الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيضانات جديدة تدمر باكستان.. محاولات صعبة للسيطرة على أكبر بحيرة في البلاد

بحيرة مانشار
بحيرة مانشار

تكافح السلطات في باكستان لمنع أكبر بحيرة لديها من تزايد مستوى المياه بها وغمر ضفافها بعد فشل محاولة أخيرة لتجفيفها.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، ارتفع منسوب المياه في بحيرة مانشار، بإقليم السند، إلى مستويات عالية بشكل خطير بعد أيام من الرياح والأمطار الموسمية القياسية التي غمرت ثلث باكستان.

وأدت ثلاث محاولات فاشلة لتجفيف البحيرة خشية امتلاء ضفافها، إلى نزوح 100 ألف شخص، لكن لا يزال من الممكن أن تفيض ماؤها، حيث تتسابق فرق الإنقاذ لإجلاء المزيد من الأشخاص الذين لا يزالون عرضة لخطر الغرق.

وقالت إدارة الكوارث الوطنية في باكستان، إن الفيضانات في البلاد أثرت على حوالي 33 مليون شخص وقتلت 1314 شخصًا على الأقل، من بينهم 458 طفلاً.

وتشير التقديرات إلى أن الفيضانات تسببت في أضرار لا تقل عن 10 مليارات دولار.

ينتج إقليم السند نصف إمدادات الغذاء في البلاد، مما يؤدي إلى تفاقم المخاوف من أن يواجه الكثيرون نقصًا خطيرًا في الغذاء في بلد يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية.

والأحد الماضي، اخترق المسؤولون بحيرة مانشار بعد أن أغرقت بلدتين ريفيتين، على أمل خفض منسوب المياه بها ووقف غرق مناطق أكثر كثافة سكانية.

وأثرت هذه الخطوة على ما يقدر بنحو 400 قرية - ما مجموعه 135000 شخص، حيث إن البحيرة تمتد على منطقتين هما دادو وجامشورو، وكلاهما موطن لمئات الآلاف من الناس وحوالي 80 ٪ من المنطقة تحت الماء.

لم يرغب البعض في مغادرة منازلهم أو مواشيهم، حيث إن المكان هو شريان حياة للكثيرين في المجتمعات الريفية، وهناك أماكن قليلة يمكنهم الذهاب إليها.

كما تم إحضار الجيش للمساعدة في عمليات الإجلاء، لكن معظم السكان المحليين يأتون لمساعدة بعضهم البعض.

فيما يعاني العديد من النازحين على جانب الطريق من عدم توافر المأوى والطعام ومياه الشرب النظيفة.

أسوأ الكوارث الطبيعية

وتواجه باكستان واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ منذ سنوات، حيث تسببت الأمطار الغزيرة وذوبان الأنهار الجليدية في الجبال الشمالية للبلاد في فيضانات مدمرة، وغمرت ما يقرب من ثلث أراضيها تحت الماء.

في غضون ذلك، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن المزيد من الأطفال معرضون لخطر الموت من المرض في باكستان بسبب نقص المياه النظيفة.

كما سلطت الكارثة الضوء على التفاوت الصارخ بين البلدان التي تعد أكبر مساهم في تغير المناخ والبلدان التي تتحمل العبء الأكبر من تأثيره. 

وتنتج باكستان أقل من 1 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، لكن جغرافيتها تجعلها شديدة التأثر بتغير المناخ.