الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تكون صلة الأرحام وما هي حقوقهم في الكتاب والسنة؟.. الأوقاف تجيب

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن القرآن الكريم عُني بأمر الأرحام عناية بالغة، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" (النساء: 1)، ويقول سبحانه: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى ‌قُلُوبٍ ‌أَقْفَالُهَا" (محمد: 22 - 24).

 

كيفية صلة ذوي الأرحام 

وتابع وزير الأوقاف في بيانه "حقوق ذوي الأرحام": عنيت السنة النبوية المشرفة أيما عناية بصلة الأرحام وبيان ثواب الواصل، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" (صحيح مسلم)، وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ" (صحيح البخاري)، وفي الحديث القدسي قال الله (عز وجل): "أنا الرَّحمنُ خلَقْتُ الرَّحِمَ وشقَقْتُ لها اسمًا مِن اسمي فمَن وصَلها وصَلْتُه ومَن قطَعها بَتَتُّه" (صحيح البخاري).


وأشار وزير الأوقاف: كما أمر الإسلام بصلة الرحم فإنه قد نهى عن قطيعتها نهيًا واضحًا، فعن سالم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالدَّيُّوثُ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: فَثَنَّى الْعَاقَّ لِوَالِدَيْهِ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى" (صحيح ابن حبان)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ"(مسند أحمد).


وأوضح وزير الأوقاف أن الرحم تشهد للواصل بالوصل يوم القيامة، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "وَكُلُّ رَحِمٍ آتِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَامَ صَاحِبِهَا، تَشْهَدُ لَهُ بِصِلَةٍ إِنْ كَانَ وَصَلَهَا، وَعَلَيْهِ بِقَطِيعَةٍ إِنْ كَانَ قَطَعَهَا" (الأدب المفرد)، ويقول(صلى الله عليه وسلم): "الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ" (صحيح مسلم).


وعن عبد الله بن سلام (رضي الله عنه) قال: لمَّا قدمَ النَّبيُّ (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ) المدينةَ، انجَفلَ النَّاسُ قِبلَهُ، وقيلَ: قد قدمَ رسولُ اللَّهِ (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ) ثلاثًا، فَجِئْتُ في النَّاسِ، لأنظرَ، فلمَّا تبيَّنتُ وجهَهُ، عرفتُ أنَّ وجهَهُ ليسَ بوَجهِ كذَّابٍ، فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ، أن قالَ: "يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ"(سنن ابن ماجه).

وأكد وزير الأوقاف أن الصلة الحقيقية الكاملة ينبغي أن تشمل جميع الأقرباء حتى القاطع منهم، فالواصل الحقيقي ليس من يكافئ على الوصل فحسب فيصل من وصله فقط، بل الواصل الحقيقي هو من يصل من قطعه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا" (صحيح البخاري).

 


والصدقة على ذوي الأرحام لها أجران يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّهَا عَلَى ذِي رَحِمٍ اثْنَتَانِ، إِنَّهَا صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ" (صحيح ابن خزيمة)، وصلة الأرحام تكون بزيارتهم، ومجالستهم، والإحسان إليهم، وأقل ما يقدمه الإنسان لصلة رحمه هو السلام يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ" (السنن الكبرى للبيهقي)، وَمَعْنَاهُ صِلُوا أَرْحَامَكُمْ، فَكَأَنَّهُ جَعَلَ وَصْلَ الرَّحِمِ لِتَسْكِينِ الْحَرَارَةِ بِالْمَاءِ.

 


وشدد إذا كان ديننا الحنيف قد نهى المسلم عن أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ" (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، فإن العاقل من يستجيب لقول نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): "وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ"، فيعفو عمن ظلمه ويصل من قطعه ويحسن إلى من أساء إليه.