الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شفاعة النبي يوم القيامة.. ماذا تعني؟ وهل هناك شفعاء آخرون؟

شفاعة النبي يوم القيامة
شفاعة النبي يوم القيامة

شفاعة النبي يوم القيامة .. من الأمور التي يتساءل كثير من الناس عن حقيقتها مسألة الشفاعة، فـ ماذا تعني شفاعة النبي يوم القيامة ؟

شفاعة النبي يوم القيامة

يقول الشيخ محمد الميسر من علماء الأزهر الشريف الراحلين، إن الشفاعة من الأمور السمعية التي تلقتها الأمة، وهي تكريم من الله للشفعاء، موضحاً أنها الشفاعة عند الله تبارك وتعالى ليست كما هي عند الناس، فـ الله يصطفي بعض الشفعاء من البشر أو غيرهم بياناً لمنزلتهم، ولهذا كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أول شافع وأول مُشفع فهو أول طالب للشفاعة وأول مقبول للشفاعة.

ولفت إلى أن الشفاعة في الإسلام تفهم في إطارها الشرعي أنها تفضل من الله تبارك وتعالى وبإذنه وليست مطلقة للشفعاء، فهي كما أخبر المولى تبارك وتعالى: "مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ"، وعنه جل وعلا أيضاً:" وَكَم مِّن مَّلَكٍۢ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغْنِى شَفَٰعَتُهُمْ شَيْـًٔا إِلَّا مِنۢ بَعْدِ أَن يَأْذَنَ الله".

وبين الشيخ محمد الميسر أن الشفاعة أساساً لله تبارك وتعالى ابتداءً وانتهاءً، ولا تجوز لكافر، يقول الله تبارك وتعالى:" قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"، وقوله: "فما تنفعهم شفاعة الشافعين"، مشيراً إلى أنه من خصائص الرسول أنه صاحب الشفاعة العظمى والمقام المحمود أي أن الناس حينما يبعثون من قبورهم ويساقون إلى المحشر تتحقق لهم أهوال فيتمنوا الانصراف ولو إلى جهنم، فيذهبون إلى الأنبياء عسى أن يشفعوا لهم عند ربهم ويتم الحساب ليعرفوا مصيرهم ولو بالعذاب، فيذهبون إلى إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم ثم إلى رسول الله فيخر ساجداً تحت العرش مناجياً ربه فيخاطب: ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ"، مشدداً هذه هي الشفاعة العظمى، يعقبها شفاعة أخرى للأنبياء والعلماء، لما ورد عن المصطفى من قوله :"لكل نبي دعوة مستجابة".

وأكد الميسر على أنه للأنبياء شفاعات في أقوامهم، والملائكة تشفع، والمؤمنون يشفعون بعضهم لبعض، ثم تكون الشفاعة الكبرى لله عزوجل، فعن النبي: "شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حمما"، مشدداً على أن الشفاعة لا تنفي العذاب المؤقت إلا أنها تبرهن على أن المؤمن لا يخلد في الجحيم.

شفاعة النبي يوم القيامة

ورد في إثبات الشفاعة للنبي قوله تبارك وتعالى:" ولسوف يعطيك ربك فترضى"، وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ) .. قَالَ : ( ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) رواه البخاري.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لا يُطِيقُونَ وَلا يَحْتَمِلُونَ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : أَلا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ أَلا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : عَلَيْكُمْ بِآدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام . . . ثم ذكر الحديث إلى قوله : فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى ) رواه البخاري.

شفاعة النبي يوم القيامة

وقد بين الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عن شفاعة أدوات الرسول، حيث أكد أنها شفاعة ثابتة بالقرآن والسنة، موضحاً أنه حينما يلقى رسول الله سيطلب منه أن يتصدق عليه ببردته الشريفة.

وقال الجندي: "كان في الزمن القريب يحكمنا في الحواديت أن الملك حين يرسل مرسال يقول: خد خاتمي هذا لتبلغ الملك أنها مني كعلامة، وسيدنا النبي كان كده، أدواته لها شفاعة".

ولفت الجندي إلى أن سيدنا الحسن البصري كان في حالة تجلي كان يصف قميص النبي وفي نعله كان يقول كان نعل نعلوا بذكره، فسئل يا إمام كيف نعلوا بذكر نعله، فقال أمر موسى بخلع نعله ولم يؤمر الحبيب في ليلة الإسراء والمعراج.

وشدد على إيماننا بعصمة الأنبياء والتبرؤ إلى الله ممن ينتقص من حقهم وممن ينزلهم عن قدرهم، مشدداً على إيماننا بأن الأنبياء منزهون عن الذنب والمعصية والخطيئة، وإيمانه بأن الخطأ البشري والنسيان قد يرد على الأنبياء.