الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وهبت نفسها للغسل والتكفين.. الحاجة فضيلة 40 عامًا في خدمة الموتى بقنا

مغسلة الموتى
مغسلة الموتى

ملامح وجهها التى تُفصح عن عمرها الذى تجاوز ثمانية عقود، لم تثنيها عن استكمال مهمتها الإنسانية التى بدأتها منذ 40 عاماً، بقرى مركز نقادة جنوب قنا ، بل زادتها إصراراً على استكمال دورها فى تكفين وتغسيل الموتى من السيدات، سواء داخل منازلهم أو داخل المشرحة إذا تطلب الأمر فى حالات نادرة، خاصة مع بداية توليها المهمة الخطرة.

 

40 عاماً فى تغسيل و تكفين الموتى

 

حكاية الحاجة فضيلة راجى، مع تكفين وتغسيل الموتى، بدأت منذ 40 عاماً بعد وفاة زوجها، حيث قررت أن تهب جزءاً كبيراً من وقتها، لخدمة الموتى، لوجه الله، بجانب الأعمال المنزلية اليومية ورعاية أبنائها، بعدما أصبحت أماً و أباً فى نفس الوقت لأولادها، حتى يصل أبنائها إلى بر الأمان، وهو ما تحقق لها بعدما أصبحت مقصداً للكثير من أهالى الموتى السيدات.

 

 

مهمتها الإنسانية التى تزخر بالكثير من الأسرار مع انتهاء حياة الإنسان، تجعلها أكثر حرصاً و التزاماً فى حديثها مع الآخرين، فأسرار الموتى ليست للتسلية أو الحكى ضمن جلسات السيدات التى لا تخلوا من تداول أسرار الأحياء، فتغسيل الموتى مهمة مقدسة و أمانة بينها وبين الله إلى أن تلقى ربها، لا يمكن الحديث عنها سواء كانت مفرحة أو محزنة.

 

تعلمت تغسيل الموتى على يد شيخ
 

قالت الحاجة فضيلة راجي 90 عاماً" مغسلة موتى"، بدأت تعلم تغسيل الموتى، على يد أحد الشيوخ بالقرية، بعد وفاة زوجى مباشرة، ومن وقتها و أنا أواظب على تغسيل المتوفيات إذا طلب منى أهالى المتوفية ذلك، بالإضافة إلى حياكة الأكفان و تجهيزها لتكفين الموتى بها، ولا أتأخر عن تلبية طلب أهالى المتوفين فى أى مكان أو قرية محيطة بقريتنا، شريطة توفير وسيلة مواصلات للوصول للمكان المحدد، لأنها مهمة إنسانية لا يمكن التأخر عنها.

 

أسرار الموتى ليست للتداول
 

وتابعت مغسلة الموتى، مهمة تغسيل الموتى بجانب ما تحمله من مشاعر خوف ورهبة، خاصة فى بداية الأمر، تحمل الكثير من الأسرار والحكايات التى يجب أن يحرص المغسل كان رجلاً أو امرأة، على الحفاظ عليها وعدم البوح بها، مهما كانت هذه الأسرار، فبعض الأهالى المقربين من المتوفى يريد أن يطمئن على المتوفى بمعرفة حاله أثناء الغسل وهو أمر يتكرر كثيراً، لكن لا يمكن الإجابة على ذلك السؤال سواء كان المتوفى مسروراً أو مهموماً.
 

مغسلة الموتى 

تجهيز الكفن يستغرق حوالى 7 ساعات
 

و استطردت راجى، مهمتى لا تقتصر على تغسيل المتوفاة، فحسب، لكن اعتدت على حياكة و تجهيز الأكفان، التى أحصل على قماشها من المساجد، و أبدأ فى تجهيزها لفترة قد تصل لـ 7 ساعات متواصلة، ليكون جاهزاً لستر جسد المتوفاة، قبل أن يوارى جسدها تحت التراب، كل ذلك دون أن أطلب أى مقابل من الأهالى، ما جعل الكثير من الأهالى يقصدوننى فى تجهيز الأكفان أو تغسيل الموتى.

 

أخاف من تغسيل الجثث بالمشرحة
 

وأضافت مغسلة الموتى، كنت حريصة فى بداية تولى مهمة تغسيل الموتى، على تلبية أى طلب لأهالى المتوفين، سواء موتى فى المنازل أو مشرحة مستشفى، لكن منذ سنوات قررت ألا أذهب مرة أخرى للمشرحة و أن تقتصر مهمتى على تغسيل الموتى فى البيوت، لأننى بدأت أشعر بالخوف، و تحاصرنى الكوابيس بعد عودتى من مشرحة المستشفى، كما توقفت عن مهمة التغسيل خلال فترة كورونا خوفاً من انتقال العدوى.

 

تغسيل الموتى يحتاج قوة قلب
 

و أشارت راجى، إلى أن العمل فى هذه المهمة الإنسانية بجانب ما تحتاجه من أمانة وخبرة فى تغسيل الموتى وفقاً للشريعة الإسلامية، تحتاج إلى قوة قلب حتى تتمكن المغسلة من استكمال مهمتها فى وقت مناسب و بحكمة، وسط حالة الحزن والعويل التى تشهدها منازل الصعيد خلال مراسم الوفاة، لأن أى خوف أو رهبة خلال هذه اللحظات العصيبة قد يكون له نتائج سيئة للغاية.

مغسلة الموتى 
مغسلة الموتى 
مغسلة الموتى 
مغسلة الموتى