الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مأزق كارلوس كيروش السياسي.. هل ينتفض منتخب إيران انتقاما لـ مهسا أميني في كأس العالم 2022؟

كارلوس كيروش مدرب
كارلوس كيروش مدرب منتخب إيران

انتهت مباراة منتخبي إيران والسنغال الودية في إطار استعدادات كأس العالم 2022 في قطر أمس الثلاثاء بالتعادل الإيجابي بهدف لكل من الفريقين. وبينما تعالت أصوات المشجعين من مدرجات الاستاد في مدينة ماريا إنزرسدورف النمساوية تحث لاعبي الفريقين على الاستماتة لتسجيل الأهداف، تعالت خارج الاستاد هتافات أخرى تردد الاسم يزلزل الأرض في إيران منذ أيام: مهسا أميني.

هتافات تكريم مهسا أميني تطارد منتخب إيران بقيادة كيروش

"انطقوا اسمها.. انطقوا اسمها"، ردد هذا الهتاف عشرات الإيرانيين والنشطاء من جنسيات أخرى، تجمعوا أمس خارج استاد "بي إس إف زد" النمساوي الذي استضاف مبارات إيران والسنغال الودية، داعين لاعبي منتخب إيران الوطني، الذي يقوده المدرب البرتغالي كارلوس كيروش لتكريم ذكرى الشابة الإيرانية الراحلة مهسا أميني، التي توفيت بالعاصمة طهران في 13 سبتمبر الجاري في ظروف غامضة بينما كانت قيد الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق بعد توقيفها بتهمة "ارتداء الحجاب بشكل غير ملائم".

فجّر موت مهسا أميني موجة احتجاجات عارمة في مدن إيران الكبرى وبلداتها ضد النظام الحاكم وسياساته القمعية، تخللتها صدامات عنيفة بين قوات الأمن والمحتجين، سقط نتيجتها عشرات الضحايا من المحتجين وعدد من أفراد قوات الأمن قتلى.

ونقلت إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية عن مهران مستعيد، المواطن الإيراني المقيم في فيينا الذي شارك في الاحتجاجات أمام استاد "بي إس إف زد" النمساوي، قوله "نحن هنا لنناشد لاعبي المنتخب كي يدعموننا. نقول لهم: أنتم تدعمون المستبدين باللعب من أجلهم. ادعمونا لأنهم يقتلون شبابنا في الشوارع".

منتخب إيران يكرم مهسا أميني على طريقته

وقالت "دويتشه فيله" إن لاعبي منتخب إيران ربما يكونوا قد أبدوا لفتة احترام خفية تجاه مهسا أميني على طريقتهم، إذ ارتدوا سترات سوداء أخفت شعار المنتخب الوطني على قمصانهم بينما كان النشيد الوطني الإيراني يُعزف قبل بداية المباراة.

وعندما أحرز لاعب المنتخب الإيراني ونجم نادي باير ليفركوزن الألماني سردار آزمون هدف منتخب إيران الوحيد في المباراة، لم يحتفل بصخب تضامنًا مع الاحتجاجات في إيران وضحاياها، وبعد الهدف عاد زملاؤه لاعبو المنتخب بهدوء وصمت إلى منتصف الملعب لاستئناف المباراة.

وعلى الرغم من التنبيه مرارًا على لاعبي منتخب إيران بتجنب الحديث في أمور السياسة، نشر آزمون منشورًا على حسابه في تطبيق "انستجرام" وإن اضطر لحذفه لاحقًا، كتب فيه "إن أقصى عقاب يمكن أن يوقع عليّ هو استبعادي من المنتخب، وهو ثمن بخس مقابل خصلة واحدة من شعر امرأة إيرانية. عار عليكم لأنكم تقتلون الشعب. تحيا نساء إيران".

مع تصاعد حدة الاحتجاجات في إيران، نشر عدد من لاعبي المنتخب الإيراني صورًا سوداء على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي تضامنًا مع المتظاهرين، وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانوا معرضين الآن لخطر الاستبعاد من المنتخب الذي يقوده البرتغالي كارلوس كيروش وفي لحظة حساسة مثل تلك، قبيل أسابيع من انطلاق بطولة كأس العالم 2022 في قطر.

أساطير كرة القدم في إيران يدعمون الاحتجاجات

تجهر أصوات معتبرة في عالم كرة القدم الإيرانية بدعمها للاحتجاجات ضد النظام الإيراني بعد وفاة مهسا أميني، إذ أعرب نجم فريق بايرن ميونيخ السابق علي كريمي، وأسطورة كرة القدم الإيراني الحائز على لقب أفضل هداف دولي علي دائي، أعربا عن تضامنهما مع المحتجين في إيران.

ووجه علي كريمي رسالة إلى الجيش الإيراني، ناشده برفض محاولات توجيهه لقتل مواطنيه المحتجين، قال فيها "الوطن ينتظركم. لا تسفكوا دماء الأبرياء"، وعلى أثر هذه الرسالة طالب مؤيدو النظام الإيراني باعتقال كريمي.

أما علي دائي، الذي شارك في 149 مباراة دولية مع منتخب إيران الوطني، أحرز خلالها 109 أهداف أكسبته لقب أفضل هداف دولي، فوجه رسالة إلى النظام الإيراني قال فيها "بدلًا من القمع والعنف واعتقال الإيرانيين، حلوا المشكلة".

كأس العالم 2022 في قطر .. مأزق كيروش

مع اقتراب بطولة كأس العالم 2022 في قطر، يحتاج منتخب إيران الوطني إلى التمرين على الأداء الجيد في البطولة التي تُقام لأول مرة في دولة خليجية، ويمكن للمنتخب الإيراني الاستفادة من لعبه على أرض قريبة من وطنه وفي أجواء شبيهة نوعًا ما بالأجواء المألوفة له.

وقالت "دويتشه فيله" إنه مع استمرار الاحتجاجات ضد النظام الإيراني على أرض الملاعب وخارجها، يغدو كيروش تحت ضغط إضافي ويعمل في أجواء متوترة.

ومع أن لاعبي منتخب إيران لم يجروا لقاءات إعلامية بعد انتهاء مباراتهم مع السنغال أمس، فإنهم لم يتمكنوا من الهروب من أصوات الهتافات التي تعالت خارج الملعب طوال وقت المباراة التي هتفت مطالبة بالحرية لنساء إيران، فبعد كل شيء لدى لاعبي المنتخب الإيراني أمهات وأخوات وبنات حبيسات النظام الحاكم في وطنهم.