الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطر كبير يقترب.. ماذا يحدث في لبنان ؟

صدى البلد

تدخل معظم المناطق اللبنانية خلال الأيام والأسابيع المقبلة، في دائرة "الخطر الشديد" نتيجة الظروف المناخية المؤاتية في هذه المرحلة من العام، لاندلاع الحرائق وتمددها وتحولها إلى كوارث بيئية كالتي شهدتها البلاد خلال الأعوام الثلاث الماضية.

هذا الخطر استدعى بياناً من وزارة البيئة اللبنانية حذرت فيه من معاودة ارتفاع مؤشر خطر اندلاع الحرائق في الأيام المقبلة، اعتماداً على ما يظهره نظام "مختبر الحرائق" التابع لجامعة "البلمند" والذي يقيس الأحوال الجوية مع اتجاه الرياح ودرجات الحرارة فضلا عن نسب الجفاف، وعليه تم تصنيف مناطق واسعة في محافظات عكار والبقاع وجبل لبنان والجنوب والنبطية ضمن دائرة الخطر.

ونبهت الوزارة من حرق المخلفات الزراعية واستعمال أي مصدر للنار "يزيد من خطر حدوث حرائق كارثية لا يمكن السيطرة عليها بسهولة"، طالبة من السلطات المحلية وقوى الأمن تطبيق القوانين وخاصة قانون الغابات الذي يحظر إضرام وإشعال النيران في كافة المناطق اللبنانية التي فيها أحراج، أعشاب، نباتات، محميات طبيعية قابلة للاشتعال، خلال موسم الحرائق الممتد من 1 يوليو حتى 31 أكتوبر، "للحؤول دون اندلاع الحرائق وتشكيل خطر على سلامة وحياة المواطنين وممتلكاتهم ومنعا لأي خسائر بيئية في ثروة لبنان الطبيعية".

مرحلة "حرجة جدا"
الوزارة حثت المواطنين على التنبه من خطر اندلاع النيران، والإبلاغ الفوري عن مخاطر حدوث أي حريق للدفاع المدني، وذلك ضمن الجهود المبذولة لمواجهة موسم حرائق الغابات وخاصة في الأسابيع المقبلة التي قد تكون "حرجة جدا" وفق وصف وزارة البيئة.

هذه الجهود تأتي بعد 3 سنوات كارثية مرت على لبنان منذ العام 2019، حيث خسر نحو 12 ألف هكتار من ثروته الحرجية، وهي مساحة كبيرة قياساً إلى مساحة لبنان الصغيرة والمساحات الخضراء فيه الآخذة بالتقلص.


ويبلغ معدل مساحة الأراضي الخضراء التي يخسرها لبنان سنويا بنحو 1000 هكتار (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع)، لكن السنوات الماضية تجاوزت خسائر الحرائق المعدل السنوي، حيث سجل العام 2019 خسارة 3000 هكتار، أي 3 أضعاف المعدل السنوي، أما العام 2020 فقد سجل خسارة 7000 هكتار.

ويخشى المعنيون أن يتكرر هذا الموسم سيناريو العام الماضي، الذي سجل بدوره أرقاماً قياسية لناحية الخسائر في الغابات، حيث اندلع أكثر من 90 حريقاً خلال 48 ساعة في معظم المناطق والمحافظات اللبنانية، من بينها أكبر حريق في تاريخ لبنان سجل في غابات منطقة القبيات شمال البلاد، حيث استمر لأيام متتالية ووصل إلى الحدود السورية قاضياً على آلاف الهكتارات.

وأدت حرائق العام الماضي إلى خسائر فادحة قدرت بـ 360 مليون متر مربع، تشكل نحو 10 في المئة من المساحات الخضراء في لبنان البالغة نحو 3660 مليون متر مربع، وتمثل 35 في المئة من مساحة لبنان.

وأدت الحرائق الكارثية في الأعوام الماضية، إلى خسارة لبنان مساحات كبيرة من الأشجار المعمرة كالصنوبر والزيتون واللزاب والسنديان والشوح التي يصعب إعادة انباتها وتعويض الخسائر فيها لكون نموها يتطلب عشرات السنوات من العناية الخاصة، لاسيما وان الحرائق لا تقتصر أضرارها على الشجر وحسب، بل أيضا تؤثر على نوعية التربة وتجعلها اكثر هشاشة نتيجة الحرارة، كما تفقدها التنوع البكتيري وتقتل الحشرات اللازمة للتربة، ما يجعلها أقرب إلى مرحلة التصحر، فضلاً عن خسارة أعداد كبيرة من الحيوانات والطيور التي تعيش في تلك الغابات.

وتظهر البيانات الدورية للمديرية العامة للدفاع المدني، حجم الحرائق التي يسجلها لبنان في مدى زمني قصير (24 – 48 ساعة)، وفي آخر بيان للدفاع المدني فقد سجل 35 حريق في 24 ساعة، فيما البيان السابق كان قد سجل 40 حريقاً.