أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، استعداد بلاده للانخراط في حوار مع واشنطن لمناقشة المخاوف الأمريكية المتعلقة بـ "الأنشطة السرية تحت الأرض" الروسية.
وتأتي هذه التصريحات في سياق التوتر المتصاعد حول ملف الحد من التسلح وإمكانية استئناف التجارب النووية من قبل القوى الكبرى، وهو ما يعيد ملف الأمن الاستراتيجي إلى واجهة الدبلوماسية بين البلدين.
وقال لافروف في سلسلة تصريحات، اليوم الثلاثاء، نشرتها عنه وسائل إعلام روسية، إن موسكو مستعدة لأي تجارب نووية حال قامت بها أي قوى دولية وأنها لن تنتظر الرد على أي تهديد، معبرا في الوقت ذاته عن قلق موسكو من التصريحات الأمريكية بشأن التجارب النووية للأغراض الجيوسياسية.
وأضاف وزير الخارجية الروسي “مستعدون في موسكو لبحث تحضيرات القمة بين بوتين وترمب عندما تقدم أمريكا مقترحا جديدا للقاء”
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تُعد "تدابير انتقامية" رداً على قرار الاتحاد الأوروبي الأخير بفرض قيود مشددة على إصدار تأشيرات شنغن متعددة مرات الدخول للمواطنين الروس.
ويأتي هذا التصعيد الدبلوماسي كجزء من سلسلة الإجراءات المتبادلة بين الجانبين في ظل الحرب في أوكرانيا، حيث تهدف الإجراءات الأوروبية إلى زيادة الضغط على موسكو على مختلف المستويات.
الأسباب الأوروبية: بررت المفوضية الأوروبية قرارها بتشديد قواعد التأشيرات بضرورة حماية "أمن الاتحاد الأوروبي" من التهديدات المتزايدة، مشيرة إلى "أعمال تخريب" محتملة و"سوء استخدام" للتأشيرات من قبل بعض الروس.
وبموجب القواعد الجديدة، سيُضطر المواطنون الروس إلى الحصول على تأشيرة لدخول واحد فقط في معظم الحالات، بدلاً من تأشيرات الدخول المتعددة التي كانت تتيح السفر بسهولة.
ويُعتقد أن مصطلح "الأنشطة السرية تحت الأرض" يشير بشكل مباشر إلى قضايا متعلقة بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT) أو المنشآت النووية العسكرية الروسية.
وتصاعدت المخاوف الأمريكية مؤخراً، لا سيما بعد تصريحات من الإدارة الأمريكية السابقة حول إمكانية استئناف التجارب النووية، وهو ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدوره لإعطاء تعليمات لإعداد مقترحات بشأن جدوى بدء الاستعدادات لإجراء تجارب نووية روسية محتملة.
وتعود المخاوف إلى المواقع التي يمكن استخدامها لإجراء اختبارات نووية تحت الأرض، وتفسير واشنطن لبعض الأنشطة الروسية في تلك المواقع بأنها قد تكون استعدادات لخرق فعلي لالتزامات عدم إجراء التجارب.
وأكد لافروف على أن موسكو مستعدة للحوار، لكنها في الوقت ذاته تنتظر توضيحات رسمية من واشنطن بشأن نواياها الحقيقية حول استئناف التجارب النووية.
وأشار لافروف إلى أن موسكو "لم تتلق بعد أي توضيحات رسمية" من واشنطن حول تصريحات متعلقة باستئناف التجارب النووية، وأن روسيا ستتخذ قراراتها "بناءً على تقييم دقيق للمصالح القومية والوضع الدولي الراهن".
وتُشير دعوة لافروف إلى استعداد روسي مبدئي للحوار، لكنها تضع الكرة في الملعب الأمريكي فيما يتعلق بتوضيح موقفها من القضايا النووية الحساسة. فالحوار الاستراتيجي بين أكبر قوتين نوويتين في العالم قد تعثر بشكل كبير على خلفية الحرب في أوكرانيا وتدهور العلاقات الدبلوماسية.

