسكرية الصينية بأنها "استفزازية وغير مسئولة"، داعية بكين للتوقف عن "تصعيد التوترات وخلق أزمة بشكل أحادي" في مضيق تايوان.

حيث تواصل الصين مناوراتها اليوم الأحد   حول تايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي. تايوان ردت بإطلاق قنابل مضيئة لتحذير مسيرات حلقت فوق جزر نائية قبالة ساحل بر الصين الرئيسي.".

ودعا البيت الأبيض أمس الأول الجمعة الصين إلى وقف المناورات العسكريّة التي باشرتها منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان، بغية خفض منسوب التوتر في المنطقة

محاكاة للهجوم على تايوان

كانت الصين قد نفذت أكبر مناوراتها العسكرية على الإطلاق حول تايوان، وسط تصاعد التوتر مع الجزيرة ذاتية الحكم، منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الأسبوع الماضي، وحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أجرت الصين تدريبات تحاكي هجوما على تايوان، مؤكدة تحقيق أهدافها في ردع التدخل الأمريكي ومنع أي خطوة نحو استقلال تايوان.

كما أعلنت تايوان رصد طائرات وسفن صينية تنشط في مضيق تايوان، يعتقد أنها تجري محاكاة لضم جزيرة تايوان.

فيما قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها رصدت 66 طائرة تابعة لسلاح الجو الصيني، و14 سفينة حربية صينية تقوم بأنشطة في مضيق تايوان وما حوله، الأحد.