الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المعادلة تتبدل على جبهة خاركيف.. هل بدأ ميزان الحرب في أوكرانيا يميل ضد روسيا؟

الجيش الروسي في أوكرانيا
الجيش الروسي في أوكرانيا

شهدت معارك الحرب بين روسيا وأوكرانيا تحولا جذريا هذا الأسبوع، مع انسحاب القوات الروسية من بعض مواقعها الرئيسية شمال شرقي أوكرانيا على جبهة منطقة خاركيف، وتقدم القوات الأوكرانية لاحتلال هذها لمواقع وتسجيل انتصارات نوعية هي الأولى من نوعها منذ اشتعال الحرب في 24 فبراير الماضي.

الانسحاب من خاركيف.. سمعة الجيش الروسي على المحك

وعلقت قناة "سي إن إن" الأمريكية على هذا التحول الكبير بالقول إن ما تبقى من الستار الذي كان يحفظ للجيش الروسي سمعته وهيبته قد انزاح.

وأضافت القناة أن انسحابات القوات الروسية من محيط خاركيف، التي سوغتها وسائل إعلام روسية بوصفها "إعادة تجميع للقوات"، بل ولم تجرؤ بعض وسائل الإعلام الروسية على تغطيتها أصلا، بمثابة تحول أكبر حتى من فشل القوات الروسية في اجتياح العاصمة الأوكرانية كييف قبل أشهر.

لقد ظلت القوات الروسية ثابته في مواقعها على جبهة خاركيف تدافع عنها بثبات لعدة أشهر، أما الأن فقد انسحبت إلى مسافة قصيرة للغاية من الحدود الروسية، تقطعها السيارة في بعض المواقع خلال دقائق معدودة.

يكشف عجز روسيا عن الاحتفاظ بمواقع شديدة القرب من حدودها عن الوضع الحقيقي لسلسلة إمداد الجيش الروسي وقدراته الفعلية في حرب كانت تعتقد روسيا أنها قادرة على حسمها خلال 72 ساعة.

ولا يبدو حتى أن القوات الروسية نفذت انسحاباتها من جبهة خاركيف بشكل منظم ومنضبط، إذ تركت وراءها أعداد كبيرة من المركبات الناقلة والمدرعة وكميات ضخمة من الذخيرة.

وربما كانت بعض الوحدات الروسية قد بقيت في جبهة خاركيف لمشاغلة القوات الأوكرانية، لكن هذا لن يغطي بأي حال على الصورة الأكبر، التي يتبدى فيها بوضوح أن طبيعة وحجم المعارك على الخطوط الأمامية قد تبدل جوهريًا.

وتابعت "سي إن إن" أن الجيش الروسي توسع في التجنيد الإجباري، بل وشرع في إخراج المحكومين الجنائيين من السجون والزج بهم في الحرب لتعويض الخسائر البشرية من الجنود والضباط في صفوفه، أما القوات الأوكرانية من جانبها فتركز ضرباتها على طرق الإمداد الرئيسية للجيش الروسي وتستهدف الوحدات الروسية الأكثر إنهاكًا والتي تعاني من خسائر أكبر.

تهديد القرم عصب روسيا الحساس في أوكرانيا

وما لم يسارع الجيش الروسي إلى تجميع شتاته وتعزيز مواقعه الباقية ومحاولة استعادة ما خسره من الأراضي الأوكرانية، فسيصبح موقفه في قواعده الرئيسية في إقليمي دونيتسك ولوجانسك الانفصاليين نفسها مهددة، بل ولا يُستبعد أن يخسر شبه جزيرة القرم التي استولى عليها عام 2014.

منذ ما قبل اشتعال الحرب في فبراير الماضي وبعد نشوبها، كان الثابت لدى الأغلبية الساحقة من المحللين السياسيين والعسكريين أن روسيا لن تسمح بأي حال بخسارة القرم، لكن الموقف الآن يبدو مختلفًا تمامًا، فما يربط القرم جغرافيًا بروسيا ليس سوى ممر بري ضيق وجسر طويل يعبر مضيق كيرتش، وهذان المعبران معرضان بسهولة للاستهداف والقصف من جانب القوات الأوكرانية.

أما ما تبقى من القوات الروسية في عمق الأراضي الأوكرانية، فهي منهكة ومستنزفة ولا تتلقى ما يكفي من الإمدادات لتعويض خسائرها، ومن ثم فهي معرضة لنفس مصير القوات التي لم تجد بدًا من الانسحاب من خاركيف.

قوات روسية تنسحب من خاركيف إلى داخل الحدود

ذكر مسئول عسكري أمريكي إن كثيرًا من الوحدات الروسية المنسحبة من جبهة خاركيف غادرت الأراضي الأوكرانية تمامًا وارتدت إلى داخل الحدود الروسية.

وقال المسئول الأمريكي، الذي رفض الكشف عن اسمه، في حديث صحفي، "ميدانيا بالقرب من خاركيف، تشير تقديراتنا إلى تخلي القوات الروسية إلى حد كبير عن مكاسبها للأوكرانيين وانسحابها إلى الشمال والشرق. عبر كثير من هؤلاء الجنود الحدود إلى روسيا".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية استعادت منذ بداية الشهر الجاري ستة آلاف كيلومتر مربع من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها استعادت أكثر من 20 بلدة وقرية في اليوم السابق وحده. وأضافت أن قواتها في مكان أبعد إلى الجنوب صدت محاولات تقدم روسية في منطقتين مهمتين في إقليم دونيتسك هما مدينة باخموت ومايورسك بالقرب من بلدة هورليفكا المنتجة للفحم.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا أمرت على الأرجح بالانسحاب من منطقة خاركيف غربي نهر أوسكيل. ويعني هذا التخلي عن خط السكك الحديدية الوحيد الذي دعم العمليات الروسية في الشمال الشرقي.

وأشارت كييف، التي وصلت قواتها إلى النهر عندما سيطرت على مدينة كوبيانسك التي تمثل مركزا للسكك الحديدية السبت، إلى أن الروس بدأوا يتراجعون أكثر بالفعل.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية تخلت عن سفاتوف في إقليم لوجانسك، وهي بلدة تبعد نحو 20 كيلومترا شرقي أوسكيل.

ومن شأن المزيد من عمليات الانسحاب الروسية أن تجعل القوات الأوكرانية قريبا في وضع يمكنها من مهاجمة الأراضي التي تسيطر عليها موسكو والانفصاليون الموالون لها منذ عام 2014. واعترف دينيس بوشيلين، زعيم الإدارة الانفصالية الموالية لموسكو في إقليم دونيتسك، بالتعرض لضغوط من اتجاهات عديدة.