الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرص واعدة.. ماذا ينتظر المنطقة بعد القمة العربية الصينية في السعودية؟

الرئيس الصيني
الرئيس الصيني

يعقد في 9 ديسمبر الجاري، فعاليات القمة العربية الصينية، في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة عدد من القادة العرب والرئيس السيسي والرئيس الصيني شي جين بينج، والذي يعقد في حضوره 3 قمم مشتركة كالتالي:

  • القمة السعودية الصينية.
  • القمة الخليجية الصينية.
  • القمة العربية الصينية.

الصين، في الوقت الحالي، هي أهم شريك تجاري، لعدد كبير من الدول العربية، وعلى رأسها مصر والسعودية، لذلك تسعى دول المنطقة لاستغلال تلك القمة لتوطيد علاقاتها مع الصين، وتوقيع العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات لتعميق العلاقات العربية الصينية وبناء المجتمع العربي الصيني ذي المصير المشترك.

القمم العربية الصينية في السعودية

وتعد القمة العربية الصينية، هي الأولى التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، وبداية هامة لمسيرة الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين، وذلك من خلال 3 قمم تشمل قمة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولى العهد الأمير محمد بن سلمان.

وتجري القمة الثانية بين الرئيس الصيني وملوك وأمراء الخليج العربي، أما القمة الثالثة يعقدها الرئيس الصيني، مع رؤساء وزعماء الدول العربية، الأمر الذي يشير إلى التعاون الاقتصادي والتنموي العربي الصيني ينتظره آفاق كبيرة مفتوحة، في ظل ظروف دولية تشهد اضطراباً كبيراً.

أهمية القمة العربية الصينية

في هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن القمة العربية الصينية، والتي تعقد في الرياض، تمثل نقلة نوعية في مسار تطور العلاقات العربية الصينية، وتحمل عددا كبيرا من الدلالات والتداعيات الاقتصادية والسياسية الهامة.

الرئيس السيسي والرئيس الصيني

وأضاف سيد، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن القمة تضع إطار مؤسسيا للعلاقات العربية الصينية ترسم من خلاله أهداف وآليات ومستقبل هذا التعاون وهو ما يسهم في تطوير العلاقات على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية، حيث تطور التبادل التجاري منذ تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني في 2004، وارتفع من 36 مليار دولار إلى 330 مليار دولار عام 2021.

الفرص الواعدة التي تنتظر القمة العربية الصينية

وتابع أن هناك العديد من الفرص الواعدة والاستثمارات المشتركة التي يمكن توظيفها بين الجانبين، خاصة في مجال التكنولوجيا الرقمية والطاقة المتجددة والصناعات كثيفة العمالة ومشروعات ريادة الأعمال، كما يوجد عدد كبير من الدول العربية البارزة مثل مصر والسعودية والإمارات التي لديها رؤى تنموية طموحة وفرص استثمارية مهمة مثل المشروعات القومية العملاقة ولعل أبرزها المشروعات التالية:

  • محور التنمية في قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة بمصر.
  • مشروع نيوم في المملكة العربية السعودية ضمن رؤية المملكة 2030.
  • المشروعات التنموية الطموحة في الإمارات، وكلها تمثل بيئة جاذبة وواعدة للاستثمارات الصينية الضخمة.

التعاون المتبادل بين العرب والصين

وأكد خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، أن الصين تشكل أهمية كبيرة للجانب العربي، عبر الاستفادة من التجربة التنموية الصينية التي قامت على المشروعات كثيفة العمالة، وكذلك المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومشروعات ريادة الأعمال.

الرئيس الصيني والملك سلمان بن عبد العزيز

وسلط الضوء على مشروع الحزام والطريق الضخم الذى تتبناه الصين وأنفقت عليه تريليونات الدولارات في القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا، ويمثل فرصة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري العربي الصيني، خاصة أن غالبية الدول العربية منخرطة في هذا المشروع، وهو ما يعزز الخطط التنموية الطموحة لديها.

ولفت إلى أنه من الناحية السياسية والاستراتيجية، تسعى الصين لتعزيز نفوذها ووجودها في المنطقة، ومزاحمة القوى الكبرى الأخرى خاصة أمريكا وروسيا، حيث أن الصين موجودة اقتصاديا بشكل كبير في دول المنطقة، في مقابل الوجود العسكري الأمريكي، ولذلك بدأ النفوذ الصيني يتزايد في بعض الملفات والأزمات السياسية مثل الأزمة السورية، والتي استخدمت الصين فيها حق الفيتو أكثر من مرة.

مساعي الصين لسد الفراغ الأمريكي

وأشار إلى أن الانسحاب الأمريكي من المنطقة في عهد إدارة الرئيس بايدن ترك فراغا كبيرا تسعى الصين لملئه وتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة، ولذلك جاءت القمة الصينية العربية في أعقاب القمة الأمريكية الخليجية العربية في يوليو الماضي، وهو ما يعكس أهمية المنطقة، ومساعي الدول الكبرى لتوطيد نفوذها ووجودها في الشرق الأوسط. 

وأوضح الدكتور أحمد سيد أحمد، أن هذا التنافس الدولي على المنطقة يعكس أهمية ورشادة السياسة الخارجية التي تتبناها مصر والسعودية والإمارات والقائمة على مفهوم الحياد الإيجابي وبناء وتعدد الشراكات الاقتصادية والإستراتيجية مع القوى الكبرى، دون الانحياز لقوة على حساب القوى الأخرى أو استبدال قوة بقوة أخرى، وإنما الاستفادة من التعاون مع كل القوى الكبرى فى إطار من الندية والاستقلالية بما يعظم المكاسب والمصالح العربية ويعطى هامشا كبيرا من حرية الحركة للدول العربية فى تنويع دوائر سياستها الخارجية ومصادر تسليحها.