الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تندلع حرب عالمية ثالثة بسبب تايوان؟ سفير مصر السابق بالصين يجيب |خاص

أكد الكولونيل شي يي، المتحدث باسم قيادة الجبهة الشرقية في الجيش الصيني، أن القوات في حالة تأهب قصوى، وتتصدى بحزم لجميع التهديدات والاستفزازات، وتدافع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي.

وقال الكولونيل في تصريحات صحفية: "إنه أمس الثلاثاء، مرت السفينة يو إس إس هيجينز والفرقاطة الكندية يو إس إس فانكوفر عبر مضيق تايوان وأثارت ضجة عامة. ونظمت قيادة الجبهة الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني قوات بحرية وجوية لرصد ومراقبة العملية برمتها".  

وأضاف: "القوات الموجودة في مسرح العمليات في حالة تأهب قصوى دائمًا، وتتصدى بحزم لجميع التهديدات والاستفزازات، وتدافع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي".

لذلك أجرينا اتصالا بالسفير على الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر السابق لدى الصين ليوضح لنا سير الأحداث .. 

كيف ترى مرور السفن الكندية والأمريكية إلي تايوان، وهل تلك الاستفزازات ستدفع الصين لرد عسكري، وهل يشهد العالم حرب عالمية ثالثة


تعتبر الولايات المتحدة المياه في "مضيق تايوان" مياه دولية، ولم تعترف أنها مياه صينية أو أراضي صينية تتبع للسيادة الصينية، ودخول دول أخري علي نفس الخط يتماشى مع سياسة الاستفزاز والتصعيد ورفع درجة التوتر مع الصين، وخاصة قبل انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، تصورا من هذه الدول أنهم يضعفوا مركز القيادة ومصداقيتها في الصين، قبل هذا المؤتمر الهام.

ولكن في الحقيقة تايوان والجزر الواقعة في تايوان كلها أراضي صينية وهو أمر مفروغ منه، لأن تايوان جزء لا يتجزأ من التراب الصيني.

وفيما يتعلق بالمياه الإقليمية أو المنطقة الاقتصادية الخالصة، فكل ذلك يتبع الصين.

رغم اعتراف الولايات المتحدة أن تايوان جزء من التراب الصيني، إلا أنها عمدت دائما على تجاوز هذا الموقف بسلسلة من الاستفزازات والتدابير والتصرفات، في إطار من التحرش والتنمر و استهداف الصين، خاصة في ظل تلك الظروف الحرجة، والعمل على التصعيد مع الصين في الحصول علي مكاسب، في إطار هذه العلاقات المشدودة وذلك التوتر بينها وبين الصين، وتلك هي سياسة الولايات المتحدة.

أما عن مسألة أن يتم الدفع بشتى الأشكال لاعتبار تايوان كيان حليف تربطه علاقات وطيدة ومصالح سواء كانت عسكرية أو أمنية واقتصادية مع أمريكا، كل ذلك هو التفاف حول الموقف المبدئي الأمريكي الذي أكد مرارا وتكرارا أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين.

وأؤكد مرة أخرى، أن الصين تتعامل مع كل فعل بردة فعل دون تمكين الولايات المتحدة أو الدول الغربية التي تساندها أن تستدرج الصين إلي نزاع عسكري، وذلك لأن أهداف الصين واضحة فيما يتعلق بوضع جزيرة تايوان التابعة للصين، وتؤمن الصين أن هذا الإقليم سوف يعود عاجلا أم أجلا بإرادة التايوانيين إلى الصين مرة أخرى ولكن في الوقت المناسب.

وبالرغم من أن الصين تملك من المقومات ما يجعلها تسترد هذه الإقليم بالقوة، إلا أن القوة ليست سياسة الصين، ولم نعهد من الصين أن تلجأ إلى استخدام الوسائل العسكرية. فعلي سبيل المثال، صبرت الصين كثيرا حتى استعادت هونج كونج ومكاو، وسوف تصبر أيضا حتى تستعيد تايوان.

هدف الصين الأساسي الآن التركيز على عملية الأمان الداخلية ورفع مستوى معيشة الشعب الصيني، ورفع معدلات دخول الأفراد بالشكل المثالي الذي يشابه قرينة في الدول الصناعية المتقدمة، وبالتالي الهدف الرئيسي للصين هو الاستمرار في عملية البناء والتنمية في الداخل، ولا يزال أمام الصين العديد من العقود من العمل المضني والجاد وعمل الشعب الصيني، بحيث أن يصل إلي ذلك الحلم وهو رفع مستوى المعيشة، ويجعل متوسط دخل الفرد يقارع مثيله في الدول المتقدمة.