الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تنسيق الجامعات 2022.. أزمة بين نقابة المهندسين ووزارة التعليم العالي لتدني نسبة القبول .. عدد الخريجين يفوق احتياجات السوق.. وخبراء: مراعاة ربط الدارسين بفرص العمل ضرورة

كلية الهندسة
كلية الهندسة

خبراء: 

نتخطي نسب إعداد الخريجين الهندسين  بثلاثة اضعاف تقريبا

 

يوجد 142 مؤسسة تعليمية هندسية في مصر ويبجب إعادة النظر فى لوائحها

 

 

تفجرت منذ أيام وتحديدا بعد إعلان نتائج تنسيق الجامعات 2022 قضية جديدة وهى تدنى مجموع القبول بكلية الهندسة كما وصفة البعض، تلك الكلية العريقة التى يرغب عدد كبير من الطلاب إلتحاق بها، وأصبحنا نشاهد إنتشارا كبيرا لكليات و معاهد الهندسة حكومية و خاصة وأهلية، الأمر الذى أدى إلى انخفاض مجاميع القبول لتصل نحو ٦٠٪؜ بعد أن كان يقف عند حدود ٨٠٪؜ منذ سنوات قليلة.

أعلن المهندس طارق النبرواي نقيب المهندسين، رفضه التنسيق الذي أعلنته وزارة التعليم العالي بخصوص نسب القبول بالمعاهد الهندسية.

وقال "النبراوي" في منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "انطلاقا من مسئوليتي كنقيب للمهندسين، أرفض التنسيق الذي أعلنته وزارة التعليم العالي بخصوص التعليم الهندسي، حيث بلغت نسبة القبول في بعض المعاهد الهندسية الخاصة نسبة 60%، وهي السياسة التي انتُهجت على مدار سنوات سابقة، و أدت إلى مشكلات التعليم الهندسي في مصر، ومعاناة المهندسين، إذ أصبح عدد الخريجين يفوق احتياجات سوق العمل، فضلًا عن تدني مستوى بعض الخريجين، ما نجم عنه تأثيرًا سلبيًا، ومشكلات جسيمة بينها ارتفاع معدلات البطالة، وتدني الأجور في قطاعات العمل الهندسية بفعل زيادة العرض على الطلب".

وقال الدكتور محمد فتح الله، استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن فى البداية علينا أن نعى وندرك أن مشكلة التعليم الهندسي مشكلة معقدة، وأن مع كثرة وجود كليات خاصة ومعاهد وجامعات تقوم بقبول الطلاب بمجاميع اقل ادي إلى زيادة كبيرة فى إعداد الخريجين وأن سوق العمل ليس بحاجة إلى كل هذة الاعداد فى الوقت الحالي، وأن هذا ما جعلنا نرى ارتفاع نسبة البطالة بين أوساط المهندسين، وانخفاض الدخول والرواتب.

وصرح فتح الله فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أننا لا نقف ضد المعاهد والكليات والجامعات الهندسية الخاصة، بل نطالب فقط بوجود ظوابط لتنظيم العملية التعليمية فى التعليم الهندسي حتى نضمن أن يكون الخريج على درجة كبيرة من التعليم الذى يؤهلة للقيام بدورة الهام فى المجتمع، مشيرآ إلى أن هناك بعض كليات الهندسة قامت بتعديل لوائحها ووضع لوائح جديدة ليصبح تخرج الطالب بعد 3 أو 4 سنوات فقط بدل من  5 سنوات، وهنا يجب أن نقف وان نحاسب لنرى كيف تستطيع الكلية أن تخرج مهندسآ مسئول عن حياة العديد من افراد المجتمع فى خلال 3 سنوات فقط.

واضاف الخبير التربوي، يجب أن يكون هناك إلتزام بقرارات لجنة القطاع الهندسى بالمجلس الأعلى للجامعات ويتم تطبيقها بصرامه كبيرة بدون تهاون، فيما يخص الأعداد وشروط الالتحاق. 

ولفت استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أن القرارات التى اتخذتها التعليم العالي فيما يتعلق بالمعاهد الهندسية الخاصة أو إجراءات اختبارات لخريجى الهندسة خطوة أولى فى مسار طويل سيسير فيه النقابة لترتقى بالمهنة وبالمهندس وبالتعليم الهندسى.

ومن جانبه قال الدكتور أحمد الجيوشى نائب الوزير الأسبق للتربية والتعليم للتعليم الفني والأستاذ بقسم تكنولوجيا السيارات والجرارات بكلية التكنولوجيا والتعليم جامعة حلوان، أننا اذا اردنا أن نعلم مدى فرص المستقبل للمهندسين في الحصول علي فرصة عمل لائقة  خصيصآ ومع ارتفاع إعداد الطلاب الذين يدرسون الهندسة ويتخرجون سنويآ سواء كانوا خريجي خريجي الجامعات الحكومية و المعاهد الخاصة و الاهلية، عمل دراسة عميقة لإعداد المهندسين ومدى حاجة سوق العمل لهم.

واوضح الدكتور الجيوشى، أنه يجب علينا أن نأخذ فى عين الاعتبار معدلات واتجاهات نمو الاقتصاد في المستقبل القريب و المتوسط و البعيد، وتأخذ في اعتبارها ايضا احتياجات اسواق العمل الاقليمية و الدولية و مدي حاجتهم المحتملة لخريجينا.

واشار إلى أن معدلات الخريجين من الكليات و المعاهد الهندسية سنويا من اطقم المهن الهندسية (مهندس+تكنولوجي+فني) الي عدد السكان نجد انها في روسيا تبلغ ٢٠٠٠ لكل مليون مواطن سنويا، وفي أمريكا تبلغ ٧٠٠ لكل مليون مواطن سنويا معظمهم مهندسون وايران ٢٠٠٠ لكل مليون مواطن سنويا والنسبة العامة لمعظم دول العالم هي ١٠٠٠ خريج هندسي لكل مليون مواطن سنويا.

وأكمل أننا فى مصر يبلغ عدد المهندسين سنويا حوالي ٤٠-٥٠ الف مهندس والفنيين الهندسيين نحو ٣٠٠ الف فني اما التكنولوجيين الهندسيين فلم يزد عددهم بعد عن نحو ١٠٠٠ تكنولوجي هندسي علي ذلك ووفقا للمعدلات العالمية فنحن نتخطي النسب بثلاثة اضعاف تقريبا نظرا لضخامة عدد الفنيين الذين يتخرجون سنويا.

وتابع الخبير التربوي أننا أذا سلمنا وقبلنا بتخرج هذا العدد الضخم من الفنيين الهندسيين فما يقابلهم من المهندسين الذين علينا تخريجهم سنويا لا يزيد عن ١٥ الف مهندس ونحتاج معهم لتخريج ٣٠ الف تكنولوجي هندسي سنويا لكي نحافظ علي النسبة ١-٢-٢٠، أما لو سيرنا وفقا للمعدلات العالمية  فلا يجب ان يزيد مجموع الاطقم الهندسية (مهندس و تكنولوجي وفني) عن ١٠٠ الي ٢٠٠ الف سنويا بالنسب التي اشرنا اليها او حتي بتحريكها بينهم زيادة و نقصانا. 

بينما جاء رأء الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أن التعليم الهندسى من المشكلات التى المعقدة، وان هناك الان العديد من كليات ومعاهد وجامعات هندسية فقد بلغت عدد المؤسسات التعليمية الهندسية في مصر 142 مؤسسة، منها 30 كلية هندسة حكومية و15 كلية هندسة خاصة، و62 معهدًا خاصًّا و5 كليات هندسة بالجامعات الأهلية، مشيرًا إلى أن عدد الكليات الهندسية سيزيد 15 كلية بالجامعات الأهلية و10 كليات بالجامعات الخاصة، وهو ما سيزيد من أعداد المقبولين.

وصرح الدكتور شحاتة فى تصريحات خاصة أن لحل تلك الأزمة الواقعة بين وزارة التعليم العالي ونقابة المهندسين فيجب أن تقدم نقابة المهندسين الاعداد المطلوبه والواجب تخرجها وذلك وفقآ لمتطلبات سوق العمل، وأن  تقوم ايضآ بتحديد مواصفات خريج الهندسة، لضمن مستوي الخريج.

واضاف الخبير التربوي، إلى اننا نحتاج إلى تغيير جذري لمنظومة التعليم، وأن التعليم الهندسي يحتاج إلى منظومة تعليمية جديدة، مشيرآ إلى  أن شهادة الثانوية العامة ليست مقياسًا لمهارات وقدرات الطلاب والأفضل أن يتم تطبيق اختبارات قدرات للراغبين فى دخول كليات الهندسة مثل ما يحدث مع الطلاب الراغبين فى دخول كليات الفنون الجميلة والتربية الرياضية والكليات التى تتطلب الدخول إليها اختبار قدرات.

وكانت قد جاءت مطالب المهندس طارق النبرواي نقيب المهندسين تعليقآ على رفضه التنسيق الذي أعلنته وزارة التعليم العالي بخصوص نسب القبول بالمعاهد الهندسية  كالتالي:

أولاً: بخصوص القبول بالجامعات والمعاهد الهندسية الخاصة، ألا يزيد الفارق في تنسيق القبول بين التعليم الحكومي والخاص عن 5%.

ثانيا : ألا يزيد أعداد الطلاب المقبولين بالتعليم الهندسي هذا العام عن 25 ألف طالب، وهو ما تم الاتفاق عليه مع وزير التعليم العالي د. أيمن عاشور، خلال لقائه منذ أيام، بحضور دكتور مهندس حسام رزق، وكيل أول نقابة المهندسين.

ثالثا : ضرورة اجتياز طلاب التعليم الفني لاختبار شهادة المعادلة، ولا يحق لمن لا يحصل على شهادة المعادلة الالتحاق بالتعليم الهندسي، ويتم توجيه طلاب التعليم الفني الباقين لتنسيق قبول الجامعات التكنولوجية.

وتابع: "وبدوري، سأسعى مع كافة الجهات والتجمعات الهندسية، لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ هذه السياسات".

جدير بالذكر انه قد التقى، المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، الدكتور محمد أيمن عاشور- وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بحضور الدكتور مهندس حسام رزق– وكيل أول نقابة المهندسين.

يأتي اللقاء في إطار بحث عدد من الملفات المهنية والهندسية المهمة والعاجلة، وعلى رأسها قضية التعليم الهندسي، والمعاهد الهندسية الخاصة، حيث تم استعراض عدد من مطالب نقابة المهندسين في هذا الصدد، على رأسها ألا تتجاوز أعداد الطلاب المقبولين بالتعليم الهندسي هذا العام 25 ألف طالب، وهو ما يعادل نسبة 5% من الناجحين في الثانوية العامة.

وبدوره أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. أيمن عاشور، أن أعداد المقبولين هذا العام في التعليم الهندسي ستكون بالفعل في حدود 25 ألف طالب، سواء خاص أو حكومي، مشيرًا إلى  أن السماح للطلاب الحاصلين على مجموع 60% بالتقديم في تنسيق التعليم الهندسي، لا يعني بالضرورة قبولهم.

من جهته، شدد "النبراوي" على ضرورة اجتياز طلاب التعليم الفني لاختبار شهادة المعادلة، الذي يتم حاليًا في أربعة مراكز تابعة لجامعات حكومية، ولا يحق لمن لا يحصل على شهادة المعادلة الالتحاق بالتعليم الهندسي.

بدوره وعد "عاشور"، بمراجعة هذا البند مع الإدارات المختصة في وزارة التعليم العالي.