الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف نصل بأنفسنا لأعلى درجاتها؟.. تراودني نفسي الأمارة بالسوء بفعل معين فكيف أتغلب عليها؟.. ومن يعذب في القبر .. الروح أم النفس؟ علي جمعة يجيب

الارتقاء بالنفس
الارتقاء بالنفس

مراتب النفس السبع

كيف نصل بأنفسنا لأعلى درجات النفس؟

تراودني نفسي الأمارة بالسوء بفعل معين فكيف أتغلب عليها؟

من يعذب في القبر .. الروح أم النفس؟

كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال برنامج "من مصر" على شاشة "سي بي سي"، عن النفس الكاملة وأنواع الأنفس السبعة المذكورة في القرآن والسنة، وكيف يصل الإنسان إلى الرتبة الأعلى للنفس.

وقال علي جمعة خلال لقائه التليفزيوني إن هناك من يقول ربنا مش راضي عني ربنا لم يستجب لي إلى غير ذلك من الأمور وهو كلام خاطئ لأن الله سبحانه وتعالى استجاب له لكن العبد ليس عنده يقين يتخطى به الواقع إلى المستقبل ليعلم أن الدعاء قد استجيب أم لا.

وتابع: "إن النفس الراضية والمرضية، نجد أن المرضية أعلى من الراضية، وهي بداية الطريق نحو الكمال المبتغى وهو حال نفس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تبقى النفس واسعة تجعله صبوراً ورحيم مع الناس، وهي النفس الكاملة التي زال فيها النزاع مع الأكوان وتتهيأ معها النفس البشرية للعبادة والتلذذ بها".

ويحزن الإنسان من الله لأنه تعالى لم يستجب له دعائه ولم يحققه له، فيحزن هذا الشخص لهذا الأمر، وفي الحقيقة الله يدبر له ما يكون في صالحه.

وأشار إلى أن هذه النفس تسمى بالنفس الراضية المرضية، والنفس المرضية أعلى من الراضية ، فتدعو ويستجاب لها، ويبدأ صاحبها يتهيأ للكمال وهو حال سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه النفس تكون واسعة وتحتمل كل شئ، فيصبح رحيم بالناس ويقبل الخلاف والاختلاف، ويعفو ويتسامح. وتؤدي بك للفهم الدقيق لمقولة «لا حول ولا قوة إلا بالله».

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «كيف نصل للنفس الراضية والمرضية ؟»، أن النفس الراضية والمرضية هي إحدى مراتب النفس السبع، والتي تبدأ بالنفس الأمارة ثم إذا ترقت أصبحت لوامة ثم تصبح ملهمة ثم تترقى إلى الراضية فالمرضية فالمطمئنة ثم الكاملة.

وأضاف أنه بالنسبة لطريق الارتقاء بالنفس، والوصول بها إلى مرتبة الراضية والمرضية، فقد وضع أهل الله برنامجا، مأخوذا من القرآن الكريم، من ست خطوات، فيكون الطريق لترقى النفس محوطا «بالذكر والفكر والتخلي من كل صفات قبيحة والتحلي بكل صفات صحيحة، والله مقصود الكل فلا تلتفت إلى ما سواه سبحانه –فلا تفتن بالإشراقات أو الكرامات أو الرؤى-».

وتابع: وهذا الطريق الذي يشتمل على الذكر والفكر والتخلية والتحلية والقصد الموجه من غير التفات ومحوط بالشريعة بالكتاب والسُنة، هذا الذي يؤدي في النهاية إلى الراضية المرضية، وهذا هو الذي يؤدي في النهاية إلى الفهم الدقيق لـ"لا حول ولا قوة إلا بالله"، التي هي كنز من كنوز العرش.

فيما قالت دار الإفتاء، في تعريف النفس إن كلمة النفس تجري على لسان العرب في معانٍ؛ فيقولون: خرجت نفسه، أي: روحه، وفي نفس فلان أن يفعل كذا، أي: في رُوعه وفكره، كما يقولون: قتل فلان نفسه، أو أهلك نفسه، أي: أوقع الإهلاك بذاته كلها وحقيقته، فمعنى النفس في هذا: جملة الإنسان وحقيقته؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النساء: 29]. وتطلق كلمة النفس على الدم، فيقال: سالت نفسه؛ ذلك لأن النفس تخرج بخروجه.

وقد أطلق القرآن هذه الكلمة على الله في قوله: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ [المائدة: 116] والمعنى: تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك، أو كما قال ابن الأنباري: إن النفس في هذه الآية: الغيب، ويؤكد ما انتهت به الآية: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ [المائدة: 116]؛ أي تعلم ما أعلم ولا أعلم ما تعلم.

وتابعت: فلفظ "الروح" و"النفس" من الألفاظ التي تؤدي أكثر من معنًى يحددها السباق والسياق واللحاق، وهما في الواقع متغايرتان في الدلالة حسبما تقدم، وإن حلَّتْ إحداهما محلَّ الأخرى في كثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، لكن على سبيل المجاز لا الحقيقة.

وقد اختلف أهل العلم في الروح هل تموت أو لا تموت؟ فذهبت طائفة إلى أنها تموت؛ لقول الله سبحانه: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: 88]، وقالت طائفة أخرى إنها لا تموت؛ للأحاديث الدالَّة على نعيمها وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله تعالى إلى الجسد.

قال القاضي محمود الألوسي في "تفسيره" (15/109، ط. دار الطباعة المنيرية): [والصواب أن يقال: موت الروح هو مفارقتها للجسد، فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت، وإن أريد أنها تعدم وتضمحل فهي لا تموت بل تبقى مفارقة ما شاء الله تعالى ثم تعود إلى الجسد وتبقى معه في نعيم أو عذاب أبد الآبدين ودهر الداهرين، وهي مستثناة ممن يصعق عند النفخ في الصور على أن الصعق لا يلزم منه الموت، والهلاك ليس مختصًّا بالعدم، بل يتحقق بخروج الشيء عن حد الانتفاع به ونحو ذلك] اهـ.

وأشارت وقد تقدم اختيار تغاير النفس والروح بمعنى ما يَصْدُق عليه كل من هذين اللفظين؛ إذ النفس هي مجموع الجسد والروح، أما هذه فذاتية نورانية يقذفها الله من فضله في الإنسان عند خلقه إياه، ومتى فارقت الروح البدن بموته كان مستقرها مختلفًا، فأرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في أعلى علِّيين؛ فقد صحَّ أن آخر ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم الرفيق الأعلى» رواه البخاري.

وفيما يخص سؤال: تراودني نفسي الأمارة بالسوء بفعل معين فكيف أتغلب عليها؟ بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن النفس الأمارة بالسوء من صفاتها أنها تدعوا لفعل المخالفات والمعاصي والذنوب، أو قضاء لرغبة أو فكرة معينة، فتصبر ثم تدعو للفعل مرة أخرى على خلاف الشيطان.

وقال علي جمعة : “لو لقيت الحاجة اللي خايف تعملها بتعود لك أكتر من مرة ده من نفسك الأمارة بالسوء وأهم صفاتها الإلحاح، لأن الشيطان ربنا جعل كيده ضعيف، وهو خناس بيجري، يحثك على فعل الشيء مرة واحدة، فلو عاد إليك الخاطر السييء والداعي للمعصية أكثر من مرة فمن النفس، إن النفس لأمارة ليست آمرة ولكنها أمارة تعيد وتزيد في الإلحاح حتى يقع الإنسان في الذنب”.

وتابع: “النفس الأمارة لها صفات منها فعل المخالفات، وهي إما مخالفات ظاهرية أو مجموعة الصفات الداخلية حقد وغل وحسد وكراهية”، موضحاً أن من بين الأمور التي تعين على النفس الأمارة بالسوء ما يعرف بالوصايا العشر، أو موعظة الجبل عند السيد المسيح، وغيرها من الأمور والوصايا التي جاءت بها الأديان ومنها: “لا تسرق، لا تزني ولا تقتل وغير ذلك”.

وشدد علي جمعة، على أن هناك أزمة في كثير من التجمعات حيث يرى شرب الخمر فتراوده نفس الأمارة بالسوء فتقول الجميع يشرب أو تجعله يريد أن يحس بوجوده بينهم حتى لا يتملكهم منه معايرة وغيره فنقول له لا تشرب فأنت في غضب الله، ربنا أولى أن تتبعه حتى يستجيب لك الدعاء".

فيما قالت دار الإفتاء إن لفظ "الروح" و"النفس" من الألفاظ التي تؤدي أكثر من معنًى، وهما في الواقع متغايرتان في الدلالة بحسب ما يحدده السباق والسياق واللحاق، وإن حلَّت إحداهما محلَّ الأخرى في كثير من النصوص الشرعية، لكن على سبيل المجاز وليس الحقيقة.

وتابعت: الروح المسؤول عنها هي ما سأل عنها اليهودُ فأجابهم الله تعالى في القرآن بقوله: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 85]؛ فهذه الروح التي يحيا بها الإنسان هي سِرٌّ أودعه الله في المخلوقات واستأثر في علمه بكنهها وحقيقتها، وهي التي نفخها في آدم عليه السلام وفي ذريته من بعده.

أما مسألة العذاب فقد ورد في السنة ما يدلُّ على أن العذاب للنفس يكون يوم القيامة، وأن عذاب الروح وحدها يكون بعد مفارقتها للجسد بالموت، وأن الروح بعد السؤال في القبر تكون في عليين أو ذلك سببًا في الزيغ والضلال بعد الهداية والاعتدال؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء: 36].