لماذا أمر النبي بحسن الصحبة ؟، قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ربنا سبحانه وتعالى أمر بالتقوى ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بالتقوى ومما أمر به حسن الصحبة ، مستشهدًا بما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».
لماذا أمر النبي بحسن الصحبة
لماذا أمر النبي بحسن الصحبة ؟ ، أوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه -صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن نختار الأصحاب لأن الصاحب يؤثر في الإنسان سلبًا وإيجابا فإن كان طيبا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ونصحك في نفسك وفي دينك وإن كان غير ذلك أمر بالمنكر ونهى عن المعروف ولم ينصحك في دينك ولا دنياك فالصاحب مهمٌ في الحياة .
لماذا أمر النبي بحسن الصحبة ؟، وأضاف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يضرب لنا الأمثال ويقول: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل حامل المسك وصاحب الكير» حامل المسك هو بائع المسك وصاحب الكير هو هذا الفرن الذي يستعمله الحداد في مهنته يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «فإن صاحب المسك تشم منه رائحةً طيبة أو تبتاع منه شيئًا فينفعك في طيبك أو يحذوك» أي يعطيك «يحذوك بشيءٍ من مسكه» كله فوائد إما أن تشم منه الرائحة الطيبة.
صاحب الكير
وتابع: وإما أن يعطيك شيئًا على سبيل الهدية وإما أن تبتاع منه وكذلك الجليس الصالح فالجليس الصالح إما أن ينصحك وإما أن تسمع منه الكلام الطيب وإما أن يأمر بمعروفٍ وينهى عن منكر ويرشد إلى الخير ولذلك فهو كحامل المسك، أما صاحب الكير فإما أن يحرق بدنك أو ثيابك وإما أن تشم منه رائحةً كريهة، وكذلك الجليس السوء فإنه إما أن تسمع منه الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وإما أن يأمرك بالمنكر وإما ألا يرشدك وألا ينصحك لوجه الله تعالى.
ونبه إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولرسوله ولعامة المسلمين وأئمتهم»، مشيرًا إلى أن النصيحة هي الدين ولذلك يجب عليك أيها الأب في بيتك أن تراقب أبناءك وأن تراقب صحبتهم وأن تعلمهم تعلمهم الخير وحقائق الحياة تعلمهم مثل الجليس الصالح والجليس السوء تعلمهم أن هذا كحامل المسك وأن هذا كصاحب الكير.
وأفاد بأن الولد أو البنت إذا تركناهم مع صحبتهم وكانت سيئة فإن الندم يصل إلينا ويصل إليهم قريبًا وليس بعيدا، «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» الصحبة مهمة ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يهتم بها ويرشد إليها جاء أحدهم وقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك» في هذا الحديث لو علمناه أبناءنا وعرفوا أن خير صحبةٍ لهم الأب والأم وقام الأب والأم بما عليهما من واجب الرقابة والتربية والتوجيه والإرشاد لوصلنا إلى جيلٍ مبارك يخلو إلى كثيرٍ من المشكلات التي تكتنف عصرنا ومصرنا.