الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف استغلت أوكرانيا الحرب في محو الماضي الروسي من الأماكن العامة؟

أوكرانيا
أوكرانيا

تعمل أوكرانيا على تسريع جهودها لمحو آثار النفوذ السوفيتي والروسي من أماكنها العامة من خلال هدم الآثار وإعادة تسمية مئات الشوارع لتكريم فنانيها وشعرائها وجنودها وقادة الاستقلال وغيرهم،  بمن فيهم أبطال حرب هذا العام.

بعد اعلان موسكو العملية العسكرية الخاصة في 24 فبراير، والتي قتل وجرح فيها أعدادا لا حصر لها من المدنيين والجنود ودمرت المباني والبنية التحتية، حوّل قادة أوكرانيا الحملة التي ركزت ذات مرة على تفكيك ماضيها الشيوعي إلى حملة "نزع الطابع الروسي"، وبالفعل، فقد اختفت الشوارع التي كرمت الزعيم الثوري فلاديمير لينين أو الثورة البلشفية.

واعبترت أوكرانيا أن هذه الخطوة بمثابة عقوبة جزئية على الجرائم التي ارتكبتها روسيا، وتأكيد جزئي للهوية الوطنية من خلال تكريم الأعيان الأوكرانيين الذين تم تجاهلهم في الغالب.

وينظر الكثيرون في أوكرانيا إلى روسيا، من خلال الاتحاد السوفيتي، على أنها فرضت هيمنتها على جارتها الجنوبية الغربية الأصغر لأجيال، مما جعل فنانيها وشعرائها وأبطالها العسكريين في حالة غموض نسبي، مقارنة بالروس الأكثر شهرة.

ويسعى الأوكرانيين لإحداث طفرة غير مسبوقة  في هويتهم الوطنية. فقد ارتدى الرئيس فولوديمير زيلينسكي قميصا أسود كتب عليه: "أنا أوكراني"، وهو  من بين العديد من الأوكرانيين الذين ولدوا يتحدثون الروسية كلغة أولى". والآن، يحاولون تجنب اللغة أو على الأقل يحدون من استخدامها.

ولطالما تم التحدث باللغة الأوكرانية بشكل أكبر في الجزء الغربي من البلاد، وهي المنطقة التي ابتعدت، في وقت مبكر، عن وضع التماثيل والصور الروسية والسوفياتية.

وتقوم أجزاء كبيرة من شمال وشرق ووسط أوكرانيا بإجراء هذا التغيير اللغوي. فقد سحبت مدينة دنيبرو الشرقية يوم الجمعة تمثال نصفي لألكسندر بوشكين- مثل دوستويفسكي، عملاق الأدب الروسي في القرن التاسع عشر. تم ربط حزام من رافعة تحت ذقن التمثال.

كما أعلن عمدة كييف فيتالي كليتشكو هذا الشهر عن إعادة تسمية حوالي 30 شارعا آخر في العاصمة.

وقال فولوديمير بروكوبيف، نائب رئيس مجلس مدينة كييف، إن سياسة "إلغاء الشيوعية'' الأوكرانية منذ عام 2015 قد تم تطبيقها بطريقة  "ناعمة'' حتى لا تسيء إلى الحساسيات بين سكان البلاد الناطقين بالروسية وحتى المؤيدين لموسكو.

وأضاف: "'مع الحرب ، تغير كل شيء وإعادة تسمية  الشوارع يشبه محو الدعاية التي فرضها الاتحاد السوفيتي على أوكرانيا". خلال الحرب، سعى الروس أيضا إلى فرض ودمج ثقافتهم وسيطرتهم في المناطق التي سيطروا عليها.

وقال بروكوبيف إن كييف أجرت في برنامجها دراسة استقصائية عبر الإنترنت وتلقت 280 ألف اقتراح في يوم واحد. وبعد ذلك، فحص مجموعة من الخبراء الردود، وأعطوا مسؤولو البلدية وسكان الشوارع ختم الموافقة النهائية.

وفي إطار برنامج "عدم التواصل"، تمت إعادة تسمية حوالي 200 شارع في كييف قبل هذا العام. وقال بروكوبيف إنه في عام 2022 وحده، تمت إعادة تسمية نفس العدد من الشوارع ومن المقرر إعادة تسمية 100 شارع آخر قريبًا.

فقد سمي أحد الشوارع بـ "أبطال ماريوبول"،  المقاتلون الذين صمدوا لأشهر ضد حملة روسية مدمرة في تلك المدينة الساحلية في بحر آزوف التي سقطت في النهاية. كما سمى شارع على اسم مدينة فولجوجراد الروسية باسم شارع رومان راتوشني تكريما لناشط مدني وبيئي يبلغ من العمر 24 عاما قُتل في الحرب.

ولا يزال شارع صغير في شمال كييف يحمل اسم دوستويفسكي، ولكن سرعان ما سيتم تسميته على اسم وارهول، صاحب رؤية فن البوب ​​الراحل من الولايات المتحدة والذي كان لأبويه جذور عائلية في سلوفاكيا، عبر الحدود الغربية لأوكرانيا.