الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احذروا هذا الأمر.. خطيب المسجد الحرام: تغييب العقول من أخطر الفتن في الأمة

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن مِنْ أنْكَى الفِتَنِ في الأُمَّةِ ومِلَّتِها، ووحْدَتِها وألْفَتِها: فِتْنَةُ تغييب العقول، إما بأفكار هدَّامة ضالة، أو مُسْكِرات ومخدرات مُغَيِّبَةٍ مُضِلة والعقل والإدْرَاك مِن أزكى مِنَنِ البَارِي وأسْنَاها، وأجَلِّ النعم وأغْلاها.

من أنكى الفتن 

وأوضح " السديس "  خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن بالعقل يَسْمُو صَاحِبُه، وتَجِلُّ مَنَاقِبُهُ، وتَنْبُو عَنِ الفَرَطاتِ عَوَاقِبُهْ، منوهًا بأن أفْضَلُ قَسْمِ اللهِ للمرء عقلُه فَلَيْس مِنَ الخيرَاتِ شيْءٌ يُقارِبُهْ إذَا أكمل الرَّحمنُ للمرء عقلَه فقد كَمُلَتْ أخْلاقُهُ ومَـآرِبُهْ.

ونبه إلى أن في هذه الآوِنةِ التَّارِيخِيّة، تَعيش أمَّتُنَا الإسلاميّة فِتَنًا حَالِكة، وعَوَاصِفَ مِن التحديات هالِكة، اخْتَلَفَتْ ضُرُوبُها، واسْتَحَرَّت كُرُوبُها، وغَدَتْ كَعَارِضٍ مُنْهَمِر ونوء مُسْتَمِر، أَمْلَتْ عَلَى المُسْلِمِين التَّدَبُّر والاعتبار، وعِلاجَهَا بِأَوْفِقِ مِسْبَار، في حزم وحِكمَةٍ واقْتِدَار. 

مفسدة ودفعه مصلحة

وأضاف أنه لقد جاء الدين الإسلامي بما فيه مصالح العباد في المعاش والمعاد ؛ يقول الإمام الغزالي:"ومقصود الشرع من الخلق خمسة وهو أن يحفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة.

وأشار إلى أن كل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعه مصلحة"، ولقد حرم الله سبحانه وتعالى كل ما فيه فساد للعباد في المعاش والمعاد، لذا حرم الخمر وقال في كتابه:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

وأكد أن العقل أساس التكليف في الشريعة؛ لذا جاءت نصوص الشريعة بحفظه وجودا وعدما، قال الإمام الشاطبي ~:"وقد جاءت الشريعة بحفظ العقل من جهتي الوجود والعدم"، حمى الله شبابنا من كل سوء ومكروه، وحفظ علينا أمننا وأماننا وعقيدتنا وقيادتنا، إن ربي قريب مجيب.

وتابع:  هذا وإننا لنحمد الله -تبارك وتعالى- على ما يسر من حفظ واستتباب أمن هذه البلاد المباركة؛ من خلال الإنجازات الأمنية الكبيرة، والاستباقات المثالية العظيمة التي يبذلها رجال الجمارك وأبطال مكافحة المخدرات في مواجهة هذه الفئات الضالة، مما فَوَّت الفرصة -بفضل الله- على المتربصين المعتدين.