الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المصري اقترح تفجيراً نووياً..أسرار تنشر لأول مرة عن خطة القاعدة لهجمات 11/9

صدى البلد

بالتزامن مع الذكرى الـ21 لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 11/9 أصدر تنظيم القاعدة الإرهابي كتاباً لواحد من كبار قادته، وهو أبو محمد المصري، الذي لعب دورا كبيرا في التفجيرات التي أسفرت عن أكثر من 3 آلاف قتيل، واقترح أن تستخدم فيها أسلحة نووية.

يكشف كتاب تنظيم القاعدة لـ أسيببو محمد المصري بعنوان "عمليات 11 سبتمبر بين الحقيقة والتشكيك"، فكرة الهجمات، والتخطيط لها، واختيار منفذيها، وكيفية تدريبهم على خطف الطائرات المدنية واصطدامها بالأهداف المحدد الوصول إليها بشكل مفصل. بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

وعلى الرغم من أن المصري يُقر بأن خالد شيخ محمد، المعتقل حالياً في جوانتانامو بكوبا، الذي يوصف بأنه "العقل المدبر" للهجمات، لعب دوراً أساسياً في الاعتداءات الإرهابية، وبأنه طرح أكثر من مرة على زعيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، فكرة خطف 10 طائرات دفعة واحدة، إلا أنه يكشف أن "القاعدة" ناقشت الفكرة بعدما سمعتها من طيار مصري عرض نفسه للقيام بها، قبل سنوات من طرحها من خالد شيخ على بن لادن.

ولم يشر تنظيم القاعدة في الكتاب إلى ما إذا كان أبو محمد المصري حياً أم ميتاً، متجنبة التقارير الأمريكية التي قالت إن الاستخبارات الإسرائيلية اغتالته في العاصمة الإيرانية طهران عام 2020، وذلك على الرغم من أن المصري مطلوب من قبل الولايات المتحدة بتهمة تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام عام 1998.

وانتشرت قبل أيام صورة لأبو محمد المصري إلى جانب سيف العدل وأبو الخير المصري، وكلاهما من قادة القاعدة الكبار، في مكان عام بطهران. وأكدت الاستخبارات الأمريكية صحة الصورة، مشيرة إلى أنها التُقطت عام 2012، وقُتل أبو الخير بضربة أميركية في سوريا لاحقاً، فيما لا يُعرف هل لا يزال سيف العدل مقيماً في إيران أم لا.

كيف خططت القاعدة لـ11/9

يوضح أبو محمد المصري في الكتاب أن تنظيم "القاعدة" كان يخطط منذ انتقاله إلى أفغانستان عام 1996، لـ"ضربة نوعية للمصالح الأمريكية يستطيع من خلالها جر الولايات المتحدة الأمريكية لحرب استنزاف طويلة المدى". وبعدما جادل بنجاح استراتيجية "استنزاف" الأمريكيين، قال:"إذا وضعنا في الاعتبار المخزون الهائل من الأسلحة النووية داخل الأراضي الأميركية، وهو نقطة ضعف كبيرة إذا استطاعت الجماعات (الجهادية) الوصول إليه، وتجريب جزء منه على الأراضي الأمريكية، بحيث يجعل من أمريكا أرضاً غير صالحة للعيش، وهذا أمر ليس بالبعيد، لكن بحاجة إلى إعمال الفكر في كيفية الوصول إلى هذا المخزون الاستراتيجي للمجاهدين".

وأوضح فكرته قائلاً:"الجيش الأمريكي به عناصر من الجالية المسلمة وكذلك من الأفارقة الذين يشعرون بالمهانة والذلة من تصرفات البيض العنصريين التي لا تتوقف، ومن خلال الاستفادة من هذه النفوس المشحونة يمكننا الوصول للهدف والاستفادة من ضربة نوعية في الصميم، هذا بجانب سعي الجماعات الجهادية للحصول على السلاح النووي التكتيكي لتجريبه فوق الأراضي الأمريكية، أو الاصطدام بطائرة محملة بآلاف الجالونات من الوقود القابل للاشتعال بمبنى مفاعل نووي على الأراضي الأمريكية ليذوق الشعب الأمريكي ما ذاقه الآخرون".

أفغانستان منصة الإرهابيين

وبالعودة إلى تفاصيل فكرة هجمات 11 سبتمبر، قال إن مدينة بيشاور الباكستانية كانت في ثمانينات القرن الماضي (بين 1983 - 1990) محل استقطاب للمشاركين في الجهاد الأفغاني" ضد الاتحاد السوفيتي، وقال المصري:"استقبلت مضافات المجاهدين في بيشاور أحد الطيارين المصريين، وكان للرجل عمر طويل في مجال الطيران، حيث تنقل بين شركات الطيران العالمية كقائد محترف، وسافر إلى دول وقارات شتى، وكان منها أميركا الشمالية، وكان الرجل - كما يقول هو - بعيداً كل البعد عن أحكام الإسلام التي غابت عنه نتيجة الوسط الأخلاقي المتدني المحيط به، وكان يرى أن عمره مضى دون أن يقدم شيئاً لدينه وأمته".

وتابع أن هذا الطيار قال في لقاء جمعه بأبي عبيدة البنشيري، المسؤول العسكري لتنظيم "القاعدة" ونائب أسامة بن لادن، إنه "يعرض نفسه لعملية ضد المصالح الأمريكية... وكانت الفكرة هي قيادته لطائرته المدنية المحملة بآلاف الجالونات من المواد القابلة للاشتعال السريع، واصطدامه بأحد المباني الأمريكية المهمة والرمزية".

وأضاف:"استمع الشيخ أبو عبيدة للفكرة بإنصات واهتمام شديدين، إلا أنها لم تدخل ضمن النطاق العملي بسبب تدافع الأولويات حينها (...) وظلت الفكرة نظرية قابلة للتطبيق إذا تهيأت الظروف لذلك، وقد تحملتُ هذه الرواية من الشيخ أبي حفص الكومندان صبحي أبو ستة، ومن الشيخ أبي الخير المصري، وهما من أقرب الناس للشيخ أبي عبيدة البنشيري ورفاقه في المعسكرات والجبهات لسنوات عديدة".

وأكمل أبو محمد المصري:"بعد الانتقال إلى السودان، ووجود مكان آمن يمكن أن ننطلق منه للقيام بعمليات خاصة تستهدف المصالح الأمريكية، تمت مناقشة الفكرة في محاولة من قادة التنظيم لتطويرها (...) وظلت الفكرة تتردد على ذهن القادة من حين لآخر، إلا أن الأرض السودانية لا تتحمل مثل هذه العمليات، وعندما قرر الشيخ بن لادن شراء طائرة خاصة - بعد نُصح بعض المقربين إليه - رأى من الضروري وجود طيار تابع للتنظيم لقيادة الطائرة، ثم تطورت الفكرة لإعداد عدد من الطيارين علهم يكونون نواة عمل للفكرة السابقة".

وقال:"وبالفعل تم اختيار الأخوين حسين خرستو المغربي والأخ إيهاب علي للالتحاق بإحدى مدارس الطيران، فالتحق حسين بمدرسة للطيران في كينيا (نيروبي)، والآخر بمدرسة للطيران في أمريكا، وفي الحقيقة لم يكن الاثنان على علم بما تفكر به القيادة سوى رغبتها في إعداد كوادر لقيادة طائرة بن لادن الخاصة. أما الفكرة القديمة فقد أخذت أبعاداً أخرى عندما جاءنا أحد الإخوة لطلب دعم التنظيم لأعماله ضد المصالح الأمريكية، وهذا الأخ هو مختار البلوشي (خالد شيخ محمد)، وكان مشروعه هو خطف عدد من الطائرات الأمريكية وتدميرها في الجو إذا لم تستجب الحكومة الأمريكية لطلبات المجاهدين بالإفراج عن المأسورين، على رأسهم الشيخ (المجاهد) عمر عبد الرحمن - رحمه الله - وكان التنظيم يرى أن الساحة السودانية لا تسمح بمثل هذه الأعمال، ولا تتحمل تبعاتها الدولية والإقليمية، إلا أن تنظيم (القاعدة) بدأ في خطوات عملية باتجاه العمليات الخاصة".

اختيار الأهداف

شرح أبو محمود المصري أن فكرة خطف الطائرات استمرت محور مناقشات بعد انتقال "القاعدة" إلى أفغانستان، عقب رحيل التنظيم من السودان. وأوضح أن خالد شيخ محمد كان متحمساً للفكرة، خصوصاً أنه نجح مع مجموعة تتبع له في إدخال متفجرات سائلة على طائرات أميركية في الفلبين في ما عُرف بـ"عمليات مانيلا"، وكان يرى إمكان إعادة الكَرّة. وزاد:"ترفض القيادة الفكرة، لكنها أرادت تطويرها، بحيث يمكن أن تكون هذه الطائرات سلاحاً لتدمير عدد من المباني ذات الرمزية داخل أميركا، وحتى يتم ذلك لا بد أن يقود الطائرات طيارون تابعون لنا".

وتحدث عن "جلسات خاصة" تتناول كيفية توفير عدد من الطيارين للقيام بالمهمة، مع مناقشة الأهداف التي يمكن اختيارها واستهدافها، وكان "التركيز على الأهداف ذات القيمة الاقتصادية والرمزية السياسية والعسكرية، فتم ترشيح عدة أهداف منها: برجا التجارة العالمية، البيت الأبيض، ومبنى الكونجرس، ومبنى البنتاجون، مع استهداف مبنى ذات قيمة اقتصادية كبورصة شيكاغو على سبيل المثال".

وأشار إلى أن بعض الأفكار التي نوقشت "كانت رائعة من الناحية النظرية، لكن إمكان تنفيذها على أرض الواقع بحاجة إلى مجهود لوجيستي وأمني ضخم جداً، بالإضافة إلى النواحي المادية الباهظة التكاليف. فعلى سبيل المثال نوقشت فكرة تفخيخ سفينة تجارية كبيرة تحمل آلاف الأطنان من المواد المتفجرة شديدة الانفجار، والتوجه بها إلى أحد الموانئ الأميركية الرئيسية وتفجيرها على رصيف الميناء لإحداث انفجار بقوة قنبلة ذرية تتسبب في خسائر مادية لا حدود لها".