الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمال المحيا وحسن المنطق.. خطيب المسجد الحرام يوضح 6 أساسيات للمسلم

خطيب الحرم المكي
خطيب الحرم المكي

قال الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم خطيب المسجد الحرام، إنه في دين الإسلام سمة محمودة، تبدو للناس جلية في وضوحه التام، عقيدة وشريعة وأحكاماً، فهو دين سهل سمح، لا يغشاه غموض، ولا يعيا في فهمه ذووه، مبرّأ من التعقيد والإغراب والألغاز.

جمال في المحيا وحسن في المنطق

وبين  خطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: “الاعتقاد فيه واضح، والعبادة فيه واضحة، وثوابه واضح، وعقابه واضح، نعم إنه لواضح وضوحاً طارداً لكل غموض، دافعاً لكل جهالة، إنه دين الإسلام، الشرعة الغراء، البيضاء النقية، في أصولها وفروعها، ووسائلها وغاياتها، وقواعدها ومصادرها”.

واستدل خطيب المسجد الحرام بقول الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم: "تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" وهو الذي قال أيضاً: "والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية" رواه أحمد، لافتا: إن وضوح الإسلام بكل ما يحمله الوضوح من معنى، فلا مجال فيه للاستخفاء، ولا مكان فيه للإبهام ،كيف لا يكون ذلكم، والذي أرسل به: رسول واضح، صريح صادق، ترى الوضوح في محياه قبل أن ينطق، وفي فعله قبل أن يتكلم، هو من وصفه عبدُ الله بنُ رواحةَ بقوله : لو لم تكن فيه آياتٌ مبيِّنةٌ كانت بديهتُه تُنبيك بالخبرِ.

 


وأوضح الشيخ الشريم أن الوضوح: جمال في المحيا، وحسن في المنطق، وصفاء في القلب، ورزانة في الخصومة، وصدق في الحديث ووضوح المرء مع الآخرين، يعد قاعدة صلبة، لا غنى له عنها في ثبات خطواته، وبسط الثقة به لديهم، وهو بذلك: لا يروعه سخط السذج من الناس بسبب وضوحه؛ لأنه في الوقت نفسه يكسب به رضا ذوي العقل والحكمة، فالعبرة بذوي الفطن وإن قلوا، لا بذوي الغفلة وإن كثروا.


وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الوضوح فيه معنى الصراحة، والبعد عن التكلف والتصنع، كما أن الوضوح كتاب مفتوح يقرأه كل أحد، هو باب مشرع لكل والج بعقله ولبه، وهو أس رئيس، من أسباب القضاء على سوء الظن والازدواجية والانفصام، الوضوح يا رعاكم الله: عدو الغموض، لا يحمل معنى الوجهين، ولا يجر ذوي الفضول إلى معرفة أغوار الشخصية الغامضة، وفك طلاسمها، والتعنت في كيفية التعامل معها، المرء الواضح: سهل المعشر، جهره ليس نقيض سره، يفهمه أكثر الناس ويألفونه، لين العريكة، لم يتزمل بما يبعده عن الناس ولا يقربه إليهم.


وأكد خطيب المسجد الحرام على المرء المسلم أن يكون واضحاً في أقواله لتتضح الكلمة؛ ويتضح مدلولها، درءاً لأي تفسير خاطئ؛ لأن الأفهامَ تتفاوت، والألفاظَ حمَّالة، وكذا عليه أن يكون واضحاً في أفعاله، فإن ذلك منقبة له ومحمدة، وليحرص على ألا يجعل ذهابه إليهم غير رجوعه منهم، ولا حضوره بينهم خلاف غيبته عنهم، فالوضوح شعار الصادق، إذ يستوي فيه مظهره ومخبره.


وأبان أن ثمة فرق ظاهر بين الوضوح والبلاهة، وبين الغموض وحفظ الأسرار، فالوضوح: لا يعني أن يكون المرء بليداً لا خصوص له، ولا يعني ألا يكون له أسرار يجب حفظها، ولا مصالح تقتضي الحال كتمانَها، كما أن الغموض لا يعني أنه هو الحذر بذاته، ولا هو حجب البديهات، والإمساك عن المروءات، وكتمان الشفافية، وعليك أيها المسلم بالوسط فإنه خير الأمور؛ لئلا يبلغ وضوحك حد السذاجة فتؤذى، ويبلغ كتمانك حد الغموض فينأى عنك، والكيس الفطن من كان وسطاً بين اللائين.


-