الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب شاملة.. سيناريوهات الغرب عند استخدام بوتين السلاح النووي في أوكرانيا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في الوقت الذي تتصاعد فيه المخاوف من استخدام روسيا أسلحة نووية تكتيكية في الحرب داخل أوكرانيا، تثار عدة تكهنات عن ردود الفعل لدى المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة التي أعلنت منذ أيام أنه لا مؤشرات على أن الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قرارا باستخدام السلاح النووي في أوكرانيا.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن أوكرانيا تأخذ تهديدات بوتين باستخدام الأسلحة النووية على محمل الجد حيث صرح مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن وكالات الاستخبارات في البلاد ترى أن احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية "مرتفع للغاية".

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الأسلحة النووية التكتيكية أقل خطورة من الأسلحة النووية التقليدية فهي مصممة للاستخدام في ساحة المعركة، إلا أن مسؤولين أمريكين قالوا إنهم لم يرصدوا أي قرائن تشير إلى أن موسكو بدأت التعبئة من أجل استخدام السلاح النووي.

ورغم ذلك، قال مستشار وزارة الخارجية الأمريكية، ديريك شوليت إن "التهديد النووي يتضمن مخاطرة كبيرة، ونحن نأخذه بجدية كبيرة ونراقبه. لقد أبلغنا الروس، سرًا وعلنًا، أن مثل هذا الكلام يجب أن يتوقف، وأنهم سيواجهون عواقب وخيمة لو استخدموا السلاح النووي. لكننا لم نر حتى الآن أي شيء خارج عن الإطار المعتاد بخصوص نشر السلاح النووي الروسي. ورغم ذلك، فإن هذا الأمر نعطيه، نحن والحلفاء، اهتمامًا وثيقًا جدًا".

السيناريوهات المحتملة

أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" ديفيد بتريوس، رجح مؤخرًا أن إدارة الرئيس جو بايدن سترد على استخدام بوتين للأسلحة النووية من خلال قيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في جهد عسكري جماعي "للقضاء على جميع السلاح التقليدي الروسي الموجود في ساحة المعركة في أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم وكل السفن الحربية الروسية الموجودة في البحر الأسود".

وقد رد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بالفعل على تهديدات روسيا وقال إن أي استخدام للأسلحة النووية سيؤدي إلى "عواقب كارثية" على روسيا، مشيرًا إلى أنه أوضح ذلك خلال اتصالات خاصة مع موسكو.

ووفق الصحيفة، فإن تصريحات سوليفان لم تكشف عن فحوى تلك العواقب فقد يكون الرد بالمثل من خلال استخدام سلاح نووي تكتيكي أحد خيارات الرد الأمريكي، وهو الأمر الذي من شأنه ردع روسيا وتعزيز ثقة الحلفاء كما يخدم فكرة حظر استخدام الأسلحة النووية في المستقبل والتأكيد أن استخدامها لن يمر دون عواقب.

حرب نووية شاملة

وطيلة الشهور الماضية، عكفت إدارة بايدن على نفى وجود أي سيناريو محتمل ترد فيه الولايات المتحدة بالمثل إذا أقدم بوتين على استخدام السلاح النووي في الحرب. فيما نقلت "نيويورك تايمز" عن محللين قولهم إن رد الولايات المتحدة باستخدام السلاح النووي قد يعزز حظر استخدام أسلحة الدمار الشامل، إلا أنه أيضًا قد يطلق دورة من التصعيد المتبادل تنتهي بحرب نووية شاملة.

ورحجت الصحيفة أن تكون خيارات الرد العسكري الأخرى واردة أكثر، كأن تعمد الولايات المتحدة إلى استخدام الأسلحة التقليدية ضد الموقع الذي أطلق منه السلاح النووي الروسي، أو تقوم بتزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة اللازمة للقيام بذلك.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسؤولين الروس يعتقدون أن بإمكانهم استخدام السلاح النووي في أوكرانيا من دون خشية التعرض لرد عسكري من قبل الناتو.

وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قال في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما لا يخادع في تهديداته باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، مضيفًا: "لا توجد ضوابط تحكم تصرفات وأفعال بوتين. لقد اتخذ قراراً غير مسؤول بغزو أوكرانيا، يمكنه اتخاذ أي قرار آخر".

ووصف أوستن تهديدات بوتين بأنها "غير مسؤولة"، مشيرًا إلى أن "هذا النوع من التهديدات ليس من المفترض أن نسمعه من قادة الدول الكبيرة ذات القدرات العالية".