الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احتجاجات إيران .. هل يصبح الحجاب القشة التي تقصم ظهر النظام؟

احتجاجات إيران ..
احتجاجات إيران .. هل يصبح الحجاب القشة التي تقصم ظهر النظام؟

للأسبوع الثاني على التوالي، تشهد إيران احتجاجات غير مسبوقة، بعد وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني على يد "شرطة الأخلاق"، حيث أُلقي القبض عليها لعدم ارتدائها "الحجاب"، في حين ينفي النظام الإيراني علاقته بمقتلها.

بدأع الاحتجاجات مع تشييع جثمان مهسا أميني، في ساجير بكردستان الإيرانية يوم 17 سبتمبر، وسرعان ما امتدت الاحتجاجات إلى مدن كردية أخرى، وصولا إلى العاصمة طهران ومعظم أنحاء البلاد.

وفي تحد للقيود الصارمة في البلاد، خلعت النساء الحجاب وأضرمت فيه النيران تنديدا بمقتل مهسا أميني، بينما قامت أخريات بقص شعرهن في الأماكن العامة، فيما سقط عشرات القتلى والمصابين خلال الاحتجاجات الواسعة التي شارك فيها عشرات آلاف الإيرانيين في أكثر من 40 مدينة، على مدار الأيام الماضية.

لماذا تختلف مظاهرات الحجاب عن الاحتجاجات السابقة؟

خلال الخمس سنوات الماضية، شهدت إيران احتجاجات متزايدة لأسباب مختلفة، من ارتفاع الأسعار، ونقص المياه وإلغاء الدعم عن الخبز وغيره، لكن احتجاجات هذا العام تكتسب دعما غير مسبوقا في الشوارع وقطاعات كبيرة من المجتمع الإيراني، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

تساءلت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها عن أهمية "احتجاجات الحجاب"، ومدى تأثيرها اختلافها عن أي احتجاجات سابقة أخرى ضد النظام الإيراني.

وقالت إنه في السنوات السابقة، اندلعت الاحتجاجات ضد النظام الإيراني، بسبب الفساد وزيادة القمع الحكومي، وضعف الاخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية وغيره، لكنها قوبلت بحملة قمعية واسعة من السلطات اعتقل خلالها الآلاف منذ عام 2018 حتى عام 2022، وبالطبع نالت النساء نصيبها من هذا العنف.

على مدار أربعة عقود، حاول النظام الإيراني فرض الحجاب الإلزامي على النساء، اللواتي تظاهرن في البداية ضد القرار، لكن الحكومة قمعت أي فرصة للمعارضة، وفرضت الحجاب الإلزامي عبر دوريات للشرطة التي تستخدم العنف في كثير من الأحيان ضد أي شابة لا ترتدي الحجاب بشكل صارم، وفقا للصحيفة.

وذكر التقرير أن الموجة الحالية من المظاهرات في إيران، تستمد الشجاعة من الاحتجاجات السابقة، لكنها تتجاوزها في نواحي مهمة، أبرزها أن النساء تتصدر المشهد ووجدت طرقا إبداعية لتحدي النظام.

وعقب مقتل مهسا أميني، دعم عدد من الرياضيين والفنانين والشركات الاحتجاجات الواسعة في البلاد، وهو أمر لم يحدث على سبيل المثال عام 2019، خلال المظاهرات ضد ارتفاع أسعار الغاز.

وحسب الصحيفة، تكشف الاحتجاجات عن "مظالم واسعة" يعاني منها المجتمع الإيراني منذ عقود، لا يمكن محوها بسهولة.

كما أن الموجة الحالية لم تقتصر على النشطاء والمعارضين، بل حذبت النساء وطلاب الجامعات والتجار، الذين سبق واحتجوا على انهيار العملة، لكن هذه المرة الأولى منذ عقود، التي يتظاهرون فيها تضامنا مع النساء الإيرانيات اللاتي يتعرضن للعنف من قبل الشرطة.

ولفتت الصحيفة إلى أن احتجاجات هذا العام، تجاوزت الانقسامات العرقية في إيران، ونجحت في توحيد جماعات ومقاطعات غالبا ما تكون منقسمة.

في المقابل، تقول الحكومة الإيرانية إنها لم تسيء معاملة مهسا أميني، وأن "أعداء أجانب" يقفون وراء الاحتجاجات.

وأفادت التقارير، اليوم الجمعة، بارتفاع حصيلة ضحايا الاحتجاجات في إيران إلى 36 قتيلا، فيما أكد الجيش الإيراني أنه ""سيتصدى للأعداء" لضمان الأمن والسلام .

وذكر الجيش الإيراني في بيان أن "هذه الأعمال اليائسة - الاحتجاجات-  جزء من استراتيجية خبيثة للعدو.. هدفها إضعاف النظام الإسلامي".

في حين دعا الحرس الثوري الإيراني إلى محاكمة من ينشرون "الأخبار الكاذبة والشائعات"، حول واقعة مقتل الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما.

وتوفيت مهسا أميني في طهران الأسبوع الماضي، بعد إلقاء القبض عليها من قبل "شرطة الأخلاق"، ما أثار احتجاجات واسعة واتهامات للشرطة بقتلتها، في حين قالت الشرطة مهسا أُصيبت بوعكة صحية عندما كانت تنتظر بمركز الشرطة، إلا أن عائلتها أكدت أنها لم تعاني من أي مشكلات صحية، محملة الشرطة الإيرانية مسؤولية وفاتها.