الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رؤية وطنية لمواجهة التغيرات المناخية| الأزهر: الإنسان المعاصر أسرف كثيرا في الاهتمام بذاته .. والسياحة: المشيخة في مقدمة المؤسسات الداعمة لجهود الدولة تجاه قضية المناخ

وكيل الأزهر
وكيل الأزهر

رؤية وطنية مشتركة لمواجهة التغيرات المناخية

الأزهر: الإنسان المعاصر أسرف كثيرا في الاهتمام بذاته 

وكيل الأزهر: حماية البيئة والمحافظة عليها من الواجبات الدينية

التضامن: الشراكة مع الأزهر تؤكد التكامل من أجل تحقيق رؤية وطنية

السياحة: الأزهر في مقدمة المؤسسات الداعمة للدولة تجاه قضية المناخ

مدير البيئة بالجامعة العربية: توقيت منتدى جامعة الأزهر حول التغيرات المناخية مهم
 

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن حماية البيئة والمحافظة عليها من الواجبات الدينية، مؤكدا أن المسلم مأمور بالمحافظة على مكونات البيئة وثرواتها ومواردها، التي تعد منحا إلهية لضمان استقرار حياة البشرية.

وأوضح وكيل الأزهر، خلال كلمته، بافتتاح أعمال المنتدى الخامس لجامعة الأزهر، والذي ينعقد تحت عنوان (دور المجتمع المدني تجاه التغيرات المناخية)، أن الشرع الحنيف قد وجه نظر الإنسان إلى أن يتعامل مع الكون من حوله تعامل الشاكر للمنعم سبحانه وتعالى، مع فهم دقيق لحقيقة الشكر التي توجب العمل لا مجرد نطق اللسان، لافتا إلى أن الواقع يشهد أن الإنسان، خاصة المعاصر، قد أسرف كثيرا في الاهتمام بذاته، والعناية بملذاته، حتى صار إنسانا مستهلكا، غاضا الطرف عن المنهج الأخلاقي الحضاري الذي يصون الحياة والأحياء، مؤكدا أن الإنسان كلما كان متعلقا بهذا المنهج الأخلاقي الحضاري كان أكثر قربا من الإحسان الذي أمر أن يتعبد به لله رب العالمين، والذي يفيض على البيئة ومكوناتها صيانة وعناية.

وشدد وكيل الأزهر على أن المجتمع المدني بكل مؤسساته، هو شريك أساسي في صناعة التنمية، ولا يمكن الاستغناء عنه؛ لما له من دور مؤثر ميدانيا وتوعويا من خلال اتصاله المباشر بالمواطنين بكل فئاتهم، وبما يتيحه لهم من فرص مشاركة حقيقية تمكنهم من الاستجابة الفاعلة والتكامل مع جهود الدولة.

وأشاد وكيل الأزهر بوعي الدولة المصرية وقيادتها الرشيدة، تجاه المخاطر المتعلقة بالتغيرات المناخية، واهتمامها البالغ بهذه القضية، والذي تجلى في مشاركة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أعمال قمة المناخ في باريس عام 2016م، وتوقيع مصر على اتفاقية باريس للمناخ ضمن 194 دولة، بالإضافة ترجمة تلك الخطوات إلى واقع عملي في رؤية مصر 2030م، من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر الطبيعية.

برامج لتوعية التلاميذ حول الحفاظ على البيئة

وأضاف وكيل الأزهر، أن من أبرز الإيجابيات التي تدل على أن مصر دولة "عمل لا كلام" تجاه قضية المناخ، هو تبني مشروعات تساعد في المحافظة على البيئة، وتعمل على مواجهة التغيرات المناخية، مثل؛ الاستثمار في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وإنشاء محطات رصد لنوعية الهواء المحيط على مستوى الجمهورية، وربط العديد من المنشات الصناعية بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية، بالإضافة إلى استضافة مصر للدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ خلال الفترة من 7 - 18 نوفمبر القادم، والذي سيقام في مدينة  شرم الشيخ.

وأكد د.الضويني، أن مؤسسة الأزهر لم تأل جهدا في سبيل التوعية بخطورة التغير المناخي، حيث وضعت هذه القضية المهمة على قائمة أولوياتها، ونادت في أكثر من محفل بأهمية تدارك هذا الأمر، وأخذت على عاتقها التوعية والإرشاد وتدشين المبادرات والمؤتمرات والمنتديات، وتحرك الأزهر جامعا وجامعة لهذه القضية الخطيرة، حيث دعا الأزهر إلى «عدم إلحاق الضرر بالأرض التي وهبنا الله إياها نظيفة نقية صالحة للحياة، والابتعاد عن كل الممارسات الخاطئة التي تضر بها وتؤثر على حياة البشر».

وأضاف د.الضويني، أن جامعة الأزهر قد أسست لجنة «لخدمة المجتمع وتنمية البيئة» من أهدافها جعل الجامعة صديقة للبيئة ومنتجة للطاقة الشمسية، كما تبنى قطاع المعاهد الأزهرية ، برامج لتوعية التلاميذ حول الحفاظ على البيئة، وأطلق مجمع البحوث مبادرة «مناخنا حياتنا»، وعقد الأزهر بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة؛ لتعزيز سبل التعاون المشترك في مجال التوعية الخاصة بالبيئة على مستوى الجمهورية.

وفي ختام كلمته أكد وكيل الأزهر أننا في حاجة ماسة إلى بث روح الجمال مرة أخرى في نفوس الناس، وإلى أن نعيد قراءة الكون القراءة الحقيقية التي قرأها من سبقنا من علمائنا الأكابر، فعمروه وملؤوه جمالا أدهش كل من أتى بعدهم، مشددا على أن البيئة بكل مكوناتها أمانة في أعناقنا، ويجب يجب أن نحافظ عليها؛ لتبقى صالحة كما أرادها الله، وليستمتع كل جيل بحقه منها كما استمتع من سبقه.

ممثل التضامن

بينما قال الدكتور أحمد أبو سعدة مساعد وزيرة التضامن، إن شراكة وزارة التضامن مع الأزهر الشريف، في العمل على القضايا العامة، تؤكد التكامل بين مؤسسات الدولة من أجل تحقيق رؤية وطنية مشتركة، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يشهدها عالمنا، وهو ما يشكل صمام الإمان والضامن للمكتسبات التنموية التي تعمل عليها الدولة، كما أن الأزهر الشريف على مدى تاريخه يثبت اهتمامه بمجتمعه وعالمه من خلال تلاحمه المباشر مع كل قضاياه.

وأضاف الدكتور أحمد أبو سعدة، خلال كلمته التي ألقاها بالنيابة عن الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، إن منتدى جامعة الأزهر الخامس، والذي ينعقد اليوم تحت عنوان (دور المجتمع المدني تجاه التغيرات المناخية)، يتلاقى مع رؤية الدولة المصرية وتطلعها إلى تواجد فعال للمجتمع المدني في مجال التوعية للحد من التغيرات المناخية  من خلال تجربة الأزهر وخبرته في مجال التوعية، ووضع أسس وخطط فعالة للمجتمع المدني للاطلاع بدوره للحد من ظاهرة التغيرات المناخية ورفع نسب الوعي للتمكين للأخضر في كافة المجالات
وأوضح أبو سعدة، أن وزارة التضامن الاجتماعي، تقوم بدعم كوادر المتطوعين داخل الأنشطة التنظيمية والبيئية، ودعم كوادر المجتمع المدني في كافة الأنشطة المجتمعية، كما تدعم انخراط الأشخاص ذوي الإعاقة  للمشاركة في الأنشطة المتعلقة بالتغيرات المناخية من أجل دور فعال ومتكامل، وهو ما يحتاج إلى وعي بأهمية هذا الدور والذي يزداد بمثل هذه الفعاليات التي تعزز دور المجتمع المدني وترسم له ملامح وآليات عمله.

ممثلة السياحة

من جهتها، قالت الدكتورة نشوى طلعت، مستشار وزير السياحة والآثار، إن الدور الذي تقوم به مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الأزهر الشريف تجاه تعزيز الوعي بقضايا البيئة تجاه التغيرات المناخية، يدعم جهود الدولة المصرية المبذولة في هذا المجال، بما ينعكس إيجابا على قضايا البيئة والمناخ والتحول نحو ممارسات صديقة للبيئة.

وأوضحت الدكتورة نشوى طلعت في كلمتها التي ألقتها نيابة عن وزير السياحة والآثار خلال منتدى جامعة الأزهر للتغيرات المناخية،  إن اهتمام وزارة السياحة للتحول إلى الأخضر، يأتي انطلاقا من رؤية مصر 2030، للمساهمة في الحد من التغيرات المناخية، من خلال رفع كفاءة المنشآت السياحية والأثرية، وتحويلها إلى منشآت صديقة للبيئة، لتعزيز تحول القطاع السياحي في مصر إلى قطاع صديق للبيئة.
 

ممثل الجامعة العربية

كما شدد محمود فتح الله، مدير البيئة والأرصاد بالجامعة العربية، على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية والحد من آثارها السلبية، مؤكدا أن المنتدى الخامس لجامعة الأزهر حول التغيرات المناخية، يأتي في توقيت مهم يسبق انعقاد مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة cop 27 الذي تستعد الدولة المصرية لاستضافته في شهر نوفمبر القادم .

وأكد فتح الله، خلال كلمته اليوم بالمنتدى الخامس لجامعة الأزهر، والذي  للتغيرات المناخية، والذي ينعقد تحت عنوان (دور المجتمع المدني تجاه التغيرات المناخية)، أن جامعة الدول العربية تولي اهتمامًا كبيرًا لقضايا المناخ والبيئة، وهناك تعاون كبير مع مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز دورهم  في حل المشكلات ومواجهة التغيرات المناخية والحفاظ على الإنسان.