EN 
سحر رامي لـ صدى البلد :
- رقصت أمام الرئيس السادات في حفلات رسمية .. وقدمت أول أوبرا مصرية
- عشت 7 شهور في إيران دون كهرباء وكنت أطهو على الحطب .. ورأيت " الجثث " في الشارع
- والدي شارك ماجدة في أفلام سينمائية بسبب ملامحه الأوروبية .. ودخلت الفن من بوابة " محمد صبحي "
- سافرت العديد من دول العالم مع فرقة البالية .. وفكرت في الهجرة خارج مصر
تعددت أسباب اختفائهن عن الشاشة لفترة طويلة، إلا أن النتيجة واحدة وهي غيابهن عن جمهورهن لسنوات، جميلات الدراما في الشكل والأداء يفتحن صندوق الذكريات لـ “صدى البلد”، في سلسلة حوارات يكشفن فيها رحلتهن مع عالم الفن، وكواليس تنشر لأول مرة عن أعمالهن الفنية وحياتهن الشخصية.
في هذه الحلقة التقينا بواحدة من أجمل الوجوه المصرية على الشاشة، فهي متعددة من المواهب بين التمثيل ورقص الباليه وتصميم الأزياء ، انها الفنانة المتميزة سحر رامي ، والتي قدمت خلال مشوارها الفني عدد من الاعمال سواء في السينما أو المسرح أو التليفزيون استطاعت من خلالهم أن تخطف انظار وقلوب المشاهدين إليها، وخلال تلك الحلقات الجديدة من "عنها" تروي لنا تجربتها الإنسانية والفنية والتى سوف يتضح للقراء مدي اختلافها .
سحر رامي فتحت قلبها في حوار مطول ينشر على أربعة أجزاء ، سردت فيها رحلتها الإنسانية والفنية من الطفولة وحتي الفترة الراهنة ، كمل روت فيها حكايات لأول مرة عن الفن والحياة الشخصية ، خاصة عن حب العمر فقد جمعتها قصة حب فريدة بالفنان الراحل حسين الإمام وزواج استمر لسنوات طويلة.
في البداية .. هناك العديد من المعلومات المغلوطة التي نشرت في عدد من الجرائد على مدار السنوات الماضية تتعلق بالنشأة و العائلة، فدعينا نبدأ من هنا، هل صحيح أن الوالد كان مخرجاً وكان الحافز لدخولك مجال الفن ؟
على الإطلاق فوالدي لم يكن مخرجاً، بل كان يعمل في مجال المحاسبة، ولكنه شارك في بعض التجارب السينمائية كانت أبرزها مع الفنانة ماجدة، ولكن لا يمكن أن نقول إنه كان متفرغا لهذا الأمر.
معنى ذلك أن المعلومات التي نشرت حول أن والدتك كانت ممثلة في المسرح المصري ليست صحيحة هي الأخرى ؟
تجيب سريعاً " مفيش الكلام ده خالص “، فعائلتي ليست لها علاقة بالفن، ولكن والدي كان شكله " خواجة " فكانوا يستعينون به في الأعمال الفنية التي تحتاج إلى هذا الشكل من الفنانين.
هل الملامح الأجنبية لها علاقة بجذور العائلة ؟
بالفعل والدي كانت له أصول غير مصرية ، فوالدته وجدته لهن صلة قرابه بأسرة محمد علي، فلهن علاقة بالعائلة المالكة ولكن ليس أمراء.
وكيف كانت بداية دخولك عالم الفن، فكتب في الصحف المصرية أنكِ بدأتي في سن الرابعة عشر ، هل هذا الأمر صحيحاً ؟
علا رامي شقيقتي هي من دخلت مجال التمثيل في عمر أقل مما ذكرت ، فقد بدأت مشوارها في سن الثالثة حين شاركت الفنانة نادية لطفي في فيلم السمان والخريف، أما أنا فقد دخلت عالم الفن بعد انتهاء دراستي للثانوية العامة حيث قدمت مسرحية مع الفنان محمد صبحي، ثم توقفت وعدت إلى فرقة الباليه، إلى أن عدت إلى التمثيل مرة أخرى.
رحلة طويلة مع رقص الباليه، فكيف بدأت؟
دخلت مدرسة الباليه في سن التاسعة برفقة شقيقتي علا رامي، وقد كنت من المتفوقات فيه، وحصلت على درجة 100 % .
هل تميزك في الباليه سبب دخولك مجال الفن؟
على الإطلاق، فقد بدأت رحلتي مع عالم الفن وتحديداً التمثيل ، حين تعرفت على الفنان محمد صبحي عن طريق مدرب الرقصات الشهير حسن عفيفي، وقد بدأت علاقتي بالأخير بعدما كنا نتقابل في حفلات رسمية يتم تقديمها في قصر عابدين بحضور الرئيس أنور السادات وغيرها من الأماكن، فقد كنت الراقصة الاولى لفرقة الباليه المصرية وكان يحدث مزج بين عروض فرقتنا وعروض فرقة رضا للفنون الشعبية، لنكون بمثابة واجهه للفن المصري أمام الضيوف الأجانب والعرب الحاضرين.
كم كان عمرك حين قدمتي أول عرض أمام الرئيس " السادات "، وهل كنت تعين جيداً وقوفك أمام رئيس جمهورية حينها؟
كنت في سن صغيرة للغاية، وأتذكر أنني قدمت أمامه عرض عيون بهية ، الذى كان يعد أول أبرا مصرية ، حيث لعب فيها دور البطلة بهية ، وقام بالغناء محمد الحلو وياسمين الخيام، ، بينما جسد عبد المنعم كمال دور الفتي الأسمر الذى أنقذ بهية، وأخرج العرض الفنان الراحل جلال الشرقاوي، وتم عرضه على مسرح البالون بحضور الرئيس " السادات " بمناسبة احتفالات النصر بحرب 6 أكتوبر .
بسبب الباليه سافرتي معظم دولة العالم، ومنها إيران ولهذة السفرة قصة طويلة ومؤثرة تشبه ما يقدم في الأعمال الدرامية سنتحدث عنها لاحقاً، ولكن في البداية ماهي الدول التي سمحت لكي الفرصة بزيارتها في هذا التوقت؟
دول عديدة قمت بزيارتها اثناء مشاركتي في المسابقات الرسمية الخاصة أو العروض الدورية لفرقة البالية المصرية، مثل أمريكا روسيا اليابان وألمانيا وغيرها من الدول .
نتحدث عن تجربة الهجرة الى إيران، فماذا عن تلك التجربة الصعبة ؟
بالفعل سافرت إلى إيران بعدما عرضوا علي الانضمام إلى فرقة البالية الملكيةهناك، وقد قدموا لي عقدا مناسبا للغاية فقررت السفر والانتقال هناك، ولكن الحظ كان له كلمة أخرى فقد اندلعت الثورة الإيرانية وحبست داخل إيران لمدة اقتربت من العام ، وانقطعت اتصالاتي مع عائلتي ، حتى أنهم اعتقدوا أنني توفيت هناك بسبب الأحداث، وفى الحقيقة أن حياتي تغيرت بشكل كامل بسبب هذه الواقعة ، فقد كنت أنوي عدم العودة والاستقرار في الخارج ، خاصة بعدما خططت للعمل في إحدى فرق البالية بأمريكا، ولكن بعد ما مررت به قررت العودة إلى بلدي .
تلك القصة تشبه ما يقدم في الأعمال السينمائية ، فدعيني أدقق في تفاصيل هذا العام الصعب والفاصل فى حياتك ..
في الثلاثة أشهر الأولي من تواجدي في إيران الأمور مرت بسلام ، وقدمنا عروضا رائعة ، والبلد كانت جميلة للغاية، ولكن بعد اندلاع المظاهرات تغير الوضع تماماً فقد أصبحنا محبوسين في مكان إقامتنا ، وانقطعت الاتصالات مع عائلتنا ، حتي أن جواز سفرنا كان محجوزا في دار الأوبرا هناك ، وبين ليلة وضحاها عم الإضراب في البلاد .
فتاة في هذا العمر الصغير تتعرض لهذا الموقف الصعب ، صفي لي شعورك ؟
كنت" مخضوضة "ففجأة وجدت أن البث التليفزيوني ينقطع ، والخطابات التي نرسلها إلى عائلاتنا ملقاة في الشارع ، وحتي نحصل راتبنا الشهري كنا نقوم بالاتصال بالجيش ليحضر لنا سيارة نذهب بها إلى المكان المخصص للحصول على الرواتب وحين كنا نحتاج لشراء طعام كان مسموح لنا بالخروج لمدة ساعتين فقط، ولم يكن هناك كهرباء أو " أنابيب غاز" فكنا نطهو في الحديقة على الحطب
وتستكمل سحر رامي: بالإضافة إلى كل ما ذكرت ، لم نكن نستطيع أن نقول إننا مصريون لذا فادعينا أننا من دولة فلسطين، ففي تلك الفترة كان قد استضاف الرئيس الراحل محمد أنور السادات شاه إيران المعزول، وكان هناك حالة من الغضب تجاه المصريين ، فلو كنا صرحنا عن جنسيتنا الحقيقية "كانوا دبحونا " .
وكيف حدثت الانفراجة ؟
بعدما يقرب من عام أخبرتنا الأوبرا التي كنا نعمل بها أن الطيران قد عاد مرة أخرى وحجزوا لنا تذاكر طيران للبلاد التي نريد الانتقال لها ، وهناك بعض من زملائي سافروا إلى أمريكا وألمانيا إلا أنني قررت العودة إلى بلدي.
ماذا عن اللقاء الأول مع الأسرة التي كانت تعتقد أنك لست على قيد الحياة؟
في هذا الوقت لم يكن هناك طيران مباشر من إيران إلى مصر ، فقد عدت عن طريق الأردن ، وكان وزني قد زاد بشكل كبير ، فتغيرت ملامح وجهي، وحين فتح لي والدي الباب لم يتعرف علي، وهنا ظللت أبكي لفترة .
بالتأكيد تلك التجربة غيرت من شخصيتك تماماً؟
دون شك ، فشخصيتي الحالية نتاج تلك التجربة
أرى من كلماتك أنك تتحدثين بنوع من الهدوء عن تلك الفترة الصعبة، فهل هذا الأمر نتيجة مرور سنوات طويلة عليها ؟
لا أراها صعبة بهذا الشكل فهي مفيدة أكثر من كونها صعبة ، فعلي الرغم من أنني كنت في سن صغير للغاية ولم أكن قد دخلت الثانوية العامة، ولكني تعلمت منها الكثير، فحين ترى القتلى في الشوارع بجانبك، تتغير شخصيتك وتصبح أقوى وتستطيع التعامل مع الظروف الصعبة التي تمر بها ذلك .
ربما سنك الصغير في هذا التوقيت جعلك تنظرين لها بشكل أهدأ؟
أعتقد ذلك وحين أفكر في الأمر، أرى أنها لو تكررت معي حالياً لن يكون رد فعلي كما كنت في سن صغير .
أعود إلى الباليه..صرحتي أنه في مصر بمثابة زرعة في غير أرضها ، فلماذا ؟
هذة حقيقة.. فالفرقة الآن كلها من الروس سواء راقصين أو مدربين ، ففي الماضي كان الراقصين مصريين والمدربين أجانب، أما الآن فالفرقة يغلب عليها الطابع الدولي والمصريين الذين يرقصون فيها قلائل للغاية، بالإضافة إلى أن خريجي معهد البالية يحتاجون إلى الخضوع إلى تجارب أداء للانضمام إلى الفرقة ، عكس الماضي كنا ننضم اليها بعد التخرج بشكل تلقائي، لذا فهناك خريجين حالياً لا يعملون في المهنة.
هل مازالت تتابعين عروض البالية في مصر حالياً؟
تجيب سريعاً.. لا، وهذا الأمر ينطبق على الأعمال الدرامية أيضاً.
في الحلقة القادمة .. سحر رامي لـ صدي البلد :
طرد السادات لـ الروس أنهي العصر الذهبي لـ فرقة البالية المصرية .. وفكرت في العمل كمضيفة طيران بسبب الالمان
كنت أنتحر على المسرح كراقصة باليه ولم يعرف الجمهور أسمي .. و حصلت على الشهرة من إعلان " موكت "
لحظة وفاة ممثل معي على المسرح هزتني .. واستغلوا أسمي للهجوم على عادل إمام بسبب مواقفه السياسية
الأفلام الاستعراضية فى التسعينيات كانت تقدم على " واحدة ونص " .. ومش هطلع أرقص بلدي
كما تسطيع قراءه الحوار الاول من سلسلة عنها :
