EN 
بعد سنتين من التنامي المستمر لسوق بيع أجهزة الكمبيوتر بمختلف أنواعه وأجهزة الهواتف النقالة وأيضا السيارات، بدأ يتراجع الطلب ببطء ولكن بثبات على الأجهزة اللوحية والهواتف، وهو ما يعني من الناحية النظرية أن بالطبع مخزون الرقائق الإلكترونية أو ما يسمى أشباه الموصلات آخذ في التحسن ، ولكن مع الأسف لا يبدو أن هذا هو الحال في صناعة السيارات.
وفقا لتقرير موقع autoevolution للسيارات، تكاليف الإنتاج آخذة في الزيادة والمواد الخام التي تدخل في صناعة الرقائق ما زالت شحيحة وغير متوفرة بالنسب التي تحتاجها شركات السيارات مما يساهم في خلق تحديات جديدة لصانعي أشباه الموصلات، وبقدر ما يتعلق الأمر بشكل مباشر بمصنعي السيارات إلا أنهم حتى الآن عاجزون عن إيجاد حلول ناجعة لهذه الأزمة وشح الموارد، لذلك لا تزال هناك اضطرابات كبيرة في عمليات الإنتاج.
هذا يعني أن نقص الرقائق لا يزال يمثل مشكلة للشركات حتى الكبيرة والراسخة منها من أمثال تويوتا وجنرال موتورز وفولكس فاجن ، ولسوء الحظ ، لا أحد من المحللين يتوقع أن تتحسن الأمور قبل عام 2023.
على الجانب الآخر، من الواضح أن شركات التكنولوجيا وتصنيع الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية تراقب عن كثب الأوضاع في صناعة السيارات ولاحظت إمكانيات كبيرة للاستثمار في تصنيع الرقائق الإلكترونية لهذا القطاع.
سامسونج بالشراكة مع SK Hynix ، هما الشركتان اللتان تقودان حاليًا سوق أشباه موصلات في العالم، كما تخططان الآن لاستثمارات ضخمة من أجل تصميم شرائح إلكترونية جديدة تكون متوفرة بسهولة و تستهدف سيارات الجيل الجديد في المقام الأول.
تعتقد شركة Samsung ، على سبيل المثال ، أنه بحلول عام 2030 ، سينمو سوق أشباه الموصلات واحتياجات مصنعي السيارات له بشكل كبير لدرجة أنها ستصبح في نهاية المطاف جزءًا مهمًا لا يمكن الاستغناء عنه لبناء أي سيارة حديثة، جنبًا إلى جنب مع أشباه الموصلات التي تستهدف الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر. هذا هو السبب في أن عمالقة التكنولوجيا يخططون الآن للاستثمار في إنتاج رقائق للسيارات ، حيث يأملون أن يسيطروا على حصة في السوق بأكبر قدر ممكن عندما تتحول كل الشركات لأن تصبح كهربائية فقط وبالتالي يزيد احتياجها للرقائق.
كلما أصبحت السيارات أكثر ذكاءً ، زاد عدد الرقائق التي تستخدمها في تصنيعها، ويوضح الخبراء أن سيارة كهربائية واحدة فقط يمكن أن ينتهي بها الأمر باستخدام الآلاف من أشباه الموصلات اعتمادًا على الأنظمة المثبتة في السيارة، هذا هو سبب استعداد تحفز Samsung لإنفاق مبالغ كبيرة على إنتاج مزيد من الرقائق و بتصميم مختلف، حيث أن هدفها قصير المدى هو أن تصبح الاسم الأول في سوق رقائق السيارات بحلول منتصف العقد.
