الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الناتو يدخل في أوكرانيا.. الأزمة تتفاقم بين أوروبا وروسيا| كيف ترد موسكو؟

حلف الناتو
حلف الناتو

مازالت الأزمة الروسية الأوكرانية تتفاقم بمرور الأيام وتشتعل بين الجارتين، بل تتسع قاعدتها لتشمل الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة ضد روسيا وسط مخاوف من تفاقم الأزمة في الأيام القادمة والانتقال إلى حرب مباشرة بين موسكو والدول الغربية.

وفي خطوة من شأنها إشعال الموقف في القاهرة الأوروبية، قال تقرير لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن ظهور قوات الناتو على أراضي أوكرانيا قد يؤدي إلى اندلاع حرب نووية. 

تدخل الناتو في أوكرانيا

وحسب المجلة الأمريكية، فإن ظهور قوات الناتو جوا وبرا وفي البحر الأسود بالقرب من أوكرانيا أمر مختلف تماما.

وتابعت: "قد تدفع هذه الإجراءات روسيا إلى اتخاذ إجراءات تؤدي إلى مقتل أو إصابة أفراد عسكريين في الحلف. وبالتالي سيؤدي ذلك إلى رد حلف شمال الأطلسي، مما قد يفضي إلى تزايد بدائرة التصعيد والتي قد تؤدي، في أسوأ الأحوال، إلى صراع نووي".

ودعا مراقبون إلى تجنب هذا السيناريو بأي ثمن، مشيرين إلى تنامي مشاركة الغرب في الصراع بأوكرانيا.

وفي وقت سابق، قال السيناتور الأمريكي السابق، ريتشارد بلاك، إن وجود حلف شمال الأطلسي "الناتو" أحد المآسي الكبرى للحضارة الغربية بأكملها، متابعا: "أعتقد أن إحدى المآسي العظيمة للحضارة الغربية هي وجود حلف الناتو". 

وأضاف: "لفترة معينة في الماضي، كان الناتو قوة ايجابية، لكنه تحول الآن إلى عنصر يزعزع الاستقرار في العلاقات الدولية".

كما وصف السيناتور الأمريكي السابق، التوسع الإضافي لحلف الناتو من خلال انضمام فنلندا والسويد بأنه رهيب.

أمريكا لن تسمع بمحادثات سلام

كما قال بلاك، إن أمريكا لن تسمح لـ أوكرانيا ببدء محادثات السلام حتى انتخابات الكونجرس النصفية في نوفمبر 2022.

وقال: "أمريكا بالتأكيد لن تسمح بأي مفاوضات لتحقيق السلام في الوقت الحالي".

وفقًا لبلاك، فإن تغطية الأحداث في أوكرانيا في وسائل الإعلام الأمريكية لا تسمح للمجتمع بتشكيل صورة موضوعية للوضع الحالي.

وقال: "الأمريكيون لا يعرفون أن أوكرانيا تخسر عمليات عسكرية. هناك مجموعة صغيرة نوعا ما من الناس الذين يفهمون الوضع الحقيقي".

وأضاف أن الناتو يريدك أن تصدق أن الأعمال العدائية بدأت في فبراير من هذا العام. لكنها لم تبدأ في ذلك الوقت، ولكن تم التخطيط لها قبل عام 2014. وهذا نتيجة للأعمال المتهورة لـ باراك أوباما، حيث طالب الرئيس أوباما باتخاذ إجراءات أكثر عدوانية من قبل أمريكا في أوكرانيا”.

توسع نطاق الحرب

حذر رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، من حقيقة المعلومات المتداولة والتي تفيد بظهور قوات لحلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية، لأن هذا يعني توسع نطاق الحرب التي قد تتحول إلى حرب عالمية ثالثة أو حرب نووية نتيجة حجم التهديد الذي يمثله الناتو لـ روسيا.

وشكك إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، في صحة الأنباء أو المعلومات المتداولة حول ظهور قوات الناتو على الأراضي الأوكرانية لأن أغلب الدول الأعضاء في الحلف من الاتحاد الأوروبي، وهو ما لا تقبله الحكومات أو الشعوب الأوروبية التي تعاني من تبعات هذه الحرب الاقتصادية، كما أنها إذا صح فإن نطاق العمليات سيتوسع ما قد يهدد سيادة الأراضي.

وتابع: أن الدول الأوروبية لن تسمح بهذا لأن الحرب في أوكرانيا أساسا تديرها قوات بريطانية وأمريكية استطاعت تحقيق مكاسب كبيرة على حساب القوات الروسية، وهذا يؤكد أنه ليس هناك حاجة لتدخل قوات الناتو مباشرة، كما أن أوكرانيا ليست دولة عضو في الحلف ليتدخل ويدافع عنها.

الرد الروسي على تدخل الناتو

ولفت إبراهيم، إلى أن روسيا لن تسمح بهذا وقد تلجأ إلى استخدام كافة الوسائل الممكنة بما فيها الأسلحة النووية، وهي لها تبعات لا يتحملها العالم ولن ترضى بها الشعوب التي قد تثور على الحكومات الموجودة.

وقال الباحث في الشؤون الدولية، إن نطاق الحرب قد يتوسع أيضا ليشمل مناطق في شرق آسيا وقد تستغل الصين الفرصة لشن عملية عسكرية ضد تايوان وضمها بشكل رسمي، وقد تدخل أيضا كوريا الشمالية على الخط.

وأكد رامي إبراهيم، أن توسع نطاق الحرب أكثر من ذلك يعني تفاقم التداعيات الاقتصادية وتهديد إمدادات الغذاء وانتشار الجوع في العديد من بلدان العالم التي تعتمد بنسبة كبيرة على الاستيراد لتوفير الغذاء.