الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكاسب والخاسر فى الحرب

عبد المعطي أحمد
عبد المعطي أحمد

هل تحارب أمريكا وحلفاؤها روسيا والصين؟ أم يحاربون العالم؟ هل الحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا فقط أم حرب بين روسيا وأوكرانيا بالوكالة عن الغرب الذى يقف خلفها باعتبارها التى يتم إعدادها منذ فترة مع العديد من الكيانات الأخرى؟

وبعيدا عن الدعاية، وحتى يكون الكلام محددا، تعالوا نرى ونبدأ بالمواطن البسيط الذى وجد نفسه يدفع فاتورة هذا الصراع.

مثلا من المسئول عن موجة الغلاء التى تسود العالم كله الآن بعد اندلاع الحرب؟

لقد قامت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو وبكين، والرد أيضا كان قاسيا منهما تجاه تلك العقوبات، والعالم الثالث يدفع الفاتورة مرتين: الأولى من أثر العقوبات، والثانية أن الغرب بتحكمه واستيلائه على موارد ومقدرات العالم الثالث يعوض خسائره فى حربه الاقتصادية.

تعالوا نرى ونسأل:هل تأثر المواطن الأمريكى والأوروبى بهذا الصراع؟ أو على الأقل هل كان تأثره مثل تأثر المواطن العربى أو مواطنى العالم الثالث؟

باستعراض كل مراحل الصراع والحروب كان الخاسر الوحيد هو العالم الثالث، والكاسب هو الغرب وحلفاؤه، وطبعا يتم توزيع الفتات هنا وهناك.

مثلا فى الحرب الروسية الأوكرانية والارتفاع الجنونى فى أسعار البترول، الكاسب الأكبر هو الأمريكان الذين يملكون أكبر احتياطى نفطى، فضلا عن مصادر الطاقة المختلفة والفتات كان لبعض دولنا العربية أو الشرقية.

نعم معظم الأزمات يتم تصنيعها بدقة، ويتم تصديرها لنا تحت شعار ودعوات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهى شعارات وقيم إنسانية راقية، لكنها الحق الذى يراد به باطل، فما تم الكشف عنه بوضوح مؤخرا فى عملية أزمة أوكرانيا وجود أكثر من 200 مختبر بيولوجى فى أوكرانيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابقة، أى تحيط بروسيا كعدو محتمل، بالاضافة إلى العديد من دول العالم الأخرى التى تتوسط بؤر الصراع فى العالم مثل أفغانستان وغيرها كانت بمثابة إسقاط ورقة التوت عن الغرب، ففى هذه المختبرات يختبر علماء الفيروسات أحدث ما ينتجونه على مجموعات جينية محددة على البشر والحيوانات والنباتات، ووصفت بعض المصادر تحول أوكرانيا إلى قنبلة بيولوجية بالنسبة للبلدان المجاورة!

الكارثة مستمرة، وتتكشف بإعلان بيل جيتس أن الوباء القادم هو الجدرى، فقد أكدت بعض التقارير الاستخبارية أن عينات فيروس الجدرى نقلت سرا إلى أحد المختبرات فى "خاركوف"عبر حاويات خاصة.

وكشف علماء الأحياء الدقيقة فى تقرير صدر مؤخرا عن نتائج ناجحة من تخليق بنية فريدة من جينوم فيروس الجدرى يمكن أن تتنكر فى شكل فيروس كورونا.

ترى ماذا يفعل العالم فى هذه الحروب التى تمهد لفنائه؟

• "أمنيتى أن أعيش وحدى فى جزيرة مهجورة لا أتكلم مع أحد، ولا أسمع صوت أحد" هذا ما قاله صديقى بعصبية.

قلت له: لا أصدقك، فأنت لن تسعد بحياتك لو عشت لنفسك فقط، واهتممت بنفسك فقط.

الحياة بدون ناس أشبه بالسجن الانفرادى، تشعر فيه بالاختناق، وتحس ببرودة الحياة، وتعذبك الوحدة المريرة.

لقد عرفت قبلك من قرر أن يعتزل الحياة، وكان أشقى الأشقياء، ولما حاول أن يعود للناس مرة أخرى لم يجد له مكانا بينهم!

إذا غدر بك إنسان، فلا تكره كل الناس، ولا ترى الخيانة فى كل تصرفاتهم.

لو دققت النظر حولك سوف تجد ملايين من الناس تحمل فى أيديها الرياحين والزهور، وإذا سمعت كلمة سيئة فلا تغلق أذنيك فإنك من الممكن أن تسمع أحلى الكلام بعد ثوانٍ معدودة، فالشر قليل فى هذه الدنيا والخير كثير كثير.

حاول أن تكون صبورا واتعب نفسك قليلا لتبحث عن الناحية الطيبة فى الإنسان ستجدها، وتدخل من خلالها إلى قلبه الأسود.

كان والدى يقول: لا أكره الأشرار، بل أرثي لهم، أعرف أنهم يكرهون الناس، وفى الوقت نفسه يكرهون أنفسهم، يرون صورتهم الشريرة فى وجوه كل الناس، فيحسون أنهم على شاكلتهم: حاقدون، أنانيون، نصابون، يرون أنفسهم فى مرآة الناس دون أن يعترفوا أنها صورتهم الحقيقية، وإذا نظروا إلى إنسان بحثوا عن عيوبه ونقائصه قبل أن يبحثوا عن فضائله ومزاياه.

الطيبون أغلبية، والأشرار أقلية، فلا تذكر الشوك وتنسى الورود!

• "ليس الغنى بكثرة ما نملك، إنما الغنى بكثرة ما نستغنى عنه"، هكذا قال الحكيم اليونانى القديم ديوجينيسى، داعيا إلى ثقافة الاستغناء وترشيد الاستهلاك حتى يغيب عن أذهان كثير من الناس أن الغنى الحقيقى ليس بامتلاك الشىء إنما هو بالاستغناء عنه! وتأكيدا على هذا المعنى العظيم يقول الأديب الكبير الراحل مصطفى صادق الرافعى: "لا تقدر ثروات الإنسان بأمواله ومستغلاته، بل بعدد الأشياء التى يستطيع أن يعيش وهو غير محتاج إليها".

• علمتنى الحياة أن العتاب هو دليل المحبة، أما الصمت فهو بداية نهايتها، فلا تحزن من شخص يعاتبك لأنه أحبك بصدق، لكن احزن عندما يقرر الصمت.