منتصر الأكرت لـ صدى البلد: رؤيا منامية وراء دخولي عالم الابتهالات.. وهذا سر ارتباطي بصلاة الفجر

الشيخ منتصر الأكرت:

بدأت قارئا في الـ 12عاما.. وكنت أول مبتهل يعتمد في الإذاعة المصرية في عمر 24 عاما

أسسنا نقابة للمبتهلين الإذاعيين وغير العاملين بالإذاعة تنطلق 2023

الابتهال قديما رسالة يمكن أن يتحدث عن أخلاق النبي والصفات الحسنة.. واليوم أصبح وظيفة للتكسب

الابتهالات الدينية والمديح النبوي من الفنون المصرية الإسلامية الأصلية، التي تضرب بجذورها إلى الفتح الإسلامي لمصر، وقد اعتاد المصريون على سماع المديح محبة في رسول الله محمد وآل بيته الأطهار، وفي لقاء أجراه “صدى البلد”، مع الشيخ منتصر الأكرت كبير مبتهلي الإذاعة والتليفزيون، كشف عن بدايات فن الابتهالات الدينية وما يفرق بينه وبين المديح والتواشيح، وكيف ارتبط بصلاة الفجر دون غيرها من الصلوات الخمس.
وناشد الأكرت خلال حواره الخاص لـ"صدى البلد"، مسئولي الإذاعة والتليفزيون بتوقيع كشف عاجل وفوري للقراء والمبتهلين العاملين بالإذاعة؛ للكشف عن المخدرات أسوة بمؤسسات الدولة، وامتثالا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، حفاظاً على قدسية القرآن الكريم ومكانة قارئ القرآن، وإلى نص الحوار..

بداية .. كيف بدأت علاقتك كأحد أعلام الابتهال الديني؟
منتصر محمد الأكرت كبير مبتهلي الإذاعة والتلفزيون، من مدينة أرمنت بالأقصر، وهي قرية انتمى إليها كبار المشايخ كالشيخ الراحل عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ أحمد الرزيقي، وكانا علامين بارزين في دولة التلاوة.
كان والدي من أهل التصوف وأبناء الطرق الصوفية، أتممت حفظ القرآن الكريم وأنا في الـ 12 عاما، فبدأت بالتلاوة كقارئ للقرآن وحفظته في سن الـ 13، وفي سن الـ 17 عاماً رأيت 3 مرات في المنام أني أمدح النبي، وحينما قصصت الرؤية على أحد الصالحين فقال أنت ستكون مادحاً لرسول الله.
من هنا بدأت البحث عن الابتهال الديني وعشقته لأجل الشيخ لأنه من جذبني إلى هذا الفن، إبراهيم الأسكندراني وكان من كبار المبتهلين في الإذاعة، وتتلمذت على يد الشيخ محمد الهلباوي والشيخ سعيد حافظ، ثم دخلت معهد الموسيقى، ثم تقدمت لامتحان لجنة الإذاعة عام 1996 ووقتها كان الشيخ أبو العينين شعيشع، ورزق خليل حبة، وغيرهما، وبفضل الله كنت أول مبتهل يعتمد في اللجنة لأول مرة، كما كنت أول مبتهل يعتمد في الإذاعة المصرية في عمر 24 عاما.
وكان أول ابتهال فجر لي في مسجد الفتح، ونصحني الشيخ إبراهيم الإسكندراني ألا أقلق وألا أكل، وللأسف الشديد هناك من يعتمد الآن إذاعيا من هم دون المستوى فقط خامة صوتية دون أن يطور من نفسه أو يتتلمذ على يد أحد من كبار المبتهلين، ولا يقبلون النصيحة، وغرتهم الشهرة.
هل الإنشاد والابتهال كلاهما فن واحد؟
هناك فرق بين الابتهال الديني والإنشاد فما نسمعه في الفجر من المبتهل يؤدي بمفرده ومن أعلامه الشيخ النقسبندي، الانشاد الذي يصاحبهآلات موسيقية وينقسم إلى إنشاد فصيح ومن أعلامه الشيخ التهامي، وهناك إنشاد عامي ومعروف في وجه بحري بصفة خاصة.

كيف تنظر إلى فن الابتهالات في الوقت الحاضر وماذا ينقصه؟
للأسف الشديد الابتهال في تراجع، وذلك نتيجة لتقصير المبتهل الحديث في البحث عن علم الابتهال ودراسته، والاستفادة من أعلامه، وأصبح عنده كمهنة، يؤديها للحصول على أجر وشهرة فقط، بينما الابتهال قديما هو رسالة يمكن أن يتحدث عن أخلاق النبي أو الصفات الحسنة، وغيرها، وزارة الأوقاف مشكورة جمعت المبتهلين الإذاعيين وقامت بمجموعات لتأدية التواشيح داخل المساجد لكن تتطلب الاعتماد على كبار المبتهلين لتحقيق الاستفادة المرجوة منها.
كانت لك مطالبتك بتحليل مخدرات على قراء ومبتهلي الإذاعة قدامى وجدد، فلماذا؟
الدولة برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، كانت لها مبادرة بمواجهة هذا الداء والسم الذي يهدد مستقبل الأمة وورد النص بتحريمه في القرآن الكريم والفتاوى الصادرة عن جموع العلماء، ومن هنا فلا يليق أن يكون بين القراء والمبتهلين والمنشدين أن يكونوا ممن يتعاطون هذا السم، وأعلم أن هناك من يتعاطون هذه المحرمات ويجب التعامل معهم بمنتهى الحزم حتى يكونوا عبرة لمن يتجرأ ولا يتورع ولا يتقي الله تعالى.

لماذا ارتبطت الابتهالات الدينية بصلاة الفجر ؟
فن الابتهالات الدينية شأنه شأن الإنشاد الديني من الفنون التي برع فيها المصريين بل كانوا وسيظلون في المقدمة ثم يأتي بعد ذلك من يأتي، وارتباط الابتهالات الدينية بصلاة الفجر كونها من الأوقات الروحانية التي ينزل فيها المولى عزوجل للسماء الدنيا، وقد قيل أن أول من ربط الابتهالات الدينية بصلاة الفجر الشيخ علي محمود، وقيل الشيخ طه الفشني، لكن الأصح هو الشيخ علي محمود هو من استنها، حتى صارت لنا "سُنة علوية".
ماذا عن نقابة المبتهلين؟
المبتهلين الإذاعيين لم يكن لديهم نقابة خاصة وأغلبهم ينتمي للقراء ويحمل عضوية النقابة العامة لقراء مصر كمقرأين فقط، بينما لا ينتمي المبتهلين بصفة عامة لأي نقابة فغير المسموح لهم الانتماء لشعبة المداحين والمنشدين الملتحقين بنقابة المهن الموسيقية.

ونحن الآن بصدد تأسيس نقابة للمبتهلين الإذاعيين وغير العاملين بالإذاعة، على أن تباشر عملها مطلع العام المقبل 2023، وسيرأسها الشيخ عبدالرحيم دويدار ومقرها مدينة إمبابة محافظة الجيزة.