الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تشفع الزوجة المؤمنة لزوجها العاصي يوم القيامة ؟ دار الإفتاء تجيب

الشفاعة يوم القيامة
الشفاعة يوم القيامة

هل تشفع الزوجة لزوجها العاصي يوم القيامة ؟ أحب الله -تعالى- أن يُكرِّم بعض عباده ويميّزهم عن غيرهم بأن يكون لهم شرف الشفاعة لغيرهم، بالإضافة إلى إظهار الكرم الرباني على المشفوع له، وليس كما اعتقد بعض الناس بأنّ الشفاعة هي فرصة للجرأه على ارتكاب المعاصي؛ لأنّه لا أحد يستطيع أن يتأكّد أن هناك من سيشفع له.

 

أفاد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأنه ليس هناك ما يمنع شرعا من شفاعة الزوجة لزوجها إذا أذن الله لها في الشفاعة، لأن الشفاعة ثابتة في الكتاب والسنة، والشفاعة أنواع عديدة فمنها: شفاعة الأنبياء وشفاعة الملائكة وشفاعة الشهداء وشفاعة المؤمنين في بعضهم البعض وشفاعة الأعمال الصالحة كالصيام والقرآن.

 

الشفاعة يوم القيامة

 

إن الشفاعة هي سؤال فعل الخير وترك الضر عن الغير على سبيل الضراعة والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وهي نوع من أنواع الدعاء، والمقصود بالشفاعة في يوم القيامة هي السؤال في التخليص من موقف القيامة وأهواله، وقد تحدث عنها القرآن الكريم في مواضع عدة فقال تعالى: «يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا»، وفي هذه الآيات دلالة على ثبوت الشفاعة؛ لأن نفي الشفاعة بلا إذن يعني ثبوت شفاعة بإذن؛ فالشفاعة ثابتة بالقرآن الكريم.

 

 الشفاعة تكون للأنبياء في أقوامهم، وتكون للصالحين الذين يشفعون في العصاة، وتكون للمتحابين في الله يشفع بعضهم في بعض، وأيضا هناك شفاعة المظلوم لمن ظلمه، وشفاعة الفقير للغني، وشفاعة سقط الحمل الذي لم يكتمل فهو يشفع لوالديه، والشفاعة بهذا المعنى أوسع بكثير جدا من شفاعة الانبياء،  والنبي ﷺ له في القيامة ثلاث شفاعات؛ أما الشفاعة الأولى فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء عن الشفاعة حتى تنتهي إليه، وأما الشفاعة الثانية فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، وهاتان الشفاعتان خاصتان له، وأما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار، وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم، فيشفع فيمن استحق النار ألا يدخلها، ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها.

 

والشفاعة الكبرى هي شفاعة خاصة بالنبي محمد ﷺ في الحشر يوم القيامة، حيث يشتد البلاء على الناس، ويشق عليهم الانتظار، ويذهبون إلى الأنبياء يستشفعون بهم عند الله لكي يصرفهم عن هذا الموقف الصعب، وكل نبي من الأنبياء يعتذر ويتراجع حياء وخجلا من الله، ثم يذهبون إلى النبي ﷺ؛ فيشفع لهم، ويقبل الله شفاعته في الخلق، وهذه الشفاعة ليست خاصة بأمة النبي ﷺ وحدها، وإنما هي شفاعة عامة لأهل الموقف جميعا، لا فرق بين مؤمنهم وكافرهم؛ فالكل مستفيد من هذه الشفاعة الكبرى.

 

والشفاعة في أهل الكبائر وهم الذين استحقوا دخول النار، فيشفع لهم؛ فلا يدخلونها، أو يخرجون منها إن كانوا قد دخلوها، ليست خاصة بالنبي ﷺ، بل يشاركه فيها الأنبياء والشهداء والمؤمنون والصالحون، والعقيدة بدوائرها الثلاث بدائرة السمعيات فيها آيات وأحاديث تبين أن النبي ﷺ سيشفع في العصاة والمذنبين يوم القيامة.