الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قتال عنيف.. روسيا تقترب من إنهاء الاستفتاء علي ضم 4 مناطق بأوكرانيا

قتال عنيف.. روسيا
قتال عنيف.. روسيا تقترب من انهاء الاستفتاء علي ضم 4 مناطق

خاضت القوات الأوكرانية والروسية قتالا عنيفا في مناطق مختلفة من أوكرانيا، اليوم "الثلاثاء"، مع اقتراب الاستفتاءات التي نظمتها روسيا في أربع مناطق تأمل في ضمها إليها من نهايتها.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن منطقة دونيتسك في الشرق لا تزال تمثل أولوية استراتيجية قصوى لبلاده، ولروسيا أيضا، بينما يحتدم القتال بعدة بلدات في وقت تحاول فيه القوات الروسية التقدم جنوبا وغربا، وفقا لرويترز.

ووقعت اشتباكات أيضا في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، محور هجوم أوكرانيا المضاد هذا الشهر، وواصلت القوات الأوكرانية حملة لإخراج أربعة جسور ومعابر نهرية أخرى عن الخدمة بهدف تعطيل خطوط الإمداد للقوات الروسية في الجنوب.

وقالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية، اليوم الثلاثاء، إن هجومها المضاد في خيرسون كبد العدو خسائر بلغت 77 جنديا وست دبابات وخمسة مدافع هاوتزر وثلاثة أنظمة مضادة للطائرات و14 عربة مدرعة.

وتأمل موسكو في ضم مناطق خيرسون ولوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا، في الشرق والجنوب، والتي تشكل نحو 15 في المئة من مساحة أوكرانيا.

ولا تخضع أي من تلك المناطق لسيطرة موسكو التامة، ولا يزال القتال مستمرا على طول خط الجبهة بأكمله، إذ أعلنت القوات الأوكرانية تحقيق مزيد من التقدم منذ أن هزمت القوات الروسية في منطقة خامسة، هي خاركيف، في وقت سابق من الشهر.

وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمنيا باستخدام الأسلحة النووية لحماية أراضي بلاده، والتي ستشمل المناطق الأربع في حال ضمها.

وبدأ التصويت على ضمها إلى روسيا، الجمعة، ومن المقرر أن ينتهي، اليوم الثلاثاء، مع احتمال موافقة البرلمان الروسي على الضم في غضون أيام.

وترفض كييف والغرب الاستفتاءات باعتبارها صورية متعهدين بعدم الاعتراف بالنتائج.

وتعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في بيان الجمعة الماض، بأن الولايات المتحدة "ستعمل مع حلفائها وشركائها لفرض إجراءات اقتصادية إضافية سريعة وحازمة ضد روسيا" إذا ضمت أراض أوكرانية.

واعتبر بايدن الذي سبق أن اتخذ عدة عقوبات اقتصادية ومالية ضد نظام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن "الاستفتاءات الروسية صورية وذريعة كاذبة لمحاولة ضم أجزاء من أوكرانيا بالقوة".

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة لن تعترف بسيادة روسيا على أي أراض أوكرانية تضمها موسكو، متعهدا بمواصلة دعم الشعب الأوكراني.

وقال بايدن "سنعمل مع حلفائنا وشركائنا لفرض تكاليف اقتصادية إضافية سريعة وشديدة على روسيا".

وتنتهي روسيا، الثلاثاء، من تنظيم استفتاءات في أربع مناطق تسيطر عليها كليا أو جزئيا في أوكرانيا مثيرة غضب كييف والدول الغربية التي وعدت برد قوي في حال ضمها، وفقا لفرانس برس.

وبموازاة ذلك تواصل موسكو تعبئة جزئية لجنود الاحتياط من أجل تجنيد نحو 300 ألف عسكري بغية المشاركة في غزوها أوكرانيا والتصدي للهجوم الأوكراني المضاد الذي سمح بفضل إمدادات الأسلحة الغربية، باستعادة آلاف الكيلومترات المربعة منذ مطلع سبتمبر الحالي.

وتجرى هذه الاستفتاءات منذ الجمعة في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا في الشرق الخاضعتين للاحتلال الروسي. وقد نددت أوكرانيا وحلفاؤها بهذه الاستفتاءات "الزائفة".

وتعهدت دول مجموعة السبع "عدم الاعتراف مطلقا" بنتائج الانتخابات فيما وعدت واشنطن برد "سريع وقاس" من خلال فرض عقوبات اقتصادية إضافية في حال ضم هذه المناطق على غرار ما حصل مع شبه جزيرة القرم في مارس 2014.

ودعت الصين شريكة موسكو الكبرى إلى احترام "وحدة أراضي كل الدول"، من دون أن تندد بهذه الاستفتاءات.

إلا أن هذه الانتقادات والتهديدات لم تردع موسكو التي نظمت على عجل الأسبوع الماضي هذه الاستفتاءات على خلفية المكاسب العسكرية الأوكرانية فاتحة مئات مراكز الاقتراع في المناطق الأربع وفي روسيا لكي يصوت اللاجئون.

وأكدت السلطات أن "نتائج مؤقتة" ستعلن مساء الثلاثاء وفي الأيام التالية. ويصوت البرلمان الروسي بعد ذلك على قانون يشرع ضم المناطق الأربع إلى روسيا.

وأعلنت موسكو عن إجراء الاستفتاءات بعد هجوم أوكراني مضاد سمح لكييف باستعادة السيطرة على الجزء الأكبر من منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد.

وبعد انسحاب القوات الروسية من هذه المناطق، أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على مقابر جماعية وقبور ولا سيما موقع يضم أكثر من 400 قبر في غابة قرب مدينة أيزيوم.

وكان المحققون يستعدون، الاثنين، للكشف عن مقبرة جماعية مفترضة أخرى في منطقة مهجورة قرب مدينة "كوزاتشكا لوبان" الصغيرة التي قد يكون دفن فيها جنود روس وأوكرانيين قتلوا خلال المعارك.

على الأرض تكثفت الهجمات الروسية بمسيرات إيرانية في الأيام الأخيرة ولا سيما فوق أوديسا التي تضم مرفأ كبيرا على البحر الأسود حيث ضربت طائرتان "انتحاريتان" منشآت عسكرية، الاثنين، ما تسبب بحريق كبير وانفجار ذخائر على ما أعلنت القيادة العسكرية الأوكرانية.

والاثنين، أعلن الجيش الأوكراني تسجيل عمليات قصف روسية لأكثر من 40 مدينة وبلدة وصد هجمات في حوالى عشرة اتجاهات من بينها "سوليدار" و"باخموت" في الشرق.

وواصلت موسكو من جهتها التأكيد أنها تكبد كييف خسائر كبيرة.

وفي حال أدت الاستفتاءات إلى ضم هذه المناطق إلى روسيا، وهو أمر لا تحوم شكوك بشأنه، سيشكل ذلك تصعيدا في النزاع خصوصا وأن الرئيس فلاديمير بوتين هدد بضربات نووية للدفاع عما يعتبره أراضي روسية.

وفي روسيا، دفع إعلان بوتين عن استدعاء جزء من الاحتياط الكثير من الروس إلى مغادرة البلاد مع تهافت على الحدود من دون التمكن من وضع تقديرات بالأرقام لهذه الظاهرة.

وأدى أمر استدعاء نحو 300 ألف جندي من قوات الاحتياط في روسيا إلى أول احتجاجات متواصلة منذ بدء الغزو، وقدرت إحدى جهات المراقبة أنه تم اعتقال ألفي شخص على الأقل حتى الآن.

وبيعت جميع تذاكر الطيران إلى خارج روسيا وسد تكدس السيارات نقاط تفتيش حدودية، مع تقارير عن طابور استمر 48 ساعة على الطريق الحدودي الوحيد المؤدي إلى جورجيا، والتي تمثل حالة نادرة لبلد مجاور موال للغرب ويسمح للمواطنين الروس بالدخول دون تأشيرة.

وردا على سؤال عن احتمال إغلاق الحدود، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين، "لا أعرف أي شيء عن هذا. في الوقت الحالي، لم تُتخذ أي قرارات في هذا الصدد".