الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاص| فيحاء وانج: القمم العربية الصينية حققت كافة أهدافها

القمة العربية الصينية
القمة العربية الصينية

شهدت السعودية فعاليات القمة العربية الصينية الأولي، بالإضافة إلي قمة خليجية صينية وأخرى صينية سعودية، حيث التقي الرئيس الصيني شي جين بينج بالعديد من قادة ورؤساء الدول العربية وكان أهمهم اجتماعه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي. كما تم توقيع العديد من اتفاقيات التعاون بين الجانبين.

وتعد هذه القمة قمة تاريخية كما وصفها الإعلام الصيني وهي الأولى التي تعقدها الصين مع الدول العربية منذ تفشي جائحة كورونا وبعد انتهاء المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني والتجديد لشي.

وتسعى الصين لتحسين علاقاتها مع الدول العربية بشكل عام ودول الخليج المنتجة للنفط بشكل خاص، خاصة بعد اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة التي يعاني منها العالم الأجمع. لذلك اختارت بكين السعودية لاستضافة هذه القمة العربية الأولى باعتبارها أكبر منتج ومصدر للنفط في الوقت الحالي.

وفي هذا الصدد قالت فيحاء وانج، الصحفية الصينية بمجموعة الصين للإعلام في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، "إنه فيما يتعلق بمستقبل العلاقات بين الصين ومصر، فإن العلاقات بين الجانبين واصلت مسيرتها القوية في كافة مجالاتها طيلة ما يزيد على ستة عقود، وتوطدت إلى مستوى أعلى، في ظل الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تربط بين البلدين، ودور القيادة السياسية في كليهما في دفع علاقاتهما إلى آفاق أكثر رحابة وتنوعا".

وأضافت أنه يمكن القول إنه على الرغم من المكانة المتميزة التي وصلت إليها العلاقات المصرية – الصينية منذ تدشينها فإن البلدين يمتلكان إمكانيات وفرص كبيرة، مازالت بحاجة إلى استغلالها بغية تحقيق الاستفادة القصوى من تلك العلاقات لطرفيها، وتحديدًا الطرف المصري، الذي مازال بحاجة إلى الاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها الصين في كافة المجالات، ولاسيما المجالات الاقتصادية المتنوعة، بما فيها السوق الصينية الضخمة والسياحة وتوطين الصناعة والتكنولوجيات الحديثة والاستثمارات الخارجية، بما يعظم من المردود الاقتصادي – وبالتالي الاستراتيجي – الذي يعود على مصر جراء تعاونها مع الصين في تلك المجالات، لاسيما وأن مصر تمتلك العديد من المزايا الاستراتيجية التي تجعل الصين تحرص على زيادة تعاونها الاقتصادي مع مصر في المستقبل، وهو ما يصب في المجمل في تحقيق الكسب المشترك للبلدين وللشعبين الصديقين.
 

وأما عن العلاقات الصينية السعودية، أكدت الصحفية الصينية لـ “صدي البلد”، أن العلاقات بين بكين والرياض شهدت تطورا مزدهرا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، خاصة في السنوات العشر الماضية. يحترم الجانبان السيادة والطريق التنموي والتاريخ والتقاليد الثقافية للجانب الآخر.

وصرحت بأن الصين ستعمل مع المملكة بانتهاز الفرصة لهذه الزيارة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، وستتبادل معها الفهم والتأييد بعزيمة لا تتزعزع، وتدعو معها سويا إلى الاستقلال ورفض التدخل الخارجي. وستعمل معها على زيادة المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية 2030" السعودية والدفع بالتعاون العملي في كافة المجالات على نحو معمق وملموس.
 

وتابعت أنه في ظل التغيرات غير المسبوقة التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة، تواجه كل من الصين والدول العربية المهمة التاريخية لتحقيق نهضة الأمة وتسريع التنمية الوطنية. ستعمل الصين مع الدول العربية على تكريس روح الصداقة فيما بينها وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.

وأكدت فيحاء وانج في تصريحات خاصة أن الصين والدول العربية سيواصلا رفع راية عدم التدخل في الشؤون الداخلية عاليا، وتتبادل الدعم الثابت لبعضها البعض في الحفاظ على السيادة وسلامة الأراضي، وتعمل معا على الدفاع عن الإنصاف والعدالة الدوليين. ستواصل الصين والدول العربية التعاون في بناء "الحزام والطريق"، وتوسيع نطاق التعاون العملي باستمرار في مجالات الغذاء والطاقة والاستثمار والتمويل والطب وغيرها، بما يحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك بجودة أعلى وفي بعد أعمق.


وقالت: " إنه خلال السنوات العشر الماضية، حقق التعاون الصيني العربي في مختلف المجالات سلسلة من الإنجازات البارزة والمتفرجة. أقامت الصين شراكات استراتيجية شاملة أو شراكات استراتيجية مع 12 دولة عربية ومن بينها مصر والسعودية ووقعت وثائق تعاون بشأن البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" مع 20 دولة عربية".

وذكرت الصحفية الصينية أن الصين تدعم 17 دولة عربية مبادرات التنمية العالمية ، وانضمت 15 دولة عربية إلى عضوية البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية ، وشاركت 14 دولة عربية في مبادرة التعاون في أمن البيانات بين الصين والدول العربية. في عام 2021 ، سيصل حجم التجارة بين الصين والدول العربية إلى 330.3 مليار دولار أمريكي ، بزيادة 1.5 مرة مقارنة بما كان عليه قبل 10 سنوات.


وأشارت إلى أن القمم الثلاث التي عقدت بالرياض بحضور الرئيس الصيني شي جين بينج ستدفع نحو تعزيز التعاون العربي-الصيني خلال السنوات المقبلة، في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع العواصم العربية مع بكين. وترحب الصين بجميع الدول العربية لرفع مستوى العلاقات الثنائية إلى أعلي مسترى مثل علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة أو الشراكة الاستراتيجية.
 

وأكدت لصدي البلد أن الصين تسعى لشراكة استراتيجية مع الدول العربية لبناء عالم متعدد الأقطاب في مواجهة الهيمنة الأمريكية. بالطبع تود الصين الاستفادة من ثراء الدول العربية خاصة السعودية بموارد الطاقة كما  تحتاج الدول العربية للاستفادة من التكنولوجيا الصينية واستثماراتها في البنية التحتية، والتخلص من الهيمنة الأمريكية وانحيازها المطلق لإسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

وتابعت أن تأتي هذه القمم وزيارة الرئيس الصيني بينما تشهد العلاقات السعودية – الأميركية توترا، إثر قرار المملكة خفض إنتاج النفط من خلال تحالف “أوبك بلاس”. مؤكدة، أن التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين يختبر الولاءات في الخليج الغني بالنفط. وعلى الرغم من عقود من التعاون الوثيق مع واشنطن، بما في ذلك من خلال استضافة قواعد عسكرية، برزت الصين كثقل اقتصادي رئيسي موازن. وقد دفع الانسحاب الأميركي المتصور من المنطقة حلفاء إلى البحث عن طرق لتنويع شراكاتهم الأمنية والدبلوماسية.