الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب أوكرانيا تذل أوروبا.. القارة العجوز تتذوق حياة الفقر بفعل إجراءات التقشف

أرشيفية
أرشيفية

لجأت العديد من الدول الأوروبية إلى تطبيق إجراءات تقشف غير مسبوقة، من أجل مواجهة أزمة طاقة محتملة، نتيجة نقص إمدادات الغاز القادمة من روسيا، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

واضطر بعض الدول الأوروبية إلى توفير استهلاك الغاز والكهرباء عبر فرض قيود جديدة على الاستهلاك، وفرض غرامات على المخالفين لتلك القيود.

الظلام يغطي ألمانيا

وفقا لقناة "دويتش فيله" الألمانية، بدأ عدد من المدن الألمانية تشكيل خلايا أزمة استعدادا لمواجهة أزمة محتملة في الطاقة، حيث قامت السلطات بإطفاء أنوار معالم المدن وتخفيض الإضاءة بالشوارع بدأت تدابير تخفيض الاستهلاك وتزداد بوضوح الحاجة إلى مستشارين في مجال توفير الطاقة.

وفي مدينة كولونيا الألمانية، التزمت السلطات بإطفاء الأنوار ليلا عن أكثر من 130 مبنى ومعلم داخل المدينة، فضلا عن تعتيم أضواء الشوارع بمقدار النصف بدءًا من الساعة 11 مساءً، حيث توفر المدينة في الإضاءة من أجل تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة، كما هو محدد من قبل الاتحاد الأوروبي.

ولمح وزير الاقتصاد روبرت هابيك، قبل شهرين، بأن ألمانيا بدأت في توفير الطاقة استعدادا لأ.مة محتملة، وأقسم للسكان بأن فصلي الخريف والشتاء قد يكونان أصعب، ووجه نداء قائلا: “تقليل الاستحمام، خفض درجة حرارة التدفئة وعدم استخدام مكيفات الهواء، وأن يكون الاستحمام لمدة خمس دقائق كحد أقصى، ويفضل أن يكون ذلك باستخدام رأس دش موفر للمياه ومن يرغب في شراء واحدة منها، عليه بالتوجه إلى متجر متخصص في بيع الأدوات الصحية أو أن يطلبها عبر الإنترنت”.

إيطاليا والغرامات على استهلاك الطاقة

فرضت الحكومة الإيطالية غرامة تصل إلى 3 آلاف يورو، على تشغيل مكيفات الهواء عند درجة أقل من 27، إذ ألزمت الحكومة تشغيل مكيفات الهواء في المباني الحكومية والتعليمية بعموم البلاد عند هذه الدرجة.

وصرح مسؤول كبير في وزارة التحول البيئي الإيطالية بأن الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة في إيطاليا بدأت تعدل إنتاجها لتوفير الطاقة في الوقت الذي تواجه فيه صعوبات بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة.

ووفقا لوكالة "رويترز"، قال ماسيميليانو أتيلي، الذي يرأس لجنة الوزارة التي تقيم الأثر البيئي للمحطات الجديدة للطاقة المتجددة: "هناك قطاعات صناعية كاملة، صناعة الزجاج والمعلبات، بدأ الترشيد فيها في شكل ترشيد ذاتي وإن كان بصمت".

وأضاف في مؤتمر "لكن هذا لا يخلو من التكاليف والتكاليف الاجتماعية.. لأنه في اللحظة التي يتباطأ فيها الإنتاج يجب أن نفكر في أولئك الذين يعملون في تلك الصناعات".

فرنسا تحظر شاشات العرض الدعائية

وفي فرنسا، حظرت السلطات الفرنسية شاشات العرض الدعائية في الشوارع وطلبت عدم تشغيل مكيفات الهواء وتقليل الإضاءة في المتاجر، من أجل توفير استهلاك الكهرباء.

وأصدرت مدن مثل ليون وبيزانسون وباريس مراسيم بلدية منذ منتصف يوليو الماضي لإغلاق أبواب المتاجر المكيفة تحت طائلة الغرامة بينما شهدت فرنسا موجة حر استثنائية.

تخطط الحكومة لتعميم هذا السلوك على الدولة بأكملها، مع غرامة تصل إلى 750 يورو، لكنها ستركز في البداية على التجار.

أما بالنسبة للإعلانات المضيئة، فإن التنظيم الموجود حالياً يميز بين التجمعات السكانية التي يزيد عدد سكانها عن 800 ألف نسمة وتلك التي تضم عدداً أقل: فالإعلانات المضيئة محظورة بين الساعة الواحدة والسادسة صباحًا في فرنسا في التجمعات التي يقل عدد سكانها عن 800 ألف نسمة. أما في المناطق ذات الكثافة السكانية الأكبر، فيتم الاعتماد على القواعد المحلية لتنظيم الإعلانات إذا وجدت.

ويفرض القانون الحالي أيضًا إطفاء واجهات المتاجر ولافتاتها من الساعة الواحدة صباحًا.

أما إسبانيا، فكانت دعوة رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، للتخلي عن رابطات العنق بحيث لا يكون الجو حارا جدا، وبالتالي التخلي عن استخدام مكيفات الهواء، هي الأكثر جدلا.

وحظرت الحكومة الإسبانية،  تشغيل مكيفات الهواء عند درجة أقل من 27، واضطرت لإطفاء أنوار مبانيها الحكومية عند الساعة 22:00 بالتوقيت المحلي.

بدورها، طالبت الحكومة اليونانية الموظفين قبل مغادرتهم بإطفاء كل الأنوار والأجهزة الكهربائية كافة في أماكن عملهم، وأطلقت برنامجا لاستبدال مكيفات الهواء والثلاجات التي تستهلك الكثير من الطاقة بأجهزة أخرى اقتصادية.