الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجاوز خلافات الماضي واتفاق شراكة متجددة .. ما دلالات زيارة ماكرون إلى الجزائر؟

اتفاق شراكة متجددة
اتفاق شراكة متجددة .. ما دلالات زيارة ماكرون إلى الجزائر؟

خلال زيارته إلى الجزائر، يوقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت،  مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون اتفاق "شراكة متجددة"، في محاولة لإعطاء دفعة للعلاقات وتجاوز الفتور الذي شهدته في الأشهر الأخيرة.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان  إن ماكرون "سيعود إلى الجزائر العاصمة من وهران،..ليوقع مع الرئيس تبون إعلانا مشتركا من أجل شراكة متجددة وملموسة وطموحة".

وأشار ماكرون إلى أنه مع الجزائر "قصة لم تكن قط بسيطة.. لكنها قصة احترام وصداقة ونريدها أن تبقى كذلك، وأجرؤ على القول إنها قصة حب".

وأكد الرئيس الفرنسي خلال زيارته للجزائر، أنه سيعمل على "شراكة جديدة من أجل الشباب ومن خلالهم"، حيث تشمل قبول 8 آلاف طالب جزائري إضافي للدراسة في فرنسا، ليرتفع اجمالي عدد الطلبة الجزائريين المقبولين سنويا إلى 38 ألفا.  

شراكة اقتصادية

قال ماكرون إنه يريد إرساء مشاريع تعاون مع الجزائر في كل المجالات، الاقتصادية والفنية خصوصا السينمائية.

ولفت إلى أن "الطاقة تشكل مشكلة أوروبية في الوقت الراهن وسط حاجة إلى بذل مزيد من الجهد"، موضحا أن الجزائر "ستساعد على زيادة واردات الغاز".

وأوضح أن فرنسا لم تأت لـ"تتسول" الغاز من الجزائر مثلما جاء في بعض التعليقات الإعلامية، لأنها تعتمد بنسبة قليلة على الغاز في احتياجاتها من الطاقة أي نحو 20%.

وتابع الرئيس الفرنسي "لسنا في منافسة مع إيطاليا على الغاز الجزائري"، مشددا على "ضعف أهمية الغاز في مزيج الطاقة" بفرنسا.

وأضاف "لسنا في وضع حيث يمكن للغاز الجزائري أن يغير المعطيات"، مشددا على أن فرنسا "ضمنت احتياجاتها" لفصل الشتاء و"المخزونات في حدود 90%".

على جانب آخر، دعا ماكرون إثر لقائه رواد أعمال جزائريين شباب إلى "هيكلة المشاريع الابتكارية"، موضحا أنه سيكون لبنك الاستثمار العام "بي بي آي فرانس" دور رئيسي في تعزيز مشاريع الجالية الجزائرية.

كما دافع ماكرون عن فكرة تسهيل حصول بعض الفئات من الجزائريين على تأشيرات فرنسية، من أجل المساهمة في ظهور "جيل فرنسي جزائري جديد في الاقتصاد والفنون وغيرها".

تجاوز خلافات الماضي

دعا ماكرون يوم أمس الخميس، إلى تجاوز عقبات الماضي المشترك مع الجزائر، وفتح "صفحة جديدة" في العلاقات.

وقال في مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري إن "الماضي الفرنسي الجزائري مؤلم ومنعنا أحيانا من المضي قدما"، مؤكدا ضرورة "فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية لشبابنا وللمنطقة والقارة الإفريقية".

وتابع الرئيس الفرنسي "نحن لم نختر الماضي.. بل ورثناه كما هو، لكن على عاتقنا مسؤولية المستقبل".

كما أعلن عن تشكيل لجنة فرنسية جزائرية مشتركة من المؤرخين، بهدف دراسة المحفوظات حول الحكم الاستعماري الفرنسي في الجزائر.

ولفت إلى أن هناك "كثيرا من التلاعب والمواقف المتطرفة التي تسعى إلى تعكير العلاقات الفرنسية الجزائرية".

من جهته، أشاد الرئيس عبد المجيد تبون بـ"الديناميكية الإيجابية" في العلاقات بين البلدين.

وأكد تبون أنه "بحث مع نظيره الفرنسي سبل دفع العلاقات مع باريس، تكريسا لمبدأ إقامة شراكة استراتيجية".

كما لفت إلى "عمق العلاقات مع فرنسا، مرورا بملف الذاكرة والتعاون الثنائي والتنسيق بالقضايا الإقليمية".

من ناحية أخرى، اقترح  ماكرون، لعب مباراة كرة قدم ودية بين فرنسا والجزائر، موضحا أنها ستكون أمرا جيدا لتجاوز خلافات الماضي.

ويزور ماكرون  الجزائر في رحلة تستغرق 3 أيام، هدفها "إعادة بناء" العلاقات الثنائية بين البلدين وطي صفحة الخلافات التي لا تزال مثقلة بأعباء الماضي.

وردا على سؤال بشأن إمكانية إقامة مباراة ودية بين منتخبي البلدين، قال ماكرون "أعتقد أنه سيكون شيئا جيدا لتجاوز الماضي".

وأضاف "من الواضح أننا سنتحدث عن ذلك مع الرئيس عبد المجيد تبون وفريقه.. فلست أنا من يقرر، وكذلك سيعتمد الأمر أيضا على ما تسمح به المنافسات الرياضية المقبلة، بالنسبة للبعض، أتمنى لنا ذلك".

وكانت المباراة الأخيرة بين الجزائر وفرنسا، في أكتوبر 2001، وانتهت باقتحام الجماهير الجزائرية للملعب قبل ربع ساعة من صافرة النهاية، حسب وكالة "فرانس برس".

وتابع ماكرون "أعتقد أن الرياضة يجب أن تُصالح.. لهذا السبب سأكون غدا في وهران مع رياضيينا تحسبا لدورة الألعاب الأولمبية 2024 التي تنظم في باريس".

وقال الرئيس الفرنسي إن "الثقافة، كما ذكرت يوم أمس في المؤتمر الصحفي، والرياضة.. هما مجالان يجب أن نكون فيهما معا، لذلك في بعض الأحيان يمكننا التنافس، لكننا نتنافس بطريقة ودية".

وشهدت العلاقات الفرنسية الجزائرية فتورا مؤخرا، بسبب قضية التأشيرات الممنوحة للجزائريين، فضلا عن قضية الذاكرة حول الاستعمار الفرنسي للجزائر.